المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



إنسان ومهمتان : الخلافة والعمارة  
  
3127   07:20 مساءاً   التاريخ: 22-04-2015
المؤلف : الشيخ عبد الشهيد الستراوي
الكتاب أو المصدر : القران نهج وحضارة
الجزء والصفحة : ص214-216.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا إجتماعية في القرآن الكريم /

مهمتان كلف بها الإنسان في الأرض - الخلافة والعمارة - ومسئولية الخلافة في الأرض مهمة صعبة رفضتها مخلوقات أخرى لثقلها، وتحملها الإنسان فترتبت عليها عمارة الأرض واستصلاحها دون الفساد فيها، باعتباره‏ هو الذي يسكنها ، فسبحانه حمّل الإنسان مسئولية الخلافة { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة : 30] وحمّله مسئولية الأرض وعمارتها حيث جعلها له بقوله تعالى : {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} [الرحمن : 10] . فما عليه إلا أن يحوّل تلك الخامات والثروات الطبيعية إلى قدرات متطورة تتماشى وحياة الإنسان.

ولعل بناء الحضارة لا يقوم إلا على أساس الإنسان الخليفة وفق مسئوليته المناط بها لعمارة الأرض، القائمة على قيم اللّه التي بعثها له عبر أنبيائه. وأهم ما في بناء الحضارة هي القيم المعنوية لا المادية، لان الامتداد الزمني الذي تتشكل منه الحضارة لكي تبقى عبر أجيالها المتعاقبة بالقيم المعنوية حتى لو كانت هناك تعثرات واعوجاج في الأمة، أو انحراف في مسيرتها، فان القيم هي التي تصحح هذا المسار بفعل رجالات الأمة العاملين لها وفيها.

وحضارة المادة ليس لها امتداد زمني فهي حضارة وقت، تزول بزوال المادة، وتنتهي عند ذلك الحد كي يتغنى بها التاريخ ضمن ذكرياته.

ولعل الفارق بين حضارة المادة وحضارة القيم يكمن في زوال الأولى وبقاء الثانية.

ويضرب لنا القرآن أروع الأمثلة وأحسن القصص حينما يتحدث عن قوم لوط الذين هدموا حضارتهم بأيديهم بوضع بذور فنائها في أرضهم.

إن رفض الإنسان لقيم السماء واللجوء إلى قيم الأرض المادية يعني الانهيار حتما، والدمار الكامل الذي يؤدي بنهاية الحضارة.

وقد صرح القرآن الكريم ببيان العوامل التي أدّت إلى انهيار هذه الحضارة، فقال سبحانه وتعالى : {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ } [العنكبوت : 28، 29]

الانسياق وراء الشهوات، والانحطاط الخلقي، والشذوذ الجنسي، وممارسة الظلم ضد الضعفاء في المجتمع، والاعتداء على الناس، والسطو على ممتلكاتهم، والتجاهر بالمعاصي والمنكرات علنا وبشكل مكشوف، كل تلك كانت عوامل أدّت إلى انهيار حضارتهم.

ويتطرق القرآن إلى حضارة شعيب حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى : {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [هود : 84 ،85] .

هؤلاء قوم عاشوا بعد قوم لوط فلم يعتبروا منهم، فقد دعاهم شعيب إلى قيم اللّه وإلى عبادته، لكنهم رفضوا واتجهوا إلى عبادة المصالح، وابتزاز أموال الفقراء بعدم الوفاء بالكيل والميزان، وعدم تطبيق العدل، وانتهاك الحقوق، وعدم الالتزام بمسئوليات الإصلاح الاجتماعي.

ومن هذا نفهم أن محور الحضارة الإلهية هو عقيدة التوحيد والقيم الإيمانية التي دعا إليها الأنبياء، فهذه القيم هي نفسها كانت محورا للحضارة الإسلامية التي دعا إليها النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم).

فاستبدال هذه القيم الإلهية بقيم أرضية، ومفاهيم بعيدة عن السماء يعني الانحراف ثم الانهيار. إذا مسئولية الخلافة في الأرض ما هي إلا تكليف من السماء لهذا الإنسان للحفاظ على هذه القيم التي بها يتم عمارة الأرض، واستصلاحها، وبناء الحضارة الراقية القائمة على أساس الإيمان لا المادة.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .