المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



النص عليه بالامامة من أبيه (عليهما السلام)  
  
3420   02:05 مساءً   التاريخ: 15-05-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص 423-426 .
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

ممن روى صريح النص بالامامة من أبى عبدالله (عليه السلام) على ابنه أبي الحسن موسى (عليه السلام) من شيوخ أصحاب أبي عبدالله (عليه السلام) وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين رحمة الله عليهم، والمفضل ابن عمر الجعفي، ومعاذ بن كثير، وعبدالرحمن بن الحجاج، والفيض بن المختار، ويعقوب السراج، وسليمان بن خالد، وصفوان الجمال، وغيرهم .

وقد روى ذلك من اخويه اسحق وعلي ابنا جعفر (عليه السلام)، وكانا من الفضل والورع على ما لا يختلف فيه اثنان فروى موسى الصيقل عن المفضل بن عمر الجعفي (رحمه الله) قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) فدخل أبو ابراهيم موسى (عليه السلام) وهو غلام، فقال لى أبوعبدالله (عليه السلام) استوص به وضع امره عند من تثق به من أصحابك .

وروى ثبيت عن معاذ بن كثير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال : قلت : اسئل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها، فقال : قد فعل الله ذلك، قلت : من هو جعلت فداك؟ فأشار الى العبد الصالح وهو راقد فقال : هذا الراقد وهو يومئذ غلام .

وروى ابوعلي الإرجائي عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : دخلت على جعفر بن محمد  (عليهما السلام)  في منزله فاذا هو في بيت كذا من داره في مسجد له وهو يدعو وعلى يمينه موسى بن جعفر  (عليهما السلام)  يؤمن على دعائه، فقلت له : جعلني الله فداك قد عرفت انقطاعي اليك وخدمتي لك فمن ولى الامر بعدك؟ قال : ياعبد الرحمن ان موسى قد لبس الدرع واستوت عليه فقلت له : لا أحتاج بعد هذا إلى شيء .

وروى عبد الأعلى عن الفيض بن المختار قال : قلت لأبى عبدالله (عليه السلام) : خذ بيدي من النار من لنا بعدك؟ قال : فدخل أبوا براهيم وهو يومئذ غلام، فقال : هذا صاحبكم فتمسك به .

 وروى ابن أبى نجران عن منصور بن حازم قال : قلت لأبى عبدالله (عليه السلام) : بابي انت وأمي ان الانفس يغدا عليها ويراح فاذا كان ذلك فمن؟

فقال أبوعبدالله (عليه السلام) : اذا كان ذلك فهو صاحبكم وضرب على منكب أبى الحسن الايمن، وهو فيما أعلم يومئذ خماسي، وعبدالله بن جعفر جالس معنا .

وروى ابن أبى نجران عن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن على بن أبي طالب عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال : قلت له : ان كان كون ولا أراني الله ذلك فبمن ائتم؟ قال : فأومأ إلى ابنه موسى، قلت : فان حدث بموسى فبمن ائتم؟ قال : بولده قلت : فان حدث بولده حدث؟ قال : بولده قلت : وإن حدث به حادث وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا؟ قال : بولده، ثم هكذا أبدا .

وروى الفضل عن طاهر بن محمد عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال : رأيته يلوم عبدالله ابنه ويعظه ويقول له : ما يمنعك أن تكون مثل أخيك؟ فوالله انى لا عرف النور في وجهه، فقال عبدالله وكيف أليس أبى وأبوه واحدا، وأصلى واصله واحد؟ فقال له أبوعبدالله (عليه السلام) : انه من نفسى وأنت ابنى .

وروى محمد بن سنان عن يعقوب السراج قال : دخلت على أبى عبدالله (عليه السلام) وهو واقف على رأس أبى الحسن موسى (عليه السلام) وهو في المهد، فجعل يساره طويلا، فجلست حتى فرغ فقمت اليه فقال لى : أدن إلى مولاك فسلم عليه، فدنوت فسلمت عليه، فرد على بلسان فصيح، ثم قال لى : اذهب فغير اسم ابنتك التى سميتها امس فانه اسم يبغضه الله، وكانت ولدت لى ابنة فسميتها بالحميراء، فقال ابوعبدالله (عليه السلام) : إنته إلى أمره ترشد فغيرت اسمها .

وروى ابن مسكان عن سليمان بن خالد قال : دعى ابوعبدالله (عليه السلام) أبا الحسن يوما ونحن عنده فقال لنا : عليكم بهذا بعدى فهو والله صاحبكم بعدى .

وروى الوشاء عن على بن الحسن عن صفوان الجمال قال : سئلت أبا عبدالله (عليه السلام) عن صاحب هذا الامر؟ فقال : ان صاحب هذا الامر لا يلهو ولا يلعب، فأقبل ابوالحسن (عليه السلام) وهو صغير ومعه بهمة مكية، وهو يقول لها : اسجدى لربك، فاخذه أبوعبدالله (عليه السلام) وضمه اليه وقال : بابي انت وأمي من لا يلهو ولا يلعب .

وروى يعقوب بن جعفر الجعفري قال : حدثنى اسحق بن جعفر الصادق (عليه السلام) قال : كنت عند ابى يوما فسئله على بن عمر بن على، قال : جعلت فداك إلى من نفزع ويفزع الناس بعدك؟ فقال : إلى صاحب هذين الثوبين الاصفرين والغديرتين، وهو الطالع عليكم من الباب، فما لبثنا ان طلعت علينا كفان آخذتان بالبابين حتى انفتحا، ودخل علينا ابوابراهيم موسى (عليه السلام) وهى صبى وعليه ثوبان أصفران .

وروى محمد بن الوليد قال : سمعت على بن جعفر بن محمد الصادق  (عليهما السلام)  يقول : سمعت أبى جعفر بن محمد  (عليهما السلام)  يقول لجماعة من خاصته واصحابه : استوصوا بابني موسى خيرا، فانه أفضل ولدى، ومن أخلف من بعدى وهو القائم مقامي والحجة لله تعالى على كافة خلقه من بعدى ؛ وكان علي بن جعفر شديد التمسك بأخيه موسى (عليه السلام) والانقطاع اليه، والتوفر على اخذ معالم الدين منه، وله مسائل مشهورة عنه، وجوابات رواها سماعا منه (عليه السلام)، والاخبار فيما ذكرناه اكثر من ان تحصى على ما بيناه ووصفناه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.