أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 2024-08-07
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]() |
قال تعالى : {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } [يونس : 92]
كانت (مصر) يحكمها (فرعون) ادعى الربوبية ، فأخذ يتصرف بها وبأهلها كيفما يشاء ، يسخرهم ويستعبدهم وفق مزاجه وهواه ، والويل لمن عصاه ، وكل من تحدثه نفسه بذلك سيكون السجن والتعذيب والقتل مصيره بلا شك.
وقد لقي بنو إسرائيل- بشكل خاص- أشد الأذى وأسوأ الأعمال على يد فرعون وجلاوزته ، فكان يقتل أبناءهم ، ويستحيي نساءهم لأبسط الأسباب وأدناها.
هكذا كانت مصر ، وهكذا كان فرعون ، حتى بعث اللّه موسى (عليه السلام) وأمره أن يذهب إلى فرعون ويدعوه إلى الايمان باللّه ، وترك الادعاء الباطل بالالوهية ، وأن يرفع الأذى والعذاب عن الناس عامة ، وبني اسرائيل بشكل أخص ، باعتبارهم الطبقة التي تحملت القسط الأكبر من الأذى الفرعوني.
وعلى الرغم من الآيات التي جاء بها موسى (عليه السلام) بأمر اللّه تعالى ، فإنّ فرعون يرفض الايمان والتصديق بذلك ، بل زاد من إيذاء بني إسرائيل عمّا كان عليه سابقا : {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف : 127]. وكأنه يتحدى النبي موسى (عليه السلام) مستغلا في ذلك سطوته وجبروته ، تحركه- إضافة إلى ما مرّ ذكره- العقد النفسية الكامنة في ذاته ، والكبرياء الزائف إلى ارتكاب الجرائم البشعة والقتل الجماعي الذي جعل من حياة بني إسرائيل جحيما ومأساة ، حتى قال بنو إسرائيل لموسى : لقد اوذينا قبل مجيئك ومن بعد ما جئتنا.
وهنا يطلب (موسى) من (فرعون) أن يسمح لبني إسرائيل بالرحيل وترك مصر ، ولكن فرعون يرفض ذلك ويثور ، وينزل اللّه تعالى عليهم الطوفان المدمّر جزاء ذلك ، وعندها يطلب (فرعون) من (موسى) أن يدعو ربه لرفع العذاب ثمنا للموافقة ، ويرفع العذاب ، ويرفض (فرعون) الوفاء بالوعد ، ويأتي العذاب الالهي متعاقبا بصور وأشكال متعددة : كالجراد ، والقمل ، والضفادع.
وفرعون وهامان يرفضان الانصياع والاذعان لتلك الآيات ، فيحول اللّه ماء النيل إلى دم (فكان القبطي يراه دما ، والاسرائيلي يراه ماء ، فإذا شربه الاسرائيلي كان ماء ، وإذا شربه القبطي يشربه دما ، فجزعوا من ذلك جزعا شديدا ، فقالوا لموسى :
لئن رفع عنّا الدم لنرسلنّ معك بني إسرائيل ، ولما رفع عنهم غدروا ولم يخلّو عن بني إسرائيل) «1».
حتى أرسل اللّه على- الفراعنة- عذاب الرجز ، فجزعوا وأصابهم الهلع ، وطلبوا من (موسى) أن يدعو ربه لرفع العذاب ، ولما ارتفع أطلقوا سراح بني إسرائيل وأنصارهم ، فاجتمعوا إلى (موسى) الذي أمرهم بالسير والخروج من مصر عبر البحر ، وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، ويوسوس الشيطان ل (فرعون) وحاشيته ، ويخوفهم من (موسى) وأنصاره حتى يندم (فرعون) على سماحه لبني إسرائيل بالذهاب ، فيجمع جيشا كبيرا تحت قيادته ، ويخرج في طلب (موسى) وقومه.
ولما اقترب (موسى) من البحر ، و(فرعون) من (موسى) قال أصحاب (موسى) : إنّا مدركون ، فأوحى اللّه إلى (موسى) أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فضربه ، فكان كل فرق كالطود العظيم فتكوّن اثنا عشر طريقا على عدد فرق بني إسرائيل.
ولما وصل (فرعون) وجنوده إلى البحر ادعى كذبا أنّه هو الذي أقام تلك الطرق ، واقتحم أمامهم البحر بفرسه ، وسار جيشه الجرار خلفه ، حتى إذا توسطوا البحر ، كان أصحاب (موسى) قد خرجوا منه ، وعندئذ أمر اللّه الرياح أن تقلب ماء البحر رأسا على عقب ، فصارت الأمواج كالجبال تضرب الجيش الفرعوني وتدمره ، وجعلته يغوص في قاع البحر بلا أمل من النجاة والخلاص.
وعند ما يشاهد (فرعون) ذلك ، يصيبه اليأس ، ويرى الموت يحيط به من كل جانب يقول عندها : {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [يونس : 90] .
توبة كاذبة ، وإيمان زائف يدّعيه كلما أصبح في خطر ، أو رأى العذاب ، ناسيا أو متناسيا الآيات العديدة التي جاء بها (موسى) وكذّب بها ، عند ما كان يتربع على عرش الالوهية الواهي.
ومن هذا نستخلص أنّ إيمان (فرعون) لم يكن حقيقيا نابعا عن يقين ، بل هو إيمان الكذابين والمنافقين والغادرين ، إيمان العصاة والمتكبرين والطاعنين الذين لا يصلحهم إلّا الموت.
لذا جاءه جبرائيل (عليه السلام) ودفعه إلى قاع البحر ، لينهي حياة ذلك الطاغية الذي لا ينفع معه العفو ، أو الارشاد ، أو الآيات العديدة التي تهدي كل من له عقل يفكر به { آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس : 91]
ويموت (فرعون) خنقا وغرقا بماء البحر ، ويتبع بقية أصحابه الغرقى إلى جهنم وبئس المصير.
و بغرق (فرعون) نستعرض لمحة موجزة عن الغرق من الجوانب الطبية والعدلية :
(الغرق) : يعرّف بأنه شكل من الاختناق المرضي يحدث حين يتنفس الشخص ، أو يتوقف تنفسه تحت سطح الماء ، أو أي سائل آخر ، ولا يشترط أن يغمر الماء كامل الجسم ليحصل (الغرق) ، بل يكفي أن تغمر فتحتا الأنف والفم.
_______________________
(1) قصص الأنبياء : الفصل الرابع ص 269.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|