أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-09-2015
5486
التاريخ: 25-03-2015
3990
التاريخ: 26-03-2015
9592
التاريخ: 5-2-2022
2108
|
المجاز المرسل
الأمثلة :
(1) قال المتنبي :
له أياد على سابغة |
|
أعد منها ولا أعددها (1) |
(2) وقال تعالى : «وينزل لكم من السماء رزقا».
(3) كم بعثنا الجيش جرا |
|
را وأرسلنا العيونا (2). |
(4) وقال تعالى على لسان نوح عليه السلام :
«وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم».
(5) وقال تعالى : «وآتوا اليتامى أموالهم».
(6) وقال تعالى على لسان نوح عليه السلام :
(إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا)
(7) وقال تعالى : «فليدع ناديه سندع الزبانية».
(8) وقال تعالى : «إن الأبرار لفي نعيم».
البحث :
عرفت أن الاستعارة من المجاز اللغوي، وأنها كلمة استعملت في غير معناها لعلاقة المشابهة بين المعنيين الأصلي والمجازي، ونحن نطلب إليك هنا أن تتأمل الأمثلة السابقة، وأن تبحث فيما إذا كانت مشتملة على مجاز.
انظر إلى الكلمة «أياد» في قول المتنبي ؛ أتظن أنه أراد بها الأيدي الحقيقية؟ لا. إنه يريد بها النعم، فكلمة أياد هنا مجاز، ولكن هل ترى بين الأيدي والنعم مشابهة؟ لا. فما العلاقة إذا بعد أن عرفت فيما سبق من الدروس أن لكل مجاز علاقة، وأن العربي لا يرسل كلمة في غير معناها إلا بعد وجود صلة وعلاقة بين المعنيين؟ تأمل تجد أن اليد الحقيقية هي التي تمنح النعم فهي سبب فيها، فالعلاقة إذا السببية وهذا كثير شائع في لغة العرب.
ثم انظر إلى قوله تعالى : «وينزل لكم من السماء رزقا» ؛ الرزق لا ينزل من السماء ولكن الذي ينزل مطر ينشأ عنه النبات الذي منه طعامنا ورزقنا، فالرزق مسبب عن المطر، فهو مجاز علاقته المسببية. أما كلمة «العيون» في البيت فالمراد بها الجواسيس، ومن الهين أن تفهم أن استعمالها في ذلك مجازي، والعلاقة أن العين جزء من الجاسوس ولها شأن كبير فيه فأطلق الجزء وأريد الكل : ولذلك يقال إن العلاقة هنا الجزئية.
وإذا نظرت في قوله تعالى : (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم) رأيت أن الإنسان لا يستطيع أن يضع إصبعه كلها في أذنه، وأن الأصابع في الآية الكريمة أطلقت وأريد أطرافها فهي مجاز علاقته الكلية.
ثم تأمل قوله تعالى : (وآتوا اليتامى أموالهم) تجد أن اليتيم في اللغة هو الصغير الذي مات أبوه، فهل تظن أن الله سبحانه يأمر بإعطاء اليتامى الصغار أموال آبائهم؟ هذا غير معقول، بل الواقع أن الله يأمر بإعطاء الأموال من وصلوا سن الرشد بعد أن كانوا يتامى، فكلمة اليتامى هنا مجاز لأنها استعملت في الراشدين والعلاقة اعتبار ما كان.
ثم انظر إلى قوله تعالى : (ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) تجد أن فاجرا وكفارا مجازان لأن المولود حين يولد لا يكون فاجرا ولا كفارا ،
ولكنه قد يكون كذلك بعد الطفولة فأطلق المولود الفاجر وأريد به الرجل الفاجر والعلاقة اعتبار ما يكون.
أما قوله تعالى : (فليدع ناديه) والأمر هنا للسخرية والاستخفاف، فإننا نعرف أن معنى النادي مكان الاجتماع، ولكن المقصود به في الآية الكريمة من في هذا المكان من عشيرته ونصرائه، فهو مجاز أطلق فيه المحل وأريد الحال، فالعلاقة المحلية وعلى الضد من ذلك قوله تعالى : «إن الأبرار لفي نعيم» والنعيم لا يحل فيه الإنسان لأنه معنى من المعاني، وإنما يحل في مكانه، فاستعمال النعيم في مكانه مجاز أطلق فيه الحال وأريد المحل فعلاقته الحالية.
وإذا ثبت كما رأيت أن كل مجاز مما سبق كانت له علاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي، فاعلم أن هذا النوع من المجاز اللغوي يسمى المجاز المرسل (3)
القواعد :
(22) المجاز المرسل كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي (4).
(23) من علاقات المجاز المرسل :
السببية ـ المسببية ـ الجزئية ـ الكلية ـ اعتبار
ما كان ـ اعتبار ما يكون ـ المحلية ـ الحالية.
نموذج
(1) شربت ماء النيل.
(2) ألقى الخطيب كلمة كان لها كبير الأثر.
(3) واسأل القرية التي كنا فيها.
(4) يلبس المصريون القطن الذى تنتجه بلادهم.
(5) والأعوجية ملء الطرق خلفهم |
|
والمشرفية ملء اليوم فوقهم (5) |
(6) سأوقد نارا.
الإجابة
(1) ماء النيل يراد بعض مائه فالمجاز مرسل علاقته الكلية.
(2) الكلمة يراد بها كلام فالمجاز مرسل علاقته الجزئية.
(3) القرية يراد بها أهلها فالمجاز مرسل علاقته المحلية.
(4) القطن يراد به نسيج كان قطنا فالمجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان.
(5) ملء اليوم يراد به ملء الفضاء الذى يشرق عليه النهار فالمجاز مرسل علاقته الحالية.
(6) نارا يراد به حطب يؤول إلى نار فالمجاز مرسل علاقته اعتبار ما يكون.
تمرينات
(1)
بين علاقة كل مجاز مرسل تحته خط مما يأتي :
(1) قال ابن الزيات (6) في رثاء زوجه :
ألا من رأى الطفل المفارق أمه |
|
بعيد الكرى عيناه تنسكبان |
(2) وينسب إلى السموءل :
تسيل على حد السيوف نفوسنا |
|
وليس على غير السيوف تسيل |
(3) ألما على معن وقولا لقبره |
|
سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا (7) |
(4) لا أركب البحر إني |
|
أخاف منه المعاطب (8) |
طين أنا وهو ماء |
|
والطين في الماء ذائب |
(5) وما من يد إلا يد الله فوقها |
|
ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم |
(6) وقال المتنبي في دم كافور :
إني نزلت بكذابين ضيفهم |
|
عن القرى وعن الترحال محدود (9) |
(7) وقال :
رأيتك محض الحلم في محض قدرة |
|
ولو شئت كان الحلم منك المهندا (10) |
(2)
بين كل مجاز مرسل وعلاقته فيما يأتي :
(1) سكن ابن خلدون مصر.
(2) من الناس من يأكل القمح ومنهم من يأكل الذرة والشعير.
(3) إن أمير المؤمنين نثر كنانته.
(4) رعينا الغيث.
(5) «ففي رحمت الله هم فيها خالدون».
(6) حمى فلان غمامة واديه (أي عشبه)
(7) قال تعالى في شأن موسى عليه السلام :
«فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن».
(8) وقال تعالى : «فمن شهد منكم الشهر فليصمه». (أي هلال الشهر).
(9) سأجازيك بما قدمت يداك.
(10) وقال تعالى : (واركعوا مع الراكعين) (أي صلوا).
(11) وقال تعالى : «فبشرناه بغلام حليم».
(12) وقال تعالى : «يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم».
(13) أذل فلان ناصية فلان (11).
(14) سقت الدلو الأرض.
(15) سال الوادي.
(16) قال عنترة :
فشككت بالرمح الأصم ثيابه |
|
ليس الكريم على القنا بمحرم (12) |
(17) لا تجالسوا السفهاء على الحمق (أي الخمر).
(18) وقال أعرابي لآخر : هل لك بيت؟ (أي زوج).
(3)
بين من المجازات الآتية ما علاقته المشابهة، وما علاقته غيرها :
(1) الإسلام يحث على تحرير الرقاب.
(2) ملك شاد للكنانة مجدا |
|
أحكمت وضع أسه آباؤه |
(3) تفرقت كلمة القوم.
(4) غاض الوفاء وفاض الغدر.
(5) واجعل لي لسان صدق في الآخرين.
(6) أحيا المطر الأرض بعد موتها.
(7) «كتب عليكم القصاص في القتلى» : (أي فيمن سيقتلون).
(8) قرر مجلس الوزراء كذا.
(9) بعثت إلي بحديقة جلت معانيها، وأحكمت قوافيها.
(10) شربت البن.
(11) لا تكن أذنا تتقبل كل وشاية.
(12) سرق اللص المنزل.
(13) قال تعالى : «إني أراني أعصر خمرا».
(4)
استعمل كل كلمة من الكلمات الآتية مجازا مرسلا للعلاقة التي أمامها :
(1) عين ـ الجزئية. |
(4) المدينة ـ المحلية. |
(2) الشام ـ الكلية. |
(5) الكتان ـ اعتبار ما كان. |
(3) المدرسة ـ المحلية. |
(6) رجال ـ اعتبار ما يكون. |
(5)
ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملتين بحيث تكون مرة مجازا مرسلا، ومرة مجازا بالاستعارة :
القلم ـ السيف ـ رأس ـ الصديق
(6)
اشرح البيتين وبين ما فيهما من مجاز :
لا يغرنك ما ترى من أناس |
|
إن تحت الضلوع داء دويا (13) |
فضع السوط وارفع السيف حتى |
|
لا ترى فوق ظهرها أمويا |
__________________
(1) يقول : إن للممدوح على نعما شاملة، فوجودي يعد من نعمه، ولا أستطيع أن أحصر هذه النعم.
(2) الجيش الجرار : الثقيل السير لكثرته.
(3) المرسل : المطلق، وإنما سمى هذا المجاز مرسلا لأنه أطلق فلم يقيد بعلاقة خاصة.
(4) ومن المجاز المرسل نوع يقال له المجاز المرسل المركب، وهو كل تركيب استعمل في غير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة، وذلك كالجمل الخبرية المستعملة فى الإنشاء للتحسر وإظهار الحزن كما في قول ابن الرومي.
بان شبابي فعز مطلبه |
|
وانبت بيني وبينه نسبه |
فهذا البيت مجاز مرسل مركب علاقته السببية والقرينة حالية، فإن ابن الرومي لا يريد الإخبار، ولكنه، يشير إلى ما استحوذ عليه من الهم والحزن بسبب فراق الشباب.
(5) الأعوجية : الخيل المنسوبة إلى أعوج وهو فرس كريم لبنى هلال، والمشرفية : السيوف، وملء في الشطرين منصوب على الحال، وخبر المبتدأ في الشطر الأول الظرف خلفهم، وفي الشطر الثاني الظرف فوقهم ؛ يصف المتنبي إحاطة جيوش سيف الدولة بأعدائه.
(6) هو أبو جعفر محمد بن عبد الملك، وإنما اشتهر بابن الزيات لأن جده كان يجلب الزيت من مواضعه إلى بغداد، كان أديبا شاعرا بليغا، وقد توزر للمعتصم ولابنه الواثق من بعده، وتوفى سنة 223 ه.
(7) ألما : انزلا به، الغوادي : جمع غادية وهى السحابة تنشأ غدوة أو مطرة الغداة. والأحسن في مربع هنا أن تكون اسما مأخوذا من أربعة ؛ والمعنى سقتك الغوادي أربعة أيام متوالية ثم أربعة أخرى متوالية يدعو بكثرة السقيا للقبر.
(8) المعاطب : المهالك.
(9) محدود : أي ممنوع، يعنى أن الذين نزل بساحتهم كذابون في وعودهم، ضيفهم ممنوع عن الطعام لبخلهم، وهم يمنعونه الرحيل حتى يظن الناس فيهم الكرم.
(10) المحض : الخالص، والمهند : السيف الهندي، والمراد به هنا الحرب ؛ يقول رأيتك خالص الحلم في قدرة خالصة لا يشوبها عجز، ولو شئت أن تجعل الحرب مكان الحلم لفعلت.
(11) الناصية : الرأس.
(12) الرمح الأصم : الصلب المصمت. والمراد بالثياب هنا القلب، يصف نفسه بالإقدام ويقول : إن الكريم ليس بمحرم ولا بعزيز على الرماح.
(13) الداء الدوى : الشديد.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|