أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
3755
التاريخ: 24-04-2015
1942
التاريخ: 25-04-2015
1532
التاريخ: 25-04-2015
1988
|
يجدر بنا - ونحن نريد أن نمحّص هذه المرحلة التفسيرية - أن نستذكر حصيلة أبحاثنا السابقة فيما يتعلّق بالمحتوى الداخلي لرجال هذه المرحلة من الصحابة والتابعين؛ ذلك لأنّ المعرفة التفسيرية تتأثّر- بطبيعة الحال - بخصائص هذا المحتوى ومقوّماته؛ لأنّها عطاؤه ونتاجه.
ولا بدّ لنا قبل هذا من أن نتعرّف على هذا المحتوى الداخلي فنقسمه إلى جانبين رئيسيين :
الأوّل - الجانب الفكري :
ونعني به مقدار الثقافة الإسلامية التي كان يتمتّع بها الصحابة وما يستلزم ذلك من وعي وشعور بالمسئولية تجاه الثقافة ومعرفة الأساليب العمليّة لحمايتها.
الثاني - الجانب الروحي :
ونعني به درجة التفاعل مع الثقافة الإسلامية والامتزاج الروحي والوجداني بها، ومدى الإيمان بصحّتها والإخلاص لها.
وبهذا الصدد عرفنا سابقا أنّ الصحابة بالنسبة إلى الجانب الأوّل كانوا على جانب من السذاجة الفكريّة، وذلك بحكم أنّ الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه وآله لم يخطّط إلى تهيئة الصحابة لقيادة التجربة الإسلامية بشكل رئيسي، وإنّما أوكل القيادة إلى أشخاص معيّنين هيّأهم لهذه المهمّة القيادية، ولكنّهم أبعدوا عنها بعد وفاة الرسول صلّى اللّه عليه وآله فكان من نتائج ذلك :
ألف) عدم استيعاب الصحابة للثقافة الإسلامية؛ نتيجة لعدم تفسير الرسول الأعظم للقرآن بشكل شامل على المستوى العام.
ب) سذاجة الصحابة في ضبط وحماية أقوال الرسول وسلوكه.
ج) بقاء الصحابة على سذاجتهم الفكرية، وميلهم للبساطة وعدم التعمّق وتأثّرهم في فهم الإسلام بإطاراتهم الفكريّة الخاصّة.
وكما عرفنا - سابقا - فإنّ الصحابة بالنسبة إلى الجانب الثاني كانوا مختلفين في درجة الانفعال بالثقافة الإسلامية والإخلاص لها نتيجة لمختلف الظروف الموضوعية التي أحاطت بظروف انتمائهم إلى الإسلام واتّصالهم بالنبي صلّى اللّه عليه وآله ومدى طموحهم وآمالهم.
وقد رجعت الامة إلى جميع هؤلاء دون تمييز بين المخلصين منهم أو الأقلّ إخلاصا أو المنافقين منهم . فكان من نتائج ذلك تأثّر الثقافة الإسلامية التي اعطيت للمسلمين من قبل الصحابة :
الف) بالاتّجاهات السياسية المختلفة التي عاشتها تلك الفترة.
ب) بالاتجاهات المصلحية ذات الطابع الشخصي أو القبلي.
____________________________
(1) حينما ندرس التفسير في عصر الصحابة والتابعين لا يفوتنا أن نؤكّد على أمرين معا لما يمكن أن يقع فيه البعض من الالتباس.
الاوّل : إنّنا ندرس الصحابة على أساس المستوى العام الذي كان يتمتّع به هؤلاء الرجال والذي كان يمثّل روح ذلك العصر من ناحية فكرية واجتماعية، وهذا لا يعني وجود بعض الرجال من الصحابة والتابعين ممّن كانوا على درجات متفاوتة وكبيرة من الوعي والإخلاص والعلم.
الثاني : لا يمكننا - بالرغم من كلّ نقاط الضعف التي أصيبت بها المعرفة التفسيرية في عصر الصحابة والتابعين - أن ننكر عظيم الخدمات التي قام بها هؤلاء الرجال والعطاء الذي وهبوه للمعرفة التفسيرية، الشيء الذي كان موضع استلهام كثير من المدارس التفسيرية حتى عصرنا الحاضر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|