أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2016
6908
التاريخ: 8-6-2016
2408
التاريخ: 2-6-2016
2138
التاريخ: 2024-05-31
464
|
منطق الرعب من النحل
1– احياناً يتم نشر قصص غريبة عن النحل, كأن تقوم بعض طوائف النحل بمهاجمة الناس, ومطاردة الحيوانات. وكأنهم جنود مسلحون يطاردون البشر وينشرون الرعب بينهم.
ان الطبيعة حقاً منحت نحل العسل سلاحاً مرعباً: الإبرة وسم قوي سريع التأثير. لسعة واحدة من ابرة النحل كافية لقتل اي نوع من انواع الحشرات. وقد تقتل حتى الحيوان ان تعدت المئات. والكثير منها خطر على الانسان العادي, أما من يتحسس من سم النحل فان لسعة واحدة قد تكون خطرة جداً على حياته. ان لسعة النحل مؤلمة جداً وتسبب الورم وتستمر لمدة ثلاثة أيام. لذلك من الطبيعي ان الكثيرين يخافون النحل.
مما يبدو غريباً ان نحل العسل حشرة مسالمة جداً, كل منا شاهد النحل كيف ينتقل من زهرة الى زهرة في البساتين والمروج. آلف النحلات تعمل في مثل هذا الوقت متنقلة بين الازهار. ولا واحدة تكترث اثناء عملها لوجود الإنسان. ان اكثر ما يهم النحلة جمع الرحيق من الأزهار. اذا اقتربت من نحلة تريد مسكها, تسارع الى الهروب الى مكان اخر يكون آمناً.
2– ان الشغل الشاغل للنحلة هو جمع الرحيق وغبار الطلع, لذلك فهي لا تمس اي كائن او تتحرش به.
ان السلاح الرهيب الذي تمتلكه النحلة, هو ابرة اللسع, تستخدمها فقط للدفاع عن عشها وما بداخله من كنز مخبأ. يوجد الكثير ممن يحاولون السطو على مخزون الخلية من العسل: الحشرات, الذباب, الزنابير, النمل, الفراش, الدبور الاحمر, وحتى النحل يغزو الخلايا للسرقة. وهناك من هم اخطر: انهم الحيوانات الضخمة مثل الدببة, الفئران... يستخدم النحل ضد هؤلاء الأعداء سلاحه القتالي.
على الانسان ايضاً ان يتحمل لسع النحل, لأنه ايضاً يعتدي على ممتلكات تلك الحشرة التي تعتبرها اغلى من الحياة نفسها. لدى النحل آلة لسع تنفصل عن الجسم عند اللسع, واي جرح يثيب النحل يكون قاتلاً. ان دم النحلة لا يتخثر لذلك يظل الجرح مفتوحاً, مما يؤدي الى موت النحلة بسبب النزيف. تظل ابرة اللسع حتى عندما تنفصل عن جسم النحلة تقوم بعملها بشكل اوتوماتيكي. ان عضلات آلة اللسع القوية تتابع دفع الإبرة في جسم العدو حتى النهاية, مع حقن كل السم الموجود في الحويصلة في جسم العدو.
3– حينما تتعرض النحلة الى مخاطر في مكان بعيد عن خليتها, فأنها تسارع للهرب الى مكان آمن, أما عندما تكون بالقرب من الخلية يحصل العكس, فأنها تدافع بشراسة واصرار عن عشها.
ان الانسان الذي يقترب من الخلية او يقف معترضاً طريق طيران النحل, أو الحيوان الذي يدخل الى المنحل سوف يتعرض الى اللسع. ان النحل الذي يقوم بالحراسة, يعتبر ذلك الاختراق على الارجح خطراً على عشه. لذلك تكون ردة الفعل لديه بمثابة الدفاع عن النفس.
4– لكي لا تدخل في صراع مع النحل لا بد من معرفة ماذا يكره النحل.
ان الحركات السريعة والحادة تثير النحل وتحرضه مثل الركض داخل المنحل: الحركات العصبية, الحركات التي تشعر النحل باقتراب حشرات او طيور خطرة. في كل ذلك يستشعر النحل الخطر. يجدر العلم ان الله خلقها بحيث تستطيع عن طريق تركيبها الفريد اكتشاف اي حركة او اهتزاز وتتفاعل معها.
اذا كان النحل في حالة هياج, فان اي شيء حتى حركة الإصبع تكون سبباً للهجوم على الشخص ولسعه. ان الشعر ايضاً يثير النحل, وكذلك الصوف, واللباس اسود اللون. كانت الحيوانات ذات الفرو والشعر او الصوف القاسي تهاجم اعشاش النحل مثل الدببة والسنانير. لذلك على النحّال ان يحمي رأسه ويرتدي أفرول أبيض اللون. تتفاعل حشرات النحل بهدوء مع اللون الابيض وكأنها لا تراه.
5– ان النحل يكره ولا يتحمل الروائح الحادة, مثل: العرق والعطور ورائحة الثوم والبصل, والشامبو...
يمتلك النحل حاسة شم قوية جداً. فلديه قرون استشعار ذات حركية عالية. انها كالهوائيات تضم الكثير الكثير من المجسات الشمية التي تستطيع اكتشاف الروائح مهما كانت ضعيفة , والتي لا تستطيع انف الانسان تحسسها. فاذا اقترب النحّال من المنحل وكانت تفوح منه رائحة البصل, فان النحل بكل تأكيد سوف يهاجم النحّال المهمل الذي لا يراعي ذوق النحل.
6– يهتاج النحل بحدة من رائحة سمه.
ان نقطة سم النحل الصغيرة الحجم جداً. والشفافة المائلة الى الصفرة (0.3 ميليغرام) وذات الرائحة الحادة, عندما تخرج من الإبرة وتشمها بقية النحلات يكون ذلك اشارة بدء الهجوم على العدو مع تحديد الهدف. يجب تذكر القاعدة التالية: ان تحريض النحل أسهل بكثير من تهدئة بعد ان يبدأ باللسع.
7– يقال أحياناً: ان النحل يعرف صاحبه, يلسعون الأشرار ولا يقتربون من الطيبين. بالطبع ان الوضع ليس كذلك.
عندما تمتنع النحلة من لسع صاحبها, بينما تلسع الغريب الذي يدخل المنحل فان ذلك ناتج عن ان النحًال يعرف كيف يتصرف داخل المنحل, بينما الغريب يقوم بتحريضها بسبب قلة خبرته. للنحل مطلق الحق في ردة فعله الدفاعية. ان النحَال المدرب لا يلمسه النحل. أما ما يخص الخيرين والأشرار, فان الخيرين اكثر هدوءاً اما الاشرار دائماً متوترون. من هنا يكمن الفرق في ردة فعل النحل تجاه كلا الطرفين.
8– ان اهم شرط من شروط التعامل مع النحل ومن دونه لا يمكن العمل في اي منحل, ألا وهو الهدوء ثم الهدوء.
انظروا الى النحّال الخبير اثناء عمله مع النحل. انهم يهبطون ويجلسون على يده او راسه اذا كان غير مغطى , يحومون حوله من دون سلوك عدواني. انه يعمل بكل هدوء, من النظرة الاولى نعلم ان النحل يستطيع التفاهم مع ذلك النحّال عندما يتم فتح الخلية للكشف عليها لن يكون عندها متسع للكلام. في المناحل الضخمة, حيث توجد المئات من خلايا النحل, حينها يكون الهواء مليئاً بالنحل الطائر, وقد لا تستطيع تجنبه. لكن النحّال الذي يرتدي بدلته ذات اللون الابيض مع الغطاء الواقي للرأس ذي المنخل, يسير بالمنحل دون ان يكترث بأي شيء, يقوم بعمله ببكل هدوء وطمأنينة. نفترض ان نحلة اقتربت تزمزم حول وجهك. يجب عليك ألا تعيرها اهتمامك , لا تحاول إبعادها , حتى ولو اقتربت من أنفك. عندما تقتنع بأنك لا تشكل خطراً عليها , سوف تطير مبتعدة عنه, أو ربما تهبط على ظهرك وتبدأ بتنظيف خرطومها وتنسى وجودك.
9– اثناء تجوالك في المنحل يجب ان تسير بخطوات ثابتة وهادئة, ولو كنت على عجلة من امرك, وتود القيام بعمل ملح جداً.
يجب ان تكون حركة يدك هادئة وليست حادة, لا سيما عند عملك في الكثف على الخلية وهي مفتوحة. حتى عندما تلسعك نحلة يجب ان تكون ردة فعلك هادئة. ان النحّال الحقيقي عليه تحمل لسع النحل رغم الألم , لأنه سرعان ما يخف. بالتأكيد لا يستطيع الجميع تحمل ذلك , فالاعتياد على هذا ليس بالأمر السهل , لكن مع الزمن سوف يعود كل شيء الى نصابه.
10– ان جسم الإنسان بإمكانه ان يعتاد على سم النحل, لأن تكرار اللسع يولد لديه مناعة خاصة للسم, ويصبح لسع النحل أقل ألماً من ذي قبل, وقد لا يحدث الورم.
عندما يتعرض الناس الى لسع النحل, يكون تأثير سم النحل في الجسم نافعاً. لكن اذا كانت درجة الألم شديدة ولا يمكن تحملها, عندها يجب نزع الإبرة وتعقيم مكان اللسعة بمحلول النشادر الكحولي. ويفيد في ذلك ايضا محلول حمض الخل تركيز 5%. مثل هذه المحاليل يجب ان تكون متوافرة في صيدلية المنحل. يمكن وضع عصير الهندباء على المكان لأنها تقلل من الألم, ايضاً يمكن وضع منديل مبلل بماء بارد ذلك يفيد في التقليل من الألم (كذلك يمكن استخدام الثوم لدهن مكان اللسعة بعد ازالة الإبرة-المترجم). في حال حصول ردة فعل تحسسية بسبب لسع النحل تظهر على شكل احمرار, او شري, أو نفرة؛ عندها يجب تناول حبوب مضادة للتحسس.
11– اذا لم تعط تلك الإسعافات الأولية اي نتيجة عندها يجب طلب مساعدة الطبيب او نقل المصاب الى اقرب مستشفى.
يجب ان يكون النحّال تضيفا ومحباً للنظافة, مرتباً وحريصاً شديد الانتباه. مثل أولئك الناس النحل لا يلسعهم. لكي تحمي وجهك من اللسع عليك ارتداء القناع الخاص بالنحّال ذي المنخل. عادة ما يعمل النحّالة دون ارتداء القفازات, لآن عمل النحّال بالقفازات غير مريح. اضافة لذلك فان الأثر المتبقي على القفازات من سم النحل يثير النحل بشكل كبير. يتداول النحّالة مقولة فيما بينهم: «على النحّالة اثناء العمل في المنحل ان يشمر عن ساعديه لا ان يرتدي القفازات البيضاء».
12– توجد وسيلة قوية لتهدئة النحل إنها الدخان.
عندما تدخن الخلية, تتهيج الطائفة على الفور بشكل قوي. ويشعر النحل بخطر داهم فيسرع الى انقاذ ثروته من العسل عبر تخزينها في جوفه. عندما تمتلئ بطون النحل بالعسل يصبح اقل عدوانية ولا يستطيع اللسع. في هذه الاثناء يستطيع النحّال ان يقوم بأي عمل يريده داخل الخلية دون عائق.
بالمناسبة, ان طرد النحل الذي يتشكل من نحل متخم بالعسل يتميز بالهدوء والمسالمة, لذللك من السهل على النحّال مسك الطرد والتعامل معه دون خوف حتى من دون بدلة النحال. منذ القدم اكتشف الإنسان ان الدخان يساعد على تهدئة النحل والتخفيف من شراسته, لذلك استخدموا قطعة من الخشب المشتعلة (قطعة خيش طبيعي مصنوعة من القنب), التي تولد كمية كثيفة من الدخان, عند النفخ على الشعلة المدخنة, يتم توجيه الدخان باتجاه النحل. تطور الأمر بحيث تم استخدام شتى أنواع المداخن. الآن يتم استخدام منفاخ دخان خاص لهذا الغرض.
13– يتم الاسراع بشكل خاص الى استخدام الدخان, عندما تكون طائفة النحل في حالة هياج او تتصف بالعدوانية.
في البداية يتم تدخين الخلية على دفعتين او ثلاث, ثم يتوجب الانتظار الى ان يتمكن من ملء بطونه بالعسل, بعدها يتم فتح الخلية. ان تدخين الخلية بشكل خفيف من الأعلى يؤدي الى تهدئة النحل. عند الضرورة يتم اللجوء الى التدخين اثناء العمل في الخلية, بحيث يتم التدخين بحذر وبشكل معتدل. يوجد قاعدة لدى مربي النحل: «لا تخنق النحل بالدخان». ان التدخين بكثافة قد تكون له عواقب غير محمودة على النحل.
14– ان عدم المهنية والتعامل الفظ مع النحل يؤدي الى تهيجه بشدة, لدرجة انه يهاجم النحّال بشدة وجيرانه وكل الأشخاص والحيوانات المتواجدين قرب المنحل, ويظل النحل مدة طويلة حتى يعود الى هدوئه.
في المناحل التي يكون نحلها متهيجاً بشكل دائم ويلسع دون سبب , يكون النحّال هو السبب في ذلك , لجهله بقواعد التعامل مع النحل. هذا يحدث بسبب الكشف الدائم والمكثف على النحل , مما يسبب انزعاجه , أو يقوم بذلك في الوقت غير المناسب : كالكشف في الصباح الباكر عندما يكون معظم نحل الخلية داخلها , أو نهاية النهار عندما يكون النحل السارح قد عاد الى الخلية. ان افضل زمن للكشف على طوائف النحل في منتصف النهار, حين يكون معظم النحل سارحاً في المراعي لجني الغذاء, حيث يكون عدد النحل في الخلية في حده الادنى, وكذلك عدد حراس الخلية يكون قليلاً.
15– يصبح النحل عدوانياً عند فتح الخلية في الطقس الماطر او الغائم او اثناء وجود رياح قوية.
من الأسباب المهمة لشراسة النحل هو الجوع, عندما يكون هناك شحُّ في الطبيعة, وقلة في توافر الرحيق وحبوب اللقاح, او عندما تهاجم الخلية من قبل نحل غريب بهدف السرقة, ولو كانت محاولة السطو على الطائفة ضعيفة, فأنها تجعلها شديدة الشراسة في مثل هذه الحالة. ان اي تدخل في الخلية يكون مؤلماً. عندما تهتاج الخلية, تعم الفوضى كل مناحي عملها ونشاطها, ان الشغالات حاضنات اليرقات تتوقف عن تغذيتها, والنحلات المهندسات تتوقف عن بناء اقراص الشمع, وكذلك تتوقف الملكة عن وضع البيض. يضعف نشاط الخلية كثيراً في جني الغذاء ويضعف نظام الحراسة في الخلية. هذه الفوضى في عمل الخلية لا تدوم طويلاً ؛ في حال الكشف الجزئي والسريع في اليوم التالي يعود النحل الى طبيعته وكأن شيئاً لم يكن. لكن عند محاولة الكشف المتكرر على الخلية لمجرد الفضول, فان ذلك يؤدي الى تحريض النحل وجعله يتميز بالعدوانية لعدة أيام, ولا تزول هذه العدوانية عبر استخدام الدخان. عند التقيد بالقواعد السلمية اثناء التعامل مع النحل, حتى عندما يكون النحل في حالة غضب وهياج, فانه يعود الى هدوئه, ولا يلسع إلا في حالات نادرة, ويصبح التعامل معه مريحاً.
المصدر:
فلاديمير كروكافير. ترجمة م. منتجب يونس (2009)، موسوعة النحل "حياته – مجتمعة – تربيته".
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|