أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2022
2776
التاريخ: 2024-09-29
186
التاريخ: 20-2-2022
1701
التاريخ: 17/12/2022
1205
|
إذا سألت الكبار عن سبب خجلهم فستجدهم يقولون نفس القائمة من الأسباب المألوفة للخجل ، مثل الانتقال للإقامة في مدينة أخرى جديدة ، أو الصراع مع زملاء الفصل العدوانيين ، أو تسليط الانتباه عليهم أكثر من اللازم. وأطلق على تلك الأسباب " بواعث الخجل ".
وعلى الرغم من أن تلك البواعث تبدو للوهلة الأولى مختلفة عن بعضها البعض، إلا أنها متشابهة لأنها تتضمن الانتقال من موقف اجتماعي آمن الى موقف اجتماعي آخر جديد وغير متوقع يتم فيه تقييم المرء. وعند اجتماع كل تلك العوامل معاً يمكنها أن تصيب سلوك ومشاعر وأفكار المرء بالخجل والتوتر.
دعنا نقم بتشريح عناصر بواعث الخجل:
الحداثة: أخبرتني محاسبة تدعى " جوليا " بالآتي : " كان الانتقال من حي لآخر في طفولتي من العوامل التي ساهمت في حياتي المؤلمة كطفلة خجولة حيث قضيت عاماً بلا أصدقاء وبلا تواصل مع أي شخص على المستوى الشخصي ".
أنا أتفق في الرأي مع من يقول إن الانتقال لحي جديد عبء كبير على أي طفل، فقد كان على " جوليا " التعامل مع مكان جديد وإحساسها بانفصال عائلتها عن جذورها وأصولها، والتحدي الذي يتمثل في كونها محاطة فجأة بزملاء دراسة وجيران لا تعرفهم. ووفقاً لرأيي الشخصي أقول إنه في حالة " جوليا " كان من الطبيعي تماماً أن تشعر بالخجل أو الجبن عندما اضطرت للانتقال لمسكن آخر.
ولكن بينما كان رد فعل " جوليا " طبيعياً ، إلا أنه ليس رد الفعل الملائم الوحيد ، ولا يجب أن يؤثر خجلها على سلوكها لعدة سنوات قادمة. وكان يمكن أن تتم مساعدتها بقليل من الإرشاد والتوجيه من أب ، أو أم ، أو معلم ، أو زميل ، أو مربٍ يهتم بها.
على سبيل المثال كان بمقدور والدي " جوليا " أن يخففا عنها وطأة الانتقال عن طريق زيادة تعرضها لمقابلة الناس الجدد بالتدريج ولكن باستمرار. وكان من الممكن أن يقوموا بدعوة الجيران الجدد لمنزلهم لكي تقابلهم كل العائلة في نفس الوقت. وكان من الممكن أن يقوموا باصطحاب " جوليا " لمدرستها الجديدة قبل أن تبدأ الدراسة لكي تتعرف سلفاً على معلمتها الجديدة ومتطلبات الدراسة ونظام المدرسة. وكان الممكن أن يجدوا طلاباً آخرين ممن يسكنون في نفس الحي ويقوموا بتنظيم الانتقال بالسيارة معهم من وإلى المدرسة. وبينما تقوم " جوليا " وأبواها بتلك المقابلات يتحدث كل أفراد العائلة باستمرار عن مخاوفهم وتقدمهم وما تعلموه حديثاً والتزامهم بتحويل منزلهم الجديد الى مكان دافئ وملاذ آمن.
وبينما يتطلب ذلك النوع من المشاركة الأبوية بعض الوقت والجهد فكر في مدى الفائدة العائدة على " جوليا " لمساعدتها على التكيف والتأقلم مع الحي الجديد والمدرسة الجديدة ولكي تكتسب ثقة أكبر في قدراتها الاجتماعية. ولو أن " جوليا " قد حصلت على قدر أكثر قليلاً من التشجيع والإرشاد من أبويها في تلك اللحظة الحرجة من نموها فأؤكد رأيها في نفسها كطفلة وكسيدة كان سيختلف كثيراً.
عدم القدرة على التوقع: بالإضافة للمواقف الجديدة توجد مواقف تبعث على الخجل غير متوقعة
تماماً ، ويفسر الأطفال الخجولون عدم القدرة على التنبؤ بكونهم مهددين.
استمع لما يقوله عالم النباتات عن مأساة طفولة معتادة:
" أشعر أن خجلي بدأ في المدرسة الابتدائية وأنني جعلت الفاشلين يجعلونني أشعر أنني فاشل. ولقد قمت بإسقاط مشاعر عدم الأمان داخلي لا شعورياً على الآخرين ".
يعرف معظم الأطفال أن عليهم التعامل مع الأطفال العدوانيين الذين يمكن أن يملؤوا حياتهم بالمفاجآت غير المرغوبة والانتباه غير المرغوب فيه ولكنهم يتعاملون مع تلك المواجهات غير المتوقعة بطرق مختلفة. فبينما قد يقوم بعض الأطفال الأكثر شجاعة بالمقاومة والعراك أو الاتحاد معاً لتشكيل نطاق اجتماعي أكثر أمنا، إلا أن الأطفال الخجولين يميلون الى الصمت لكي يتجنبوا الانتباه غير المرغوب فيه، علاوة على أنهم يعتقدون أنهم مهددون ليس فقط من قبل " الأطفال العدوانيين " بل أيضاً من قبل كل طفل آخر. وتؤثر مخاوف الأطفال الخجولين وإدراكهم لفقدان الثقة بعد ذلك على تقديرهم لذاتهم، وعلى مهاراتهم الاجتماعية، وعلى قدرتهم على التمييز بين الصديق والعدو.
ولأن تلك المواجهات مليئة بالتوتر فهي تؤدي للكثير من القلق وتجعل الأطفال الخجولين في حالة تأهب وتحفز طول اليوم. وكما لاحظ بعض العلماء فان الاكتفاء بترقب ما يمكن أن يحدث غالباً ما يكون أسوأ مما يحدث بالفعل. فوفقاً لبحث حديث قامت بإجرائه د. " ماري دبليو. ميغر " من جامعة " تكساس "، فإننا نشعر باستثارة وعدم ارتياح عندما نكتفي بترقب حدوث شيء ما نعتقد أنه غير سار ، مثل الذهاب لحفل مع أطفال يجعلوننا نشعر بعدم الارتياح ، ولكن بمجرد دخولنا في ذلك الموقف الذي يبدو غير سار ، يقل مستوى الاستثارة ولا نشعر بنفس الاستياء والضيق الذي كان يراودنا من قبل.
إن التحدث الى طفلك الخجول عن مخاوفه قد يفيد كثيراً، فعلى سبيل المثال ، لو لاحظت أن طفلك متوتر ويتحاشى أطفالاً بأعينهم في الفصل ويحلم بكوابيس متكررة ، او يشعر بآلام في المعدة ولا يمكنك تحديد أسباب تلك الأعراض بالضبط ، فهذا هو الوقت المناسب للتدخل في الأمر. فافتح باب المناقشة في تلك الموضوعات أثناء حوار عابر بينك وبين طفلك – ربما أثناء طهي الطعام أو اصطحابه بالسيارة الى المدرسة – واجعل طفلك يعرف أنك تحاول مساعدته وليس أن تزيد من مشكلاته ، وفي النهاية سيشعر طفلك بالارتياح الكافي للتحدث معك عما يسبب له الألم وعندئذ يمكنكما أن تعملا معاً على إيجاد الحل.
التقييم: إن بواعث الخجل مرتبطة أيضاً بعنصر التقييم ، أي أن إحساس الفرد بذاته طرف أساسي في عملية الخجل ؛ لأنه يشعر أن الآخرين يطلقون عليه الأحكام وينتقدونه ولكن الحكم هنا ليس شخصاً آخر ـ إنه الشخص الخجول. لقد وجدت أن الناس الخجولين يميلون الى انتقاد أنفسهم داخلياً بطريقة سلبية وقوية. وبالاستماع لنقد الذات القاسي يصبح الناس الخجولون حساسين أكثر من اللازم ، لذلك ينسحبون من ساحة الحياة لكي يخرسوا صوت الناقد الداخلي لديهم.
دعنا نستمع لقصة " كاتي " التي تبلغ تسعة أعوام من العمر.
حيث قالت لي والدة " كاتي ": " لا تنضم ابنتي الى أية مجموعة من الأطفال، فكما تعلم فان الانضمام لمجموعات مثل فرق الرياضة ..، مع أنها ماهرة جداً في الأنشطة الفردية ولا أعتقد أن أياً من معلميها يظنها خجولة بل يعتقدون أنها هادئة فقط ، ولكنها لا تحسن التصرف في المواقف التي تضم جماعة من الناس ".
لقد باحت والدة " كاتي " بالكثير عن أهم باعث لخجل ابنتها – وهو كونها يتم تقييمها ضمن جماعة من الناس. فلكي تشترك " كاتي " في دروس المهارة المحبذة لها يجب عليها أن تتعلم شيئاً جديداً مع معلم جيد ومع مجموعة من الطالبات مثلها،... وأنا متأكد من أنها تشعر وكأنها يتم فحصها تحت المجهر أثناء تلك الدروس. وإذا لم تكن واثقة من مهارتها في هذه المهارة أو إذا كان معلمها حازماً بطريقة غير معتادة فان " كاتي " ستقوم طبيعياً بمقاومة فكرة الذهاب لدروس تلك المادة. ولأن " كاتي " غالباً تكن نفس المشاعر تجاه لعب الكرة مع فريق الرياضة.
ولكني أعتقد أن " كاتي " قادرة على الانضمام للأطفال الآخرين عندما تشعر بالارتياح والثقة في قدراته وأدائها. لماذا؟ لأنه عندما تشعر " كاتي " بالثقة في قدراتها ستتوقع تقييماً في صالحها وبذلك تخرس صوت النقد داخلها.
الحل هنا هو إيجاد نشاط تستمتع به " كاتي " حقاً مثل الرسم ثم السماح لها بالمشاركة في هذا النشاط اجتماعياً. على سبيل المثال، يمكن أن تقوم (كاتي) وأبواها بإقامة حفل للرسم مع أصدقائها وبعض الأطفال الذين لا تعرفهم جيداً، وبذلك ستشعر (كاتي) بالأمان في بيتها وتفعل ما تحبه مع بعض الأطفال الذين تعرفهم على الأقل. وبمرور الوقت يمكن أن تبني " كاتي " على هذا النجاح الاجتماعي وتقضي وقتاً أطول في متحف الفن أو تلحق بدروس الرسم وستصبح سمعتها كفتاة لا تتكيف مع المجموعات مجرد ذكرى من الماضي.
وهكذا تم استعراض بواعث الخجل، حيث تبين أن (كاتي) تشعر بالخجل في المواقف الاجتماعية الجديدة وغير المتوقعة والتي تبدو أنها تنطوي على قدر من التهديد وتشتمل على تقييم للشخص الخجول. وبالإضافة الى الانتقال الى حي جديد، والتعرض للإرهاب في فناء اللعب ، فان الأحداث القادمة في مرحلة الطفولة أيضاً كثيراً ما تبعث على الخجل. بينما لم يقصد أن تكون هذه القائمة شاملة، إلا أنه من المثير للاهتمام أن نلاحظ الجوانب الجديدة، وغير المتوقعة، والتقييمية في كل موقف من الآتي:
|
المفكرة اليومية للخجول الناجح |
|
في مفكرتك اليومية للخجول الناجح اكتب أربعة بواعث للخجل في حياة طفلك ثم أجب عن الأسئلة التالي:
وفي النهاية اكتب بعض " بواعث الخجل " في حياتك أنت والأسلوب المعتاد في التغلب عليها واستمر في ذلك وبادر باسترجاع أمثلة من طفولتك. ألقِ نظرة على إجابتك ، هل بواعث خجلك على وجه العموم تتشابه مع بواعث خجل طفلك؟ لو أن تلك هي الحال فقد تشعر بالكثير من التعاطف مع طفلك. وإذا كنت لا تزال تعاني من رد فعلك لتلك البواعث فسوف تضطر للعمل على وضع أساليب خاصة بك للتغلب عليها، بالإضافة الى الأساليب التي ستحتاجها لمساعدة طفلك. لا تقلق ـ فهنا يأتي دوري ، فسوف تكتشف عشرات النصائح والطرق الخاصة بتقليل مشاعر الخجل وأنت تقرأ هذا الكتاب. أما إذا كانت إجابتك لا تتشابه مع الإجابات الخاصة بطفلك فقد يسهل عليك إرشاده باستخدام الأساليب التي وضعتها للتغلب على الخجل ، ولكن ستجد صعوبة عندما تحاول فهم طبيعة طفلك الخجولة ، ولكن مرة أخرى أقول لك لا تقلق ، فستحصل على نصائح مبتكرة كثيرة عن العالم الخفي الخاص بالأطفال الخجولين ، فقط عليك أن تتحلى بالصبر وأن تجعل عقلك متفتحاً وأنت تقرأ هذا الكتاب. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|