أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2020
1770
التاريخ: 24-11-2017
1980
التاريخ: 26-9-2018
2380
التاريخ: 25-8-2018
1676
|
الحياة السعيدة بما هي استقامة ورشد لا تقوم إلا على أساس اثنين هما الثواب والعقاب، بل ان الاديان في كتبها لتثبيت تشريعها اعتمدتهما ايضا ، قال الله تبارك وتعالى : {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 179]، وقال الله تبارك وتعالى : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] ، لا يوجد زوجية على الاطلاق الا وتملك من العطاء الكثير والاحسان الجزيل ، لأنك إذا تصورت الزوجية بحدودها اللازمة فقط عرفت ان جل أعمالهما احسانا وعطاء وتبرع ، ولكن هذه الحقيقة المشرقة غدت في مجتمعاتنا الشرقية اكذوبة ومجرد وهم ، فالزوج ينطلق للحكم على زوجته في ثغراتها من دون الالتفات الى حجم احسانهم وان عدته أعراف اليوم واجباً لازماً والزوجة تحاكمه أيضاً من خلال جو العاصفة متناسية كل حلقات الاندفاع والشجاعة والاقدام على المخاطر من أجلها سواء في اسفاره وهداياه ونزهاته بل ربما دفعته غيرته للفتك بآخرين إذا أحس أن أحداً يمس كيانها بأدنى اشارة ، ورد في الاخبار في هذا ذم التناسي وأليم عقابه روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديثه عن النار قال: (.. ورأيت اكثر اهلها من النساء قالوا لم يا رسول الله ؟ قال : بكفرهن ، قيل :يكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ويكفرن الاحسان لو احسنت الى احداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خير قط )(1) ، لكن هذه الرواية عامة ، كما لا ينبغي على أحد الزوجين امام الاحساس يتناسى احدهما للآخر والتلويح الدائم بالفرقة والطلاق ان يسقط امام الكارثة ، فان من أجدر الطرق لإعادة تقييم الواقع وصفع المتناسي المتجاهل ان يترك في غيه لتثقله الآلام حيث لم يفلح معه سبيل ، بل ان على الوسيط بين الطرفين اذا لاحظ إصراراً على الجهل وعدم الاعتداد بقيمة شريكه ان يتأمل في نقاط عدة قبل طي ملف الزوجية .
ـ مدى وضع أسرارهما السابقة غنى وفقراً وبؤساً وتعاسة.
ـ عدد وحال الأولاد بينهما.
ـ قدرة كل منهما على الاستغناء عن الآخر.
ـ مقدار سن كل منهما واحتمالات نجاحه في تجربة زوجية جديدة.
فإنه إذا رأى الظروف المأتية كان عليه أن يجعل من فك هذه اللحمة ليستفيد من فرصة الظروف الضاغطة قبل انفجار المشكلة في أبعاد لا يبرأ كلهما ولا يطيش سهمها وعليه في مثل هذه الحالات ان ينبه ويوصي مؤكداً كلا منهما في عدم انجراره لما هو شائع جداً من الترشق الكلامي وبيان عيوب الآخر حيث يريد كل فريق اثبات مظلوميته في حكايات درامية بائسة.
طلاق نموذجي :
اذكر هنا حادثة لطيفة ونموذجية حصلت معي ، لقد حضر الى منزلي ذات يوم صديق قديم لم اره منذ فترة طويلة تزيد عن خمس سنوات بسبب غيابي خارج البلاد ودعاني الى حضور حفل غداء في منزله وقد لبيت الدعوة وكان الحضور كل من زوجته والده ووالدته ووالد زوجته وعند انتهائنا من الغداء انتقلنا الى الصالون لشرب الشاي سادت دقيقة صمت في المكان ... بعد ذلك تحدث صديقي وقال : يا شيخنا نحن وزوجتي اتفقنا ليلة امس على وضع حد لحياتنا الزوجية دون اي مشاكل على الحب والرضا ، وهذه وكالة طلاق دونتها من كاتب العدل مني ومن زوجتي ونريد من جنابك تنفيذها في المحكمة ولا من شاف ولا من دري ، وصدقوني كانت البسمة تعلو شفاه الجميع ولم اشعر بتشنج بادر على وجه أحد من الاطراف ... وانا بدوري سالت والد الزوجة ووالدة الزوجة ما رايكم يا جماعة شو صار ... قالوا : يا شيخنا هم اتفقوا على الزواج وهم اتفقوا على الطلاق ، والله يوفق ما هو خير لهم .
________________________
1ـ صحيح البخاري ج7 باب كفران العشير.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|