أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2021
1421
التاريخ: 2023-02-06
771
التاريخ: 2023-02-09
745
التاريخ: 22-2-2021
1521
|
علاقة الخدمات بالتحضر:
مما لاشك فيه أن علاقة الخدمات بمستوى التحضر في المدن كعلاقة الجسد بالروح لا يمكن أن تنفصلا وان انفصلتا فان الموت هي النتيجة الحتمية والتي يحارب الإنسان سعيا للحفاظ عليها والبقاء لأطول فترة عيش كما هو الحال في المدينة إذ يسعى التحضر حسب مستوياته الحفاظ على الخدمات وتنميتها وتطويرها بل يسعى أكثر في أظهار خدمات جديدة يمكن أن تسهل عليه صعوبات الحياة وتذلل أمامه العقبات حرصا على عدم بذل أي جهد أو تعب، ولو عدنا إلى الوراء في التأريخ نجد أن الخدمات كانت لها بدايات نشوء إذ ظهرت في بيئة الاستقرار الأولى القرية والبادية حيث كان يبحث عن الأمن سواء أكان من مخاطر ا لأحيا ء الأخرى أو من مخاطر الكوارث الطبيعية كالفيضانات أو الأراضي المتضرسة لذا كان يبحث عن بيئة تتوافر فيها الأمن أولا ثم بحث عن خدمة الاستقرار بالتجاور مع أبناء جنسه الفهم وأستقر معهم ثم أستوطن بهم حتى تنامت مع استيطانه خدمات مهمة متعلقة بحياته وديمومتها وهو وجود مصدر مائي دائم كأن يكون نهر جاري أو ينبوع وغالبا ما عرف الإنسان النهر وأستقر عنده حتى تنامت إلى وقتنا هذا فكرة نشوء المدن واستقرارها عند ا لأنهار، وما يرح الإنسان إلى أن وجدناه عاكفا على البحث عن خدمات جديدة وبيئات أفضل حتى فكر بالانتقال من المستقر الأول (القرية) (والبادية) إلى شكل جديد من أشكال الاستقرار وهي المدينة على اعتبار أنه مركز لتجمع الخدمات والوظائف والسكان معا في مكان أفضل مما عهده منظم ومنسق، والمهم في كل ذلك أن المدينة ومبدأ ظهورها ونموها وتطورها قائم على نفس المبدأ الذي قامت من أجله المستقرات الأولى سوى أن المدينة جمعت كل الخدمات والوظائف التي عرفها الإنسان في بيئاته في مكان مركزي أستقطب كل هؤلاء المستفيدين في مكان محدد من ا لأرض حتى برزت أهداف عديدة حول نشأة المدن وتطورها ونموها وأتساعها واعتبارها أفضل البيئات التي استطاع الإنسان اختراعها واعتمادها في استقراره بل عدت على قمة الابتكارات وذلك لجذبها وظائف وخدمات مختلفة تخدم السكان فيها وتوفر فرص عمل متعددة ومتنوعة ألا أن من المهم يمكن توضيح نقطة معينة وهي ليست جميع المدن في العالم بصورة مطلقة تمتلك أو تحتوي على جميع الخدمات بأنواعها وأشكالها بل أن حاجة الإنسان وسعة تفكيره وافقه تجلت بإقامة مدن خاصة بخدمة أو خدمتين وحصرها لأدائها فقط كمدن المشافي ومدن المصايف ومدن المشاتي ومدن الإصحاح والمعالجة ومدن ا لسياحة ومدن الترويح ومدن الرياضة وممارستها.. الخ.
إما الوجه الأول لمدن الخدمات المجتمعية فإنها تتميز بصفات التعقيد وا لتداخل والتزاحم والتشابك في وحدة الأرض بين الخدمات والسكان بين مكوناتها وأطيافها الأمر الذي شجع البحث العلمي على تعدد مناهجه وأفكاره ووجهات نظره وطرق المعالجة وحل المشاكل العالقة المسببة والناتجة بدرجة من التفصيل والدقة والابتعاد عن التداخل في الدراسات عن طريق دراسات تفصيلية وتخطيطية بحتة.
من هذا العرض التاريخي والجغرافي السريع لعلاقة المدينة بالخدمات تتضح لنا أفاق علاقة الخدمات بمستوى التحضر الذي أصبح صفة ملازمة ومحصورة بالمدينة إذ من غير الممكن عد بيئة غير المدينة بأنها متحضرة وذلك لاختلافات عديدة أبرزها نوع الوظائف التي تقوم بها كالزراعة أو الرعي، نجد أن الخدمات ذات قيمة عالية لا يمكن الاستغناء عنها بأي شكل من الإشكال، أن سكان المدينة لا يمكنهم الاستقرار بدون خدمات تتناسب ومستواهم الحضاري وكما ذكرنا تتنوع الخدمات ويزداد الطلب عليها تبعا لمدى تحضر السكان وتطورهم ونموهم وثقافتهم وتقل وتنعدم في حالة عدم ذاك التجمع السكاني إلى التحضر والحياة في المدينة، إذ لا يمكن عد المدينة تجمع وحدات سكنية محتشدة ومتشابكة في مكان ومتباعدة ومتفرقة في مكان أخر بل أن الخدمات أصبحت الجاذب الأول والمشجع الفعال على أن تكون الأفضل للسكن ومستوى التحضر الذي تعيشه المدينة، لذا حرص السكان في المدينة منطلقين من ارتفع مستوى التحضر إلى إعطاء الخدمات نصيبها في الحيز العمراني كونها ذات قيمة مباشرة بالمجتمع من حيث التركيب والوظائف وخاصة في مجال فلسفة تخطيط المدينة.
ونظرا لقوة الارتباط ما بين السكان ومستوى تحضرهم وحاجاتهم المتزايدة يوما بعد يوم وما يرافقها من تطور في قطاع الخدمات المختصة لتلبية حاجات ورغبات السكان إلى حد دفع قطاع الخدمات نحو الاتساع والتنوع وتعدد الأصناف والإشكال والمظاهر والصور بما يلاءم وقدره وطبيعة الحاجة إليها للاهتمام بها في تخطيط المدينة كتخصيص الأرض واختيار أفضل المواقع ودراسة مدى ارتباطها من حيث قربها للمستهلك وبعدها فالخدمات تختلف من حيث أهميتها في سلم هرمي فحاجة السكان للتعليم يتطلب قرب المؤسسات التعليمية من السكان بصورة مباشرة (المدرسة) وحاجة السكان إلى الاستطباب فرض وجود المركز الصحي من السكان وحاجة السكان والحجم فرض وجود مستشفى شامل لكافة الاختصاصات بالقرب من السكان كما بقية الخدمات الأخرى فضلا عن ارتباط جميعها بمستوى التحضر الذي يفرض وجود الخدمات نتيجة الطلب عليها المتزايد والمتنامي والذي تفرضه الحياة الحضرية الجديدة في المدن محاولة إلى مواكبة العصر لبقية المدن في مجال وفرة الخدمات وتعددها وتنوعها من أجل تكوين نظام حضري متكامل شامل قائم على عمليات تبادل وظيفي خدمي نسيجي مترابط ومتشابك كجسد الإنسان والوظائف التي تضمن بقاءه على قيد الحياة وبحالة صحية عالية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|