المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

من آداب عصر الغيبة: معرفة علامات الظهور
2024-07-01
النية
11-1-2020
( الخوارج ومعوية )
4-9-2019
Articulatory setting
2024-02-27
وظيفة: التنظيم.
5-5-2016
علم الاتصال الخطابي
19-12-2020


الوفاق في الطلاق  
  
1885   12:07 صباحاً   التاريخ: 26-12-2020
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص36-38
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2020 1770
التاريخ: 24-11-2017 1980
التاريخ: 26-9-2018 2380
التاريخ: 25-8-2018 1676

الحياة السعيدة بما هي استقامة ورشد لا تقوم إلا على أساس اثنين هما الثواب والعقاب، بل ان الاديان في كتبها لتثبيت تشريعها اعتمدتهما ايضا ، قال الله تبارك وتعالى : {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 179]، وقال الله تبارك وتعالى : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] ، لا يوجد زوجية على الاطلاق الا وتملك من العطاء الكثير والاحسان الجزيل ، لأنك إذا تصورت الزوجية بحدودها اللازمة فقط عرفت ان جل أعمالهما احسانا وعطاء وتبرع ، ولكن هذه الحقيقة المشرقة غدت في مجتمعاتنا الشرقية اكذوبة ومجرد وهم ، فالزوج ينطلق للحكم على زوجته في ثغراتها من دون الالتفات الى حجم احسانهم وان عدته أعراف اليوم واجباً لازماً والزوجة تحاكمه أيضاً من خلال جو العاصفة متناسية كل حلقات الاندفاع والشجاعة والاقدام على المخاطر من أجلها سواء في اسفاره وهداياه ونزهاته بل ربما دفعته غيرته للفتك بآخرين إذا أحس أن أحداً يمس كيانها بأدنى اشارة ، ورد في الاخبار في هذا ذم التناسي وأليم عقابه روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديثه عن النار قال:  (.. ورأيت اكثر اهلها من النساء قالوا لم يا رسول الله ؟ قال : بكفرهن ، قيل :يكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ويكفرن الاحسان لو احسنت الى احداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خير قط )(1) ، لكن هذه الرواية عامة ، كما لا ينبغي على أحد الزوجين امام الاحساس يتناسى احدهما للآخر والتلويح الدائم بالفرقة والطلاق ان يسقط امام الكارثة ، فان من أجدر الطرق لإعادة تقييم الواقع وصفع المتناسي المتجاهل ان يترك في غيه لتثقله الآلام حيث لم يفلح معه سبيل ، بل ان على الوسيط بين الطرفين اذا لاحظ إصراراً على الجهل وعدم الاعتداد بقيمة شريكه ان يتأمل في نقاط عدة قبل طي ملف الزوجية .

ـ مدى وضع أسرارهما السابقة غنى وفقراً وبؤساً وتعاسة.

ـ عدد وحال الأولاد بينهما.

ـ قدرة كل منهما على الاستغناء عن الآخر.

ـ مقدار سن كل منهما واحتمالات نجاحه في تجربة زوجية جديدة.

فإنه إذا رأى الظروف المأتية كان عليه أن يجعل من فك هذه اللحمة ليستفيد من فرصة الظروف الضاغطة قبل انفجار المشكلة في أبعاد لا يبرأ كلهما ولا يطيش سهمها وعليه في مثل هذه الحالات ان ينبه ويوصي مؤكداً كلا منهما في عدم انجراره لما هو شائع جداً من الترشق الكلامي وبيان عيوب الآخر حيث يريد كل فريق اثبات مظلوميته في حكايات درامية بائسة.

طلاق نموذجي :

اذكر هنا حادثة لطيفة ونموذجية حصلت معي ، لقد حضر الى منزلي ذات يوم صديق قديم لم اره منذ فترة طويلة تزيد عن خمس سنوات بسبب غيابي خارج البلاد ودعاني الى حضور حفل غداء في منزله وقد لبيت الدعوة وكان الحضور كل من زوجته والده ووالدته ووالد زوجته وعند انتهائنا من الغداء انتقلنا الى الصالون لشرب الشاي سادت دقيقة صمت في المكان ... بعد ذلك تحدث صديقي وقال : يا شيخنا نحن وزوجتي اتفقنا ليلة امس على وضع حد لحياتنا الزوجية دون اي مشاكل على الحب والرضا ، وهذه وكالة طلاق دونتها من كاتب العدل مني ومن زوجتي ونريد من جنابك تنفيذها في المحكمة ولا من شاف ولا من دري ، وصدقوني كانت البسمة تعلو شفاه الجميع ولم اشعر بتشنج بادر على وجه أحد من الاطراف ... وانا بدوري سالت والد الزوجة ووالدة الزوجة ما رايكم يا جماعة شو صار ... قالوا : يا شيخنا هم اتفقوا على الزواج وهم اتفقوا على الطلاق ، والله يوفق ما هو خير لهم .

________________________

1ـ صحيح البخاري ج7 باب كفران العشير. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.