أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-2-2022
![]()
التاريخ: 29-7-2016
![]()
التاريخ: 2023-04-04
![]()
التاريخ: 29-7-2016
![]() |
قال علي :(عليه السلام) : ( أفضل الزهد إخفاء الزهد ).
الزهد من الخصال الحميدة التي ينبغي التحلي بها والاتصاف بها مهما امكن لأنه يهيء للإنسان فرصة التوافر على حالات نفسية عالية يبحث عنها الانسان – غالباً – لأنه تريحه من عناء الدنيا والحياة المادية المتعبة بتطورها وتقنياتها وما تستوجبه من مظاهر تثقل روح الانسان قبل جسده وتبعده عن ساحة رضوان الله – إلا من عصم الله تعالى -.
إذن فالإمام (عليه السلام) يدعو إلى التحلي بهذه الخصلة الحميدة ويؤكد على امر مهم يكتسب اهمية بالغة وهو ضرورة عدم التظاهر والتجاهر بهذا الشيء لئلا يصاب الإنسان الزاهد بداء الغرور والاعجاب الذي تقل معه فرصة المواصلة والمتابعة على نفس الخطى على أساس انه واصل إلى هذه المرحلة المتقدمة فلا يلم بذنب او لا يضره شيء اتكالا على الزهد فلا بد من الحذر من مصيدة الشيطان لئلا يقع الزاهد فيها لأنه بمرصد ومرقب من شياطين الجن والانس فلأنه بدأ اولى خطواته على طريق الله تعالى وبدأ فعلا بمخالفة هواه ونفسه الامارة بالسوء ، وهذا أمر لا يروق لأعداء الله تعالى فيحاولون طرح العثرات وتكثير العراقيل فيكون العجب والاعجاب ، استكثار العمل ، استقلال عمل الآخرين ، عدم الاعتناء بالغير ، سوء المعاملة ، المجابهة الحادة ...
مما لا يتلاءم مع تعريف الزهد لأن من أعرض عن الدنيا – التي هي موضوع الزهد هنا في المصطلح الاخلاقي – عليه ان يحتقر عمليا كل المغريات والصوارف الطبيعية والمصطنعة لأجل ان يتقرب من ساحة عفوا الله تعالى ورحمته ، ولا يكتفي برفع الشعارات لكسب الثقة مع ان الواقع بعيد ومتفاوت مع الظاهر.
فالإمام (عليه السلام) دلنا على أفضل الطرق الموصلة إلى الاعراض عن الدنيا بأن يجاهد الإنسان نفسه واقعيا ومن منطلق الداخل والضمير قبل منطلق المظهر الخارجي ، فالزاهد حق الزهد من ابتعد عن الحرام ليتوفر بعد ذلك كله على ما يؤهله للارتقاء في سلالم الكمال.
إذ الامر غير مقتصر على لبس الخشن او أكل الخشن المعاملة الخشنة بل الامر يتسم بعمق اصيل ومرتكز متجذر – او يجب ان يتجذر – في الإنسان ليستقر في الاعماق فتنطلق التصرفات عن قناعة لا تقليد وعن وعي لا محاكاة ... نعم لا ينكر تأثير المحاكاة – احيانا – إلا ان لها مرحلتها وتأثيرها المؤقت بكل تأكيد بينما يريد الامام (عليه السلام) منا ان نتعود ذلك ونتصف به لنكسب الاصدقاء على طريق الله تعالى المتمثل في الدعوة إلى الإسلام ومبادئه ومثله العليا التي تحقق للإنسانية ما تحلم به وتوفر لها كل وسائل التحضر والتقدم.
بكل اشكاله ومراحله – لكن بالشرط المذكور – اعني تجذر الإيمان وانطلاق الفكرة من الاعماق.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|