أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2014
6078
التاريخ: 10-05-2015
5999
التاريخ: 9-05-2015
6030
التاريخ: 10-05-2015
6345
|
هذا اخطر من سابقه واكثر امضاء في صنع الموقف السلبي من الذكر، انه
(اتباع الهوى). والهوى كما يقولون الشهوات !! وفي الحقيقة ليس الامر بهذه البساطة،
الهوى هو الشهوة في حالة معيّنة، الشهوة في حالة سيطرتها على الحقيقة، اي الشهوة
في حالة سلطانها الذي يقود الى اصدار الأحكام المخالفة للمنطق والعدل والحق،
الشهوة العمياء، اي التي تحذف او تقلب او تشوّه او تعطل الحقيقة. لنقرأ الآيات
التالية :
{وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة : 48] ، {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا
أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [المائدة : 49] ، {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ
فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} [القصص : 50] ، {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ
أَهْوَاءَهُمْ} [الشورى : 15]
فالملحوظ
هنا هو الشهوة العمياء، الشهوة المتسلّطة على العقل، ولا اريد ان اواصل الحديث في
هذه القضية، لانها قد تفوت علينا الموضوع الذي نحن في صدده. قال تعالى : {فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ
بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } [ص : 26]
وفي
الحقيقة ان هناك علاقة عضويّة او جوهرية بين الذكر بمحيطه الواسع العريض و(سبيل
اللّه)، فان الذكر لا يخرج عن سبيل اللّه ابدا، والضلال تعبير عن شدّة الحيود
والانحراف. والمضمون المجمل للآية، ان طاعة الشهوة العمياء تضل الانسان او تحرفه
عن ذكر اللّه عزّ وجل. قال تعالى : {
فَلِذَلِكَ
فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ
بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ
رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} [الشورى : 15]
وببساطة
يمكننا ان نقرر على ضوء الآية ان اتباع الهوى يسبّب الحيود عما انزل اللّه، اي
الذكر بكل معاينه المتصلة باللّه ورسالاته وأنبيائه. قال تعالى : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ
أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ
لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} [طه : 14 - 16]
وفي
الحقيقة وسواء المقصود بقوله تعالى : فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها الصلاة او الساعة-
انما كان هذا الموقف السلبي يسبب عدم الإيمان واتباع الهوى.
والصلاة
ذكر، كما ان الساعة او بالاحرى الإيمان بالساعة يتضمن الذكر بشكل وآخر. والمعنى
الذي نريد ان نثبته هنا هو، أن اتباع الهوى يضلّ ويصدّ عن ذكر اللّه تبارك وتعالى.
(قال تعالى : {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ
بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ
وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة : 87] .
فالهوى
يدعو صاحبه الى تكذيب الحقيقة، بل الى قتل صاحبها، عمليّة مضادّة للذكر بكل
مصاديقه الجميلة البيضاء. قال تعالى : {
وَلَوِ
اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ
فِيهِنَّ }[المؤمنون : 71]
هذا هو
الهوى، او بالأحرى اتباع الهوى. انه يقود الى الحيود عن الذكر والى الصدّ عنه والى
تكذيبه انه اخطر في تأثيره وأشد في مضاعفاته من ذلك الانغماس في التجارة ومن ذلك
اللهاث وراء الأبهة العائلية. ان الإضلال والإفساد والتكذيب والصد كممارسات سلبية
على صعيد الذكر اخطر من الإلهاء.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|