أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-1-2016
23569
التاريخ: 8-05-2015
3071
التاريخ: 8-06-2015
35396
التاريخ: 10-12-2015
3015
|
قال في المصباح (قال أئمة اللغة : الشك خلاف اليقين، وهو التردّد بين شيئين، سواء استوى طرفاه أو رجح أحدهما على الآخر) فيما يذهب صاحب المفردات الى ان الشك هو (اعتدال النقيضين عند الإنسان وتساويهما وذلك قد يكون لوجود امارتين متساويتين عند النقيضين أو لعدم الامارة فيهما) أمّا الجرجاني فيرى ان الشك (ما استوى طرفاه وهو الوقوف بين شيئين لا يميل القلب الى أحدهما)، والذي يمكن أن نستفيده من هذه التعريفات ان الشك يتجسّد في التردّد، هذا هو جوهر المعنى، وذلك يحول دون اليقين قال تعالى : {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا} [النمل : 66] ، {هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ} [سبأ : 21] ، {فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ} [غافر : 34] . فالشك هنا ما يقابل القطع الذي يتأتى من العلم، وهو قد يكون في وجود شيء وعدمه، وقد يكون في حكم أو عقيدة، وقد يكون في صفات شيء ما أو نوعه أو جهته ... قال تعالى :
{قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم : 10] . { إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [يونس : 104] . {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ} [إبراهيم : 9].
واعتقد ان الشك في القرآن الكريم ينزل منزلة الجهل وان لم يكن هو الجهل في المعنى الحقيقي، ويبدو من القرآن أيضا، أنّ الشك يمكن ان يتسرّب الى أبسط الأشياء وأوضحها، ومن هذا اللون الشك باللّه والعياذ باللّه تعالى.
يستنكر القرآن الكريم مبدأ التوقف بسبب الشك، أي يطالب الإنسان بأن يسعى حثيثا لرفعه بالأدلّة والبراهين، ومن هنا شدّد في الهجوم على قوم صالح، فالقرآن يعالج الشك كموضوع ذي آثار، فالشك ليس مذموما بحد ذاته، ولكن الجمود عليه وعدم حث الذات على تحديه هو الأمر المذموم. قال تعالى : { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ} [الدخان : 9] .
هذه هي الآثار الوخيمة للشك، ولذلك يلح القرآن على رفعه بالاسباب الطبيعيّة الوجيهة، وهي الفكر الدءوب والعلم الرصين. قال تعالى : { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [النمل : 66] . ولذلك فان العلم والشك يرفع أحدهما الآخر، يلغيه من صفحة الفكر والذهن ويستقر مكانه، يطرده ويمثل مكانه.
اذا كان الشك ضروريّا في البداية من أجل الوصول الى الحقيقة، فانه خطر على الحقيقة ذاتها اذا استمر سلطانه على العقل ومنهجه، سواء كان هذا الشك صادرا عن ذات تعاني حقا من هذه الحالة أو كان اسلوبا منهجيّا.
يقرن القرآن الكريم بين الشك والريب. قال تعالى : {وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} [هود : 62] . {وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} [هود : 110] . {إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ} [سبأ : 54] .
لقد وردت كلمة (الشك) في كتاب اللّه تعالى خمس عشرة مرّة، اقترن بها الريب بصيغة المبالغة أي (مريب) ست مرّات، مما يدلل أحيانا على العلاقة بين الأمرين، علاقة قويّة، و(شك مريب) تعني شكا موهما!!، مخيفا، مفزعا، يعرض النفس الانسانية الى الهمّ والقلق.
إن الشك قد لا يكون عمليّة فرديّة خاصة، بل قد تبتلى بهذا المرض الوبيل شعوب وقبائل وأمم ومجتمعات كما هو الحال مع قوم موسى وصالح وغيرهما. ويبدو أن الشك يساور الجماعات فيما يستجدّ من حوادث وأمور، خاصّة ما هو عظيم الشأن، جليل الاثر، يصدم الموروث، وفي مقدمتها النبوات، وهو مسألة جليّة كما يخبرنا التاريخ.
تأسيسا على ما سبق يمكننا أن نلخّص موضوع الشك في القرآن بالنقاط التالية :
أولا : أن الشك هو التردّد، وهو يقابل اليقين المسبّب عن العلم.
ثانيا : يتسع الشك لكل مجالات الكون والحياة والتاريخ.
ثالثا : يؤدي الشك الى القلق والعبث والضياع.
رابعا : لا بدّ من اعمال الفكر لرفع الشك.
خامسا : الشك ظاهرة فرديّة وجماعيّة.
سادسا : طالما يداهم الشك الجماعات والأمم في القضايا المستجدة الصادمة للموروث، ومسألة النبوة تمثل نموذجا على هذا الصعيد.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|