أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-10-2014
5229
التاريخ: 9-06-2015
5809
التاريخ: 2023-04-27
1235
التاريخ: 3-12-2015
4800
|
ان ذلك يحتاج إلى إرشاد المسلم إلى مصدر القرآن، وإنه قد جاء من اللّه وحده، وهو ليس بكلام من النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، ولا كلام بشر سواه.
ويتبين لنا من ذلك من خلال استعراضنا للقرآن وآياته، فلا نرى غير الإحكام في المعنى، والدقة في اللفظ، والمتانة في الأسلوب، ناهيك عن البلاغة وما فيها من إعجاز، فإنك لا تجد غير النظم بين الحروف والكلمات والتنسيق بين الجمل والآيات فتراها مترابطة في نسق واحد وسياق قرآني جميل، كما
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) : «إن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق».(1)
وإن هذا لسر من أسرار القرآن الإعجازية، وسمة فريدة تدلنا على مصدره الرباني { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء : 82] هذه القوة الربانية المكينة أرادت أن تشد المسلمين وتربطهم به، فكانت طريقة النزول التدريجية ساعدت على ذلك حينما كانوا ينظرون حكما في واقعة ما بشوق ولهفة ليستطلعوا على رأي السماء جرّاء هذا النزول المفرق.
يقول آية اللّه السيد حسن الشيرازي: «لتجدد عهد الأمة بالسماء. لأن نزول القرآن يلهب حماس الأمة ويدلها على ارتباطها الفعلي بالسماء. فلو نزل دفعة واحدة لانتهى زخم التجديد فيه في فترة زمنية. وأما وقد نزل متفرقا فكان زخم التجديد فيه مستمرا، يروّي المشاعر الإيمانية بالدم الجديد». (2)
وهذا الارتباط أحدث تفاعلا بين الجانب التشريعي والجانب التنفيذي، فكان المسلم يسمع آية أو حكما فيهرع لتطبيقه، وإبلاغه إلى بقية المسلمين.
فعن أبي عبد الرحمن السلمي قال : «حدّثنا من كان يقرئنا من الصحابة أنهم كانوا يأخذون من رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخر حتى يعملوا ما في هذه من العلم والعمل». (3)
وهذا الربط الفعلي بين المسلم وكتاب ربه يجعله خاضعا لإرادة اللّه ضمن تطبيق برامجه وتعاليمه الحقة، ويرفع عنه الضيق والحرج حيث أن اللّه سبحانه يراقب تصرفات المسلمين، وما يواجهونه من أحداث، ووقائع تحتاج إلى بيان فيكون الوحي حاضرا عند النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لإخباره بأمر السماء لما لهم فيه من حرج وضيق.
«فالمصاحبة الزمنية بين الحكم الذي تنزل به الآية والحديث أو الواقعة سبب متين للامتثال وتطبيق الأمر الذي أحدث ترابطا وتلازما بين التشريع والتنفيذ.
ولهذا كان المسلمون إذا سمعوا عشرا من الآيات يهرعون لتطبيقها ثم يعودون للاستزادة، ولو فرض نزوله دفعة واحدة لما تحقق ذلك». (4) ومن الجدير بالذكر أن نزول القرآن مفرقا يركز في أذهان المسلمين تعاليم السماء شيئا فشيئا، وبالإقناع دون الإكراه حتى تتشرب قلوبهم القرآنية، ويكون التأثير واضحا على سلوكهم، فيشعر المسلم حينها أنه يؤدي هذه التكاليف دون تصنع أو إجبار أو رقابة أحد، ولعل هذا الأسلوب يجعل المسلم أكثر قناعة بما يعمل فيمتثل لأوامر السماء، ويتصرف وفق هدى الشريعة، وما تمليه عليه تلك الآيات النازلة عبر الوحي.
_________________
1. نهج البلاغة خطبة 75 .
2. خواطري عن القرآن ( ج 2) ص 356 .
3. البحار( ج 92) ص 106 .
4 . موجز علوم القرآن ص 123 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|