المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

علاج الكبر علما و عملا
6-10-2016
الصدقة والدعاء ـ بحث روائي
26-9-2016
Bioprospecting: Hunting for Natural Products
19-5-2017
وقت وجوب الفطرة
27-11-2015
رعمسيس الثاني (الجيزة)
2024-08-11
زهرة نبات البصل
8-3-2017


أهمية الأسرة  
  
2384   01:41 صباحاً   التاريخ: 28-1-2021
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص3-5
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

عرفت الاسرة بأنها مؤسسة او منظمة اجتماعية تنشأ عن رابطة زوجية بين المرأة والرجل، يعيش فيها افراد الاسرة، وهم الزوجان والابناء واحياناً الاجداد والاحفاد، في ظل تعايش سلمي ملؤه الصفاء، والود، والانس، والتفاهم، والتكافل، والتعاون.

فلأفراد الاسرة وحدة في الهدف والاسلوب ومسير الحياة، وعادة ما تنظم سياستها العامة من قبل فرد نطلق عليه اسم رب الاسرة، او كبير الاسرة، او رئيسها. فنتاج الاسرة تنظيم حياة المرأة والرجل، والولادة، تربية الابناء، وإحلال الهدوء والسكون، وهي عوامل اساسية لإعداد ودخول الجيل الجديد الى ميدان الحياة الاجتماعية.

أهمية هذه المؤسسة :

عادة ما تكون الأسرة خلية صغيرة، تتشكل على الأقل من شخصين أو ثلاثة، ولكنها تعتبر من حيث الاهمية أهم المؤسسات الاجتماعية وأول محطات بناء واعداد وتربية النشء الجديد، وارقى منابع السعادة، وأغنى مصادر العاطفة، والسكون والثبات الفردي والاجتماعي في الاسرة وكيانها، وكذلك فإن للمسير والسياسة المتبعة فيها دور مهم وأساسي في سعادة الناشئين فيها او شقائهم، وكذلك الامر بالنسبة للمجتمع.

ولقد أشار علماء الاجتماع الى ان الاسرة قلعة محكمة وركن اصلي في المجتمع، لأنها المكان الذي توضع فيه اللبنة الاولى لبناء المجتمع ويُتحكم بالأحاسيس والعواطف من خلالها، فطفل اليوم الذي سيكون عضواً مؤثراً في مجتمع المستقبل يتلقى اول دروس الحياة الفردية والاجتماعية فيها.

يعتقد علماء النفس بأن ما يتعلمه الانسان في الاسرة، وخصوصاً في فترة الطفولة، سيبقى معه دائماً وأبداً تقريباً، الى درجة ان بعضهم يعتقد بأن أكثر من 70% من الاسس الاخلاقية والسلوكية تتعلق بفترة الطفولة فيما قبل السادسة من العمر، وتوصل الباحثون المتخصصون في الجريمة من خلال عينة أجروا عليها تحقيقاً مفصلاً الى ان 92% من المجرمين هم أفراد قضوا فترة من طفولتهم في ظل أسرة مضطربة ومفككة.

تعاليم الاسرة :

إن ما يعمله الوالدان للأطفال وما يهيؤونه من ظروف وشروط لرشد وتربية الاطفال، يجعل الطفل يعيش في حالة تسليم تام وخضوع كامل في إجراء ذلك، والمحبة الخالصة والود والصفاء العائلي يوجه هذه المؤسسة نحو الهدوء والسكون والاستقرار والتربية والاخلاق وخضوع الطفل وتسليمه.

الأب يمثل مظهر العدل والانضباط ، والأم تمثل مظهر الحنان والعاطفة ، وهذان الاثنان يمكنهما غرس البناء الأخلاقي والتربوية في عمق الطفل من خلال وحدة المسيرة والتفاهم في إجراء الضوابط ، والتي من الصعوبة أن تزول أو تتلاشى أمام الأحداث العاصفة والبلايا والتأثيرات الاجتماعية المختلفة.

فالأساليب والعادات التي يتعلمها الطفل في الوسط العائلي وطريقة التعامل التي يتعلمها هناك ، وما يتكون لديه فيه من عواطف وأحاسيس ستنفذ في أعماقه بحيث تتطلب سنوات طويلة من العمل لإزالة ذلك.

ولشدة أهمية الأسرة وتعاليمها الأساسية نرى أمير المؤمنين علي عليه السلام يخاطب مالك بن الاشتر قائلاً: (.. الصق بذوي المروءات والأحساب، وأهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة..)(1) لأن الإمام عليه السلام يعرف جيداً بأن آثار التربية الأولية والأسرية لا تزول بسهولة وسرعة ، وما يتلقنه الفرد في أسرة صالحة سيحافظ عليه باستمرار ويستفيد منه في ميدان الحياة الاجتماعية.

__________________________
(1) نهج البلاغة، نسخة المعجم المفهرس ، الكتاب 53 (كتابه الى مالك الاشتر)، الفقرة رقم 52ـ53 (المترجم). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.