أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-8-2020
1939
التاريخ: 20-9-2020
1344
التاريخ: 11-8-2020
2193
التاريخ: 14-8-2020
1969
|
رواية: إكمال الدين
عن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عمن ذكره ، عن موسى بن جعفر:
قال: قلت يا ابن رسول الله، ألا تخبرنا كيف كان إسلام سلمان؟
فقال : حدثني أبي (عليه السلام) ، أن أمير المؤمنين قال لسلمان ، يا أبا عبد الله ، ألا تخبرنا بمبدأ أمرك.؟
فقال له : لو غيرك سألني ، ما أخبرته.
أنا رجل من أهل شيراز، من أبناء الدهاقين، وكنت عزيزاً على والديَّ، فبينا أنا سائر مع أبي في عيدٍ لهم ، إذا أنا بصومعةٍ ، وإذا فيها رجل يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله ، وأن محمداً حبيب الله!
فرسخ وصف محمد في لحمي ودمي ، فلم يهنئني طعام ولا شراب.
فقالت لي أمي : ما لك اليوم لم تسجد لمطلع الشمس.؟
قال: فكابرتها حتى سكتت، فلما انصرفت إلى منزلي ، إذا أنا بكتاب معلق بالسقف.
فقلت لأمي : ما هذا الكتاب.؟
فقالت: يا روزبه ، لما رجعنا من عيدنا ، رأيناه معلقاً في ذلك المكان ، فلا تقربه ، فانك إن قربته ، قتلك أبوك!
قال : فجاهدتها ، حتى جن الليل ، فنام أبي وأمي ، فقمت ، وأخذت الكتاب ، وإذا فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم : هذا عهد من الله إلى آدم ، إنه خالق من صلبه نبياً ، يقال له : محمد ، يأمر بمكارم الأخلاق ، وينهى عن عبادة الأوثان. يا روزبه ، أنت وصي عيسى.!!
فصعقت صعقةً، وزادني شدة. فعلم بذلك أبي وأمي، فأخذوني وجعلوني في بئر عميق وقالوا: إن رجعت؛ وإلا قتلناك!
فقلت لهم: أفعلوا ما شئتم ، حب محمدٍ لا يذهب من صدري.
قال سلمان: وما كنت أعرف العربية قبل قراءتي الكتاب ، وقد فهَّمني الله عز وجل العربية من ذلك اليوم.
قال: فبقيت في البئر، وجعلوا يُنزلون إليّ أقراصاً صغاراً، ولما طال أمري رفعت يدي الى السماء، فقلت :
يا ربي، إنك حببت محمداً ووصيه إلي، فبحق وسيلته عجِّل فرجي وأرحني مما أنا فيه.
فأتاني آتٍ عليه ثياب بيض، فقال: قم يا روزبه ؛ فأخذ بيدي ، وأتى بي إلى الصومعة ، فأنشأت أقول :
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله ، وأن محمداً حبيب الله.
فأشرف علي الديراني، فقال: أنت روزبه؟ قلت : نعم.
فأصعدني إليه ، وخدمته حولين كاملين ، فلما حضرته الوفاة ، قال : إني ميت.
فقلت له : فعلى من تخلفني.؟
فقال : لا أعرف أحداً يقول بمقالتي هذه إلا راهباً في أنطاكية ، فأذا لقيته فاقرأه مني السلام ، وادفع إليه هذا اللوح. وناولني لوحاً.
فلما مات ، غسلته ، وكفنته ، ودفنته ، وأخذت اللوح وسرت به إلى أنطاكية ، وأتيت الصومعة وأنشأت أقول :
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله ، وأن محمداً حبيب الله.
فأشرف علي الديراني وقال : أنت روزبة.؟ فقلت : نعم.
فأصعدني إليه ، فخدمته حولين ، ولما حضرته الوفاة قال لي : إني ميت!
فقلت: على من تخلفني.؟
فقال: لا أعرف أحداً يقول بمقالتي هذه إلا راهباً بالأسكندرية. فإذا أتيته فاقرأه من السلام، وادفع إليه هذا اللوح.
فلما توفي، غسلته، وكفنته ، ودفنته ، وأخذت اللوح ، واتيت الصومعة فأنشأت أقول :
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله ، وأن محمداً حبيب الله.
فأشرف علي الديراني فقال : أنت روزبة.؟ فقلت : نعم.
فأصعدني إليه ، فخدمته حولين ، فلما حضرته الوفاة ، فقال : إني ميت.
فقلت : على من تخلفني.؟
فقال : لا أعرف أحداً يقول بمقالتي هذه في الدنيا ، وان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد حانت ولادته. فان أتيته، فاقرأه السلام ، وادفع إليه هذا اللوح.
ولما توفي ، غسلته ، وكفنته ، ودفنته ، وأخذت اللوح ، وخرجت.
فصحبت قوماً ، فقلت لهم : يا قوم ؛ اكفوني الطعام والشراب ، أكفكم الخدمة.
قالوا: نعم.
قال : فلما أرادوا أن يأكلوا شدّوا على شاة ، فقتلوها بالضرب ، ثم جعلوا بعضها كباباً وبعضها مشوياً ، فامتنعت من الأكل.!
فقالوا : كُل. فقلت : اني غلام ديراني ، وان الديرانيين لا يأكلون اللحم.
فضربوني، وكادوا أن يقتلوني! فقال (أحدهم) أمسكوا عنه حتى يأتيكم الشراب، فانه لا يشرب.!
فلما أتوا بالشراب، قالوا له إشرب!
فقال : قلت لهم ، اني غلام ديراني ، وان الديرانيين لا يشربون الخمر.
فشدوا علي وأرادوا قتلي. فقلت لهم: لا تضربوني، فاني أقر لكم بالعبودية.
فأقررت لواحد منهم، فأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل يهودي، فسألني عن قصتي، فأخبرته، وقلت له: ليس لي ذنب إلا أني أحببت محمداً ووصيه.
فقال اليهودي: واني لأبغضك وأبغض محمداً! ، ثم أخرجني إلى خارج الدار ، وإذا رمل كثير على بابه ، فقال :
والله يا روزبه ، لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل كله من هذا الموضع ، لأقتلنك!
قال: فجعلت أحمل طول ليلتي، فلما أجهدني التعب، رفعت يدي إلى السماء، وقلت: يا ربي، إنك حببت محمداً ووصيه إلي ، فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه.
فبعث الله ريحاً قلعت ذلك الرمل من مكانه إلى المكان الذي قال عنه اليهودي، فلما أصبح، نظر إلى الرمل وقد نقل، فقال: يا روزبة ؛ أنت ساحر وأنا لا أعلم فلأخرجنك من هذه القرية لئلا تهلكها.
قال: فأخرجني، وباعني لإمرأةٍ سَلمية، فأحبتني حباً شديداً، وكان لها حائط فقالت:
هذا الحائط لك، كل منه ما شئت ، وتصدق بما شئت!!.
قال: فبقيت في ذلك الحائط ما شاء الله، فبينا أنا ذات يوم في الحائط ، وإذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة.
فقلت في نفسي : والله ما هؤلاء كلهم أنبياء ، وان فيهم نبيّاً.
قال: فأقبلوا، حتى دخلوا الحائط، والغمامة تسير معهم، فلما دخلوا، إذا فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمير المؤمنين، وأبو ذر، والمقداد، وعقيل بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وزيد بن حارثة. فجعلوا يتناولون من حشف النخل، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لهم: كلوا الحشف ولا تفسدوا على القوم شيئاً.
فدخلت على مولاتي فقلت لها: هبي لي طبقاً من رطب. فقالت لك ستة أطباق!
قال: فحملت طبقاً من رطب، فقلت في نفسي : إن كان فيهم نبي ، فإنه لا يأكل الصدقة ، ويأكل الهدية. فوضعته بين يديه فقلت:
هذه صدقة.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كلوا. وأمسك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين ، وأخوه عقيل وعمه حمزة.
فقلت في نفسي : هذه علامة.
فدخلت إلى مولاتي ، فقلت : هبي لي طبقاً آخر.
فقالت : لك ستة أطباق! فحملت طبقاً ، ووضعته بين يديه ، وقلت : هذه هدية.
فمد يده وقال : بسم الله كلوا. ومد القوم جميعاً أيديهم ، فأكلوا.
فقلت في نفسي: هذه أيضاً علامة أخرى.
قال: ورجعت إلى خلفه، وجعلت أتفقد خاتم النبوة، فحانت من النبي (صلى الله عليه وآله) إلتفاتة، فقال:
يا روزبة ؛ تطلب خاتم النبوة.
قلت: نعم.
فكشف عن كتفيه ، فإذا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه ، عليه شعرات.
قال : فسقطت على قدم رسول الله أقبلها.
فقال : يا روزبة ؛ أدخل إلى هذه المرأة ، وقل لها : يقول لك محمد بن عبد الله : أتبيعيني له.؟
فدخلت ، فقلت لها : إن محمد بن عبد الله يقول لك : أتبيعيني له.؟
فقالت : لا أبيعك إلا بأربعمائة نخلة ، منها مائتان صفراء ، ومنها مائتان حمراء.!
قال : فجئت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فأخبرته.
فقال (صلى الله عليه وآله) : ما أهون ما سألت ، ثم قال : قم يا علي فاجمع هذا النوى كلَّه. فأخذه وغرسه. ثم قال : إسقه ، فسقاه أمير المؤمنين ، فما بلغ آخره حتى خرج النخل ، ولحق بعضه بعضاً.
فقال لي : أدخل إليها ، وقل : يقول محمد بن عبد الله ، هذا شيئك فاستلميه ، وسلمينا شيئنا.
قال : فدخلت عليها ، وقلت لها ذلك.
فخرجت ونظرت إلى النخل، فقالت: والله لا أبيعك له إلا بأربعمائة نخلة صفراء.
قال: فهبط جبرئيل ( ع ) ومسح النخل بجناحه ، فصار كله أصفر.
ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله) قل لها إن محمداً يقول لك : خذي شيئك ، وادفعي لنا شيئنا.
قال : فقلت لها ذلك. فقالت: والله لنخلة من هذه أحب إلي من محمد ومنك.
فقلت : والله ليوم واحد مع محمدٍ أحب إلي منك ومن كل شيء أنت فيه.
فأعتقني رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسماني سلمان.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
شركة الكفيل للصناعات الغذائية تستعرض منتجاتها في معرض مصر الدوليّ للتمور
|
|
|