أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-8-2019
1339
التاريخ: 2024-01-07
769
التاريخ: 29-11-2018
1786
التاريخ: 2024-11-07
170
|
العباس بن عبد المطلب
قال هشام الكلبي أخبرني أبو السائب المخزومي عن أبيه قال: كان للعباس بن عبد المطلب ثوب لعاري بني هاشم وجفنة لجائعهم [1] ومقطرة [2] لسفيههم- أو ربما قال: لجاهلهم- وكان يمنع جاره ويبذل ماله ويعطي النابية [3] في قومه، وكان نديما لأبي سفيان بن حرب في الجاهلية، فجاور رجل من بني سليم رجلا من أفناء [4] العرب فلم يحمد جواره فقال في ذلك العباس بن مرداس السلمي: (البسيط)
إن كان جارك لم تنفعك ذمته ... حتى [5] سقيت بكأس الموت [6] أنفاسا
فبالفناء [7] فناء [8] الله اعتصم [9] ... لم يغش ناديه فحشا ولا بأسا
وآت [10] القباب[11] فكن من أهلها صددا[12] ... تلق [13] ابن حرب وتلق المرء عباسا
قرما [14] قريش وحلّا [15] في ذؤابتها [16] ... [17] بالمجد والحزم ما حازا وما ساسا
وقال هشام عن أبيه عن أسامة بن زيد عن أبيه عن دحية [18] بن خليفة الكلبي قال: «أهديت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رطبا خلسا [19] وزبيبا وتينا من الشام، فوضعت بين يديه على نطع [20] فقال: اللهم أدخل عليّ أحبّ أهل بيتي إليك! فدخل العباس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ههنا يا عم! وأقعده معه، ثم قال: قد جاء الله بأحب أهلي اليه، دونك فاطعم من هذا الطعام» . قال هشام وحدثني أبي عن أبي صالح عن ابن الكعب بن مالك عن أبيه قال: «بينا أنا ذات يوم جالس عند النبي صلى الله عليه إذ بالعباس فقال:
يا رسول الله! عجبا لقريش انتهى إلى الشبهة منهم يتحدثون فإذا نظروا إليّ أرموا [21] فلم ينطقوا وعرفت الكراهة في وجوههم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق نبيا! لا يستكمل رجل منهم الإيمان حتى يعرف فضلك يا عمي» . قال هشام: حدثني أبي عن أبي صالح عن جعدة [22] بن هبيرة عن سعد بن أبي وقاص قال: «اجتمع نفر من المهاجرين أنا أحدهم حين ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله اعهد إلينا عهدا نأخذ به بعدك! قال: أنا مخلّف فيكم عمي وصنو أبي فما أنتم صانعون؟ قال سعد:
فو الله ما ألقى في روعنا الذي كان» . ومن فضل العباس أنه لم يحل لأحد من الحاج المبيت بمكة ليالي منى [23] إلا العباس وحده. قال هشام [24] وحدثني أبي [25] عن الصلت بن عبد الله عن المغيرة [26] بن نوفل بن الحارث قال: «مررت بجابر بن عبد الله الأنصاري وعنده جماعة من الناس فسلمت عليه، فقال:
من الرجل؟ فقلت: المغيرة بن نوفل الهاشمي، فقال: بأبي أنتم وأمي يا بني هاشم! كيف تفلح هذه الأمة أو ترجو شفاعة نبيها وقد ترك فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه فضيعوه واستأثروا [27] عليه» . قال هشام عن أبيه: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع إليه نساؤه وأهل بيته وعمه العباس فقال النساء: به ذات الجنب فهلم فلنلدّه! فلما أفاق قال: أترون أن بي ذات الجنب، أنا أكرم على الله من أن يعذبني بها، لا جرم لا يبقى في البيت أحد إلا لدّ إلا عمي العباس! فجعل يلد [28] بعضهم بعضا» . هشام قال أخبرني أبي عن عكرمة مولى عباس قال: «قال العباس لرسول الله صلى الله عليه: بأبي أنت وأمي! ما لنا إذا رآنا رجال قريش وهم في حديث قطعوه وأخذوا في غيره؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من حفظني فيكم حفظه الله» . هشام قال حدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: «مررت بأبي أجول [29] على قوم من بني أمية فقالوا: انه ليتبختر في مشيه [30] تبختر رجل ما يشك أنه مغفور له ولعل ما ينفعه قرابته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى [31] النبي صلى الله عليه آله وسلم فقال: يا رسول الله! ما يزال الرجل من قريش يسمعني ما أكره- وأخبره بالكلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيرجو شفاعتي من أسلم من الترك والديلم ولا يرجوها عمي، أما علموا أنه من آذاك فقد آذاني ومن آذاني عذّبه الله عذابا شديدا، ثم قال: إنا لم نزل يا عم نحن وهذا الحي من عبد شمس يجمعنا نسب واحد حتى فرق بيننا وبينهم عبد المطلب فكنا أمحضهم أنسابا وأعظمهم أخطارا» . وذكر الكلبي أنه لما دفن عبد الله بن العباس سمعوا قائلا يقرأ: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ 89: 27 [32] الآية إلى آخر السورة. الكلبي [33] قال حدثني عوانة عمن أخبره أن علي بن أبي طالب عليه السلام سئل عن بني هاشم وبني أمية فقال: بنو هاشم أصبح وأفصح وأسمح، وبنو أمية أمكر وأفجر. أبو العباس الحميري عن أسباط بن محمد عن هشام بن سعد المديني عن عبد الله بن العباس فيه ماء [34] كان للعباس ميزاب على طريق عمر بن الخطاب فلبس عمر ثيابه يوم جمعة وقد كان ذبح للعباس فرخان فلما وافى عمر الميزاب صب فيه ماء فأصاب ثوب عمر، فأمر بقلع الميزاب فأتاه العباس فقال له: أقلعت ميزابي ولم يكن جديرا بذلك؟
فو الله إنه للموضع الذي وضعه رسول الله فيه! فقال عمر للعباس: عزمت عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه موضعه! ففعل ذلك العباس.
________________
[1] في الأصل: لجايعهم- بالياء المثناة.
[2] المقطرة كمروحة: خشبة فيها خروق يدخل فيها أرجل المسجونين.
[3] كذا في الأصل ولعله مصحف عن النائبة أي أهل النائبة.
[4] الأفناء: نزاع العرب من ههنا وههنا لا يعلم ممن هم، الواحد الفنو بكسر الفاء.
[5] في الأغاني 16/ 65: وقد.
[6] في الأغاني 16/ 65: الغل، وفي بلوغ الأرب 1/ 296: الذل.
[7] في الأصل: فبالفناء بالمقصورة.
[8] في الأصل: فنا الله- بالمقصورة. ونص البيت في الأغاني 16/ 65:
وثم كن بفناء البيت معتصما ... تلق ابن حرب وتلق المرء عباسا
[9] في الأصل: معتصم، والشطر الثاني في بلوغ الأرب 1/ 296: لا تلق تأديبهم فحشا ولا بأسا.
[10] في الأصل: أتيت.
[11] في الأغاني 16/ 65: البيوت.
[12] في الأصل: صدرا- بالراء، والتصحيح من الأغاني 16/ 65.
[13] في الأصل: يلق- بصيغة الغائب.
[14] في الأصل فرما- بالفاء، وفي الأغاني 16/ 65: قرمي.
[15] في الأصل رحل- بالراء، والتصحيح من الأغاني 16/ 65.
[16] في الأصل: أرومتها- والتصحيح من الأغاني 16/ 65.
[17] في الأصل: مجربا العزم ما شابا وقد ساسا، والتصحيح من الأغاني 16/ 65.
[18] دحية بفتح الدال وسكون الحاء، وضبط بكسر الدال أيضا.
[19] في الأصل: رطبة خلس، ولعل الصواب ما أثبتناه، والرطب كزفر نضيج البسر، والخلس كقلب اليابس.
وفي تهذيب ابن عساكر 5/ 219: فأهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاكهة يابسة من فستق ولوز وكعك فوضعته بين يديه.
[20] في الأصل: تناء، ولعله: إقناء جمع- قنو، والنطع بكسر النون وفتحها وبالتحريك: بساط الأديم.
[21] أرموا: سكتوا.
[22] في الأصل: جاده- بالألف.
[23] في الأصل: منا.
[24] يعني هشام بن محمد الكلبي.
[25] يعني محمد بن السائب الكلبي.
[26] في الأصل: عبد الله بن المغيرة، وليس المغيرة جد الصلت بل هو أخو جده.
[27] في الأصل: واستأثر و.
[28] في الأصل: يلد- بضم الياء، والصواب بفتح الياء وضم اللام من باب نصر.
[29] في الأصل: أقول- بالقاف.
[30] في الأصل: رزيه، ولعل الصواب ما أثبتناه.
[31] في الأصل: فأتا.
[32] سورة 89 آية 27.
[33] يعني محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة 146 هـ.
[34] في طبقات ابن سعد 4/ 12: صب فيه ماء فيه من دم الفرخين فأصاب عمر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|