المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Intrinsic Tangent Space
8-7-2021
الحسين بن أحمد بن خالويه
21-06-2015
Pentagonal Square Number
21-12-2020
التحوير الجيني Transgenesis
10-8-2020
الصوم الواجب وشرائط وجوبه
2023-10-06
الحسن بن علي بن الحسن
10-8-2016


شخصية هارون الحقيقية  
  
3493   01:57 مساءً   التاريخ: 15-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص395-396.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-05-2015 3017
التاريخ: 15-05-2015 3708
التاريخ: 29-12-2022 1481
التاريخ: 15-05-2015 3368

كتب أحمد أمين الكاتب المصري بعد ان ذكر علّتين لتوجه هارون وأهل زمانه إلى اللهو والمجون ـ:

الأُولى هي: الرفاهية العامة في عهده.

والثانية: نفوذ الإيرانيين الذين يعتقد هو انّهم ميّالون إلى اللهو والمجون منذ القدم.
وسبب ثالث يرجع إلى طبيعة الرشيد نفسه وتربيته، فيظهر لي انّه كان شاباً حادّ العاطفة، ولكن ليس من هذا النوع الذي يستسلم كلّ الاستسلام لشهواته، بل هو مع ذلك قوي النفس، جندي بالغريزة وبالتربية، طالما قاد الجيوش وشرّق وغرّب، هذه الحدة في العاطفة وقوة النفس ونضارة الشباب أظهرته بمظاهر مختلفة، يوعظ فيتأثر بالموعظة إلى أن يجهش بالبكاء، ويسمع الغناء فيطرب له كلّ الطرب، يسمع إبراهيم الموصلي يغنّي وبرصوما يزمر وزلزلاً يضرب بالدف، فيدعوه الطرب أن يتكلم بكلمة فيها شيء من عدم التورع الديني، يقول: يا آدم لو رأيت من يحضرني من ولدك اليوم لسرّك .

نمت عنده العاطفة الدينية ونمت بجانبها أيضاً عاطفة الفنون، فهو يصلّي و يكثر من الصلاة، وهو يسمع الغناء فيستجيده، والشعر فيطرب له، تتجه عواطفه إلى جهات مختلفة فيصل فيها إلى نهايتها و يرضى عن البرامكة فيعجب بهم كلّ الإعجاب ويقرّبهم كلّ القرب، ثمّ يغضب عليهم ويستفز الحساد عواطفه عليهم فينكل بهم كلّ التنكيل .

ويعجبه الغناء فيقرّب إبراهيم الموصلي تقريبه للعلماء والقضاة ولا يسأل نفسه أي مجوّز شرعي يجعله ينفق من بيت مال المسلمين على المطربين وأمثالهم تعجبني جملة لصاحب الأغاني يصف بها الرشيد تمثّل خير تمثيل قوة عاطفته، إذ يقول: كان الرشيد من أغزر الناس دموعاً في وقت الموعظة، وأشدهم عسفاً في وقت الغضب والغلظة من أجل ذلك لاعجب أن تراه متديّناً شديد التديّن يصلّي في اليوم مائة ركعة، و ان تراه حيناً غضوباً يسفك الدم لشيء لا يستحق سفك الدم، وطروباً يملك الطرب عليه نفسه ومشاعره، وهذه صفات ليس من السهل أن تتصوّر اجتماعها في شخص واحد  ويتضح ممّا قلنا وجه هارون الحقيقي وحقيقته، وقد كتم بعض المؤرخين و للأسف الحقائق عند الحديث عن نفسيته وسيرته وحكمه وحكم أمثاله، وقدّموا النصف المضيء كما يقال من شخصيته و حقيقته من حيث يدرون ولا يدرون، وأمّا النصف الآخر فقد عرضوه بشكل مقلوب مع أنّ البحث العلمي المستقل يلزمه أن يدرس جميع جوانب شخصية الإنسان وسلوكه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.