أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016
3803
التاريخ: 10-3-2021
3206
التاريخ: 14-11-2016
1574
التاريخ: 27-3-2021
2472
|
قصة أصل مال عبد الله [1] بن جدعان
هشام قال حدثني الوليد بن عبد الله بن جميع حليف بني زهرة قال سمعت عامر بن واثلة أبا الطفيل قال قال أشياخ من قريش لعبد الله بن جدعان: يا أبا زهير! من أين أصل مالك هذا؟ وكان من أكثر الناس مالا، قال فقال: على الخبير سقطتم، خرجت مع قوم من قريش إلى الشام فبينا نحن في بعض أسواقها إذ أقبل رجل قد كاد يسد الأفق من عظمه، فقال:
من يبلغني أرض جرهم وأوقر ركابيه ذهبا، فلم يجبه أحد من أشياخنا بشيء، قال: فانصرف ثم عاد في اليوم الثاني فقال كما قال في اليوم الأول وانصرف ولم يجبه أحد، ثم عاد في اليوم الثالث فقال كما قال، فلما رأيت سكوت الناس عنه قلت: أنا أبلغك أرض جرهم، قال ابن جدعان وانا أعني ببلاد [2] جرهم أرض مكة، قال: فحملت على إبلي أذبح له في كل يوم شاة وفي كل جمعة جزورا/ حتى انتهينا إلى مكة فقلت: هذه أرض جرهم، قال: إنك صادق ولكن امض وانطلق، فأخذني في جبال وأودية ما رأيتها قط حتى انتهى إلى كهف في الجبل قد ردم [3] بالحجارة فقال أنخ بي ههنا، فأنخت به، ثم قال لي: انقض هذا الكهف حجرا حجرا، ففعلت، ودخلت الكهف فإذا فيه ثلاثة أسرة على اثنين منها رجلان ميتان والثالث ليس عليه أحد، وإذا ذهب كثير وإجانة [4] في ناحية [5] الكهف فيها لطوخ [6] فقال: يا هذا! إني ميت كما مات هذان وسيخرج مني صوت شديد فلا يهولنك وإذا إجانة فيها لطوخ، وإذا قارورة فيها ريشة على السرير الخالي، وإذا ذهب كثير في ناحية الكهف، فطرح ثيابا كانت عليه وقال: [7] اطلني بهذا الذي في الإجانة [8] ، فطليته [9] من قرنه إلى قدمه، ثم أدرجته في ثياب كانت معه ثم جلس على السرير وأخذ الريشة فلعط بها على أنفه ثم صاح صيحة ما سمعت قط أشد منها وسقط ميتا كأنه لم يزل مذ كان، قال: وقد كان قال لي: خذ من هذا الذهب حاجتك ورد الكهف كما كان وإياك أن تعود إلى ما ههنا فإنك إن عدت ذهب مالك ونفسك، ففعلت ما قال فهذا كان أصل مالي.
[حديث نعي عبد الله بن جدعان]
هشام [10] عن معروف بن الخربوذ المكي قال أخبرني عامر بن واثلة أبو الطفيل قال حدثني شيخ من أهل مكة عن الأعشى بن النباش بن زرارة [11] التميمي من بني أسيّد [12] بن عمرو بن تميم حليف بني عبد الدار قال: خرجت مع نفر من قريش نريد الشام في ميرة [13] لنا، فنزلنا بواد يقال له وادي غول فعرّسنا به، فنظرت إلى شيخ على صخرة وهو يقول: (الطويل)
ألا هلك السيّال غيث بني فهر ... وذو الباع والمجد الرفيع وذو الفخر
قال: وأصحابي نيام، فقلت: والله لأجيبنه وقلت: (الطويل)
ألا أيها الناعي أخا الجود والفخر ... من المرء تنعاه لنا من بني فهر
فقال: (الطويل)
نعيت ابن [14] جدعان بن [15] عمرو أخا الندى ... وذا الحسب القدموس [16] والمنصب الغمر [17]
مررت بنسوان يخمّشن أوجها ... صباحا ملاحا بين زمزم والحجر [18]
فقلت: (الطويل)
لعمري لقد نوّهت بالسيد الذي ... له الفضل معروفا على ولد النضر
متى إنما عهدي به مذ عروبة [19] ... وتسعة أيام لغرّة ذا الشهر
فقال: (الطويل)
ثوى منذ أيام ثلاث كوامل ... مع الليل وافته المنايا وفي الفجر
قال: فاستيقظ أصحابي وقالوا: من تخاطب؟ فقلت هذا نعى لي ابن جدعان، فقالوا: والله لو ترك أحد لشرف وكثرة مال وجود لترك ابن جدعان، فقال الشيخ: (الوافر)
أرى الأيام لا تبقي عزيزا ... لعزّته ولا تبقي ذليلا
قال فقلت أنا: (الوافر)
لا تبقي من الثقلين شفرا [20] ... ولا تبقي الجبال ولا السهولا
وحفظنا تلك الساعة وذلك اليوم فوجدناه كما قال.
_________________
[1] في الأصل: قصة أسبب ما لعبد الله.
[2] في الأصل: أعني بلاد جرهم.
[3] ردم: سد.
[4] الإجانة بكسر الهمزة وتشديد الجيم: إناء تغسل فيه الثياب جمعها الأجاجين.
[5] في الأصل: ناجية- بالجيم المعجمة.
[6] اللطوخ كصبور: ما يلطخ أو يطلى به.
[7] في الأصل: اطلبني من هذا- بالباء، من الطلب.
[8] في الأصل: الاجان.
[9] في الأصل: فطلبته، من الطلب.
[10] يعني هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
[11] زرارة بضم الزاي المعجمة.
[12] أسيد بضم الهمزة وفتح السين وكسر الياء المشددة.
[13] في الأصل: ميرة- كذا، لعله: العير- بكسر العين أي قافلة الحمير أو قافلة مطلقا.
[14] في الأصل: بن جدعان- بإسقاط الهمزة.
[15] في الأصل: ابن- بإظهار الهمزة.
[16] القدموس كعصفور: القديم.
[17] الغمر بالغين المعجمة كقبر: الواسع.
[18] الحجر كقرد: حرم الكعبة.
[19] في الأصل: عروبة، والعروبة كصبورة: يوم الجمعة.
[20] الشفر كقبر: أحد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|