أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2016
1790
التاريخ: 28-3-2020
2359
التاريخ: 18-3-2021
4755
التاريخ: 29-4-2021
1917
|
قال علي (عليه السلام) : ( الفكر مرآة صافية ، والاعتبار منذر ناصح ، وكفى أدبا لنفسك تجنبك ما كرهته لغيرك) (1).
الدعوة إلى اعتماد آليات حياتية مفيدة في استجماع الإنسان لخواص متعددة ، بما يمنحه القوة والسداد ، ويجعله واحدا بصفات المجموعة.
الآلية الاولى : ان يتأمل في قضايا الحياة ، ويعرض بعضها على بعض ، ليستفيد من خلال مقارنته ، ما يدفعه للمواصلة او يمنعه عنها ، إذ اتضحت أمامه معالم الطريق ، فلا يصح منه ان يعثر او يغتر.
وبالتالي كان تفكره فرصة لتعرفه على ما خفي عن غيره ، فإنه حلل المواقف ، و زان بينها ، رابطا بين الاعدادات والنتائج ، فاستنتج الموقف المناسب الذي يلزمه اتخاذه ، وما كان سوى ذلك ليوصله للقرار الانسب ، لولا ان تداركته رحمة ربه سبحانه ، فلم يستعجل بل اعطى لنفسه فرصة التفكير، مستذكرا تجارب الغير، ومستفيدا من هفواته ، ومستنيرا بمنجزاته ، وعندها فنتوقع له الرشاد والفلاح ، وهو ما كان (عليه السلام) يهدف له باستعارته خصائص المرآة الصافية ، من انعكاس الاشياء فيها ، ووضوح المرئي ، حتى ليكون بدرجة من البيان والجلاء، بحيث لام مدعي الخفاء، وان هذه الحالة الانعكاسية ما كانت لتحصل لولا النظر في المرآة ، ولذا يحرص كثير على عرض الاجساد على المرايا ، فكانت دعوته (عليه السلام) إلى عرض القلوب ايضا ، مع بيان المرآة المناسبة لذلك ، وعندها فلا ينساق الناظر البصير وراء شهرة او شهوة ، وانما يتعامل مع العروض والمقترحات بحسب حجمها ومقاسها.
الآلية الثانية : ان ينظر إلى ما حصل مع غيره ، وكيف حصل ولماذا ؟، ليستفيد منه ولا يقع في المحذور ، فإنه باعتباره بما حصل لغيره يكون كمن استعان بجهاز الانذار المبكر ، مما يوفر له الحماية ، كما يحقق له وقاية ومناعة من التعرض للمشكلة نفسها ، وهذا أسلوب عملي مفيد ، وليس بالإمكان توفير ما هو اكثر ضمانا منه ، ولا يوجد انصح منه ، بما يستشعر منه الإنسان إخلاصه ، فيأمن إليه ، ويثق به.
الآلية الثالثة : ان يكون مصيبا في تقديراته للأمور ، فلا يعيد ما انتقد فيه غيره ، بل يتجنب التورط بذلك ، فضلا عن الإقدام الإرادي عليه ، وإلا فما فائدة استذكار تصرفات الغير وإرادة الاعتبار بها ؟!، وهذا مما يعطينا ان الوقت كما الجهد بحساب ، فلا بد من عدم التفريط به ، لعدم الفائدة في أصل الاستذكار ما لم يوصل إلى الاعتبار، كما لا ينفعان ما لم يؤدب الإنسان نفسه ، ويسيطر عليها ، لئلا يعاود ما احسن بضرره ، ولا يكرر ما فر منه.
فالدعوة إلى استنطاق الاشياء والمحاكمة بينها والالتزام بما يصدره من حكم ، كون عدم الالتزام إقدام على المكروه المحذور ، بينما كان المفترض الاجتناب عنه ، تحقيقا لمبدأ كراهته.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفكر : تردد القلب في الشيء ، وهو اسم مصدر للتفكر : التأمل ، الاعتبار : النظر الى الشيء لمعرفة غير المشاهد من خلال المشاهد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|