أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2020
8989
التاريخ: 6-9-2020
2976
التاريخ: 9-9-2020
5656
التاريخ: 7-9-2020
2619
|
قال تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } [طه: 130 - 132]
أمر سبحانه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالصبر على أذاهم بأن قال { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} من تكذيبك وأذاهم إياك { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } أي: صل لربك بالحمد له والثناء عليه وقيل معناه سبحه واحمده في هذه الأوقات { قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ } يعني صلاة الفجر { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} يعني صلاة العصر {ومن آناء الليل} أي: ساعاته قال ابن عباس هي صلاة الليل كله وقيل يريد أول الليل المغرب والعشاء الآخرة {فسبح وأطراف النهار} يعني الظهر وسمي وقت صلاة الظهر أطراف النهار لأن وقته عند الزوال وهو طرف النصف الأول وطرف النصف الثاني وهذا قول قتادة والجبائي ومن حمل التسبيح على الظاهر قال أراد بذلك المداومة على التسبيح والتحميد في عموم الأوقات {لعلك ترضى} بالشفاعة والدرجة الرفيعة وقيل بجميع ما وعدك الله به من النصر وإعزاز الدين في الدنيا والشفاعة والجنة في الآخرة .
{ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} وقد فسرناه في سورة الحجر وقال أبي بن كعب في هذه الآية من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه حسرات على الدنيا ومن يتبع بصره ما في أيدي الناس يطل حزنه ولا يشفي غيظه ومن لم ير لله عليه نعمة إلا في مطعمه ومشربه نقص علمه ودنا عذابه وروى أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لما نزلت هذه الآية استوى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) جالسا ثم قال هذه الكلمات التي تقدمت { زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي: بهجتها ونضارتها وما يروق الناظر عند الرؤية وقال ابن عباس وقتادة زينة الحياة الدنيا {لنفتنهم فيه} أي: لنعاملهم معاملة المختبر بشدة التعبد في العمل بالحق في هذه الأمور وأداء الحقوق عنه وقيل لنفتنهم أي: لنشدد عليهم التعبد بأن نكلفهم متابعتك والطاعة لك مع كثرة أموالهم وقلة مالك وقيل معناه لنعذبهم به لأن الله قد يوسع الرزق على بعض أهل الدنيا تعذيبا له ولذلك قال (عليه السلام) لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء.
{ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ} أي: ورزق ربك الذي وعدك به في الآخرة خير مما متعنا به هؤلاء في الدنيا {وأبقى} أي: أدوم { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ } معناه: وأمر يا محمد أهل بيتك وأهل دينك بالصلاة روى أبو سعيد الخدري قال لما نزلت هذه الآية كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يأتي باب فاطمة وعلي تسعة أشهر عند كل صلاة فيقول الصلاة رحمكم الله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ورواه ابن عقدة بإسناده من طرق كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام) وعن غيرهم مثل أبي برزة وأبي رافع وقال أبوجعفر (عليه السلام) أمره الله تعالى أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لأهله عند الله منزلة ليست للناس فأمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم خاصة .
{ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} أي: واصبر على فعلها وعلى أمرهم بها { لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا} لخلقنا ولا لنفسك بل كلفناك العبادة وأداء الرسالة وضمنا رزق الجميع {نحن نرزقك} الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والمراد به جميع الخلق أي نرزق جميعهم ولا نسترزقهم وننفعهم ولا ننتفع بهم فيكون أبلغ في الامتنان عليهم { وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} أي: العاقبة المحمودة لأهل التقوى قال ابن عباس يريد الذين صدقوك واتبعوك واتقوني وفي الأثر أن عروة الزبير كان إذا رأى ما عند السلطان دخل بيته وقرأ ولا تمدن عينيك الآيات ثم ينادي الصلاة الصلاة رحمكم الله!
_____________
1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج7،ص66-68.
{ فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ } . كذّب المشركون رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله وسلم ) وقالوا عنه :
ساحر وشاعر ، ومفتر ومجنون ، فأمره اللَّه بالصبر ، لأن من صبر انتصر{ وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } وليس المراد به قول : سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر ، وكفى . . بل مع التوجه إليه والاتكال عليه {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} إشارة إلى صلاة الفجر ( وقَبْلَ غُرُوبِها ) صلاة العصر { ومِنْ آناءِ اللَّيْلِ } صلاة المغرب والعشاء {وأَطْرافَ النَّهارِ } صلاة الظهر ، وأطلق طرف النهار على الزوال بالنظر إلى أنه الطرف الأخير للنصف الأول من النهار ، والطرف الأول للنصف الثاني منه . . هكذا قيل . . وليس ببعيد أن يكون المراد من هذه الأوقات الأمر بذكر اللَّه في كل آن وحال ، تماما كقوله تعالى : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهً قِياماً وقُعُوداً وعَلى جُنُوبِهِمْ } - 191 آل عمران . { لَعَلَّكَ تَرْضى } . وكل من أرضى اللَّه في الدنيا أرضاه اللَّه في الآخرة { رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ }.
( ولا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) . المراد بلا تمدن عينيك لا تهتم ، وبالأزواج أصناف الكفار مشركين كانوا أو كتابيين ، وزهرة الحياة زينتها ، ونفتنهم نبتليهم ونختبرهم ، والمعنى لا تهتم يا محمد بما تراه من غنى الكفار من أي نوع كانوا مشركين أو نصارى أو يهودا لأن اللَّه سبحانه أراد أن يمتحنهم بالمال ليظهروا على حقيقتهم ، ويجازيهم اللَّه على طغيانهم ، قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ان اللَّه يختبرهم بالأموال والأولاد ليتبين الساخط لرزقه والراضي بقسمه ، وان كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم ، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب . وفي تفسير الطبري ان رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله وسلم ) أرسل إلى يهودي يستدين منه ، فأبى الا برهن ، فحزن رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله وسلم ) فنزلت الآية . وسواء أصحت هذه الرواية ، أم لم تصح فإنها أوضح مثال لقوله تعالى :
{ ولا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا }.فقر النبي معجزة كبرى :
نحن الآن في سنة 1969 ، ومن حوالي 35 سنة كتب الأديب الشهير مصطفى صادق الرافعي مقالين عن فقر النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) بعنوان « سمو الفقر » نقتطف منهما الجمل التالية بشيء من التصرف في بعض الألفاظ بقصد الإيضاح :
من تهكم الحياة بأهلها أن يكون الفقير فقيرا ، وهو يعلم أن صناعته في المدنية عمل الغنى للأغنياء ، وأن يكون الغني غنيا ، وهو يعلم أن عمله في المدنية صنعة الفقر لضميره . . ومحمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) عاش فقيرا ، ولكن فقره يعد من معجزاته الكبرى التي لم يتنبه إليها أحد إلى الآن . . كان محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) يملك المال ، ولكنه كان أجود به من الريح ، لا يدعه يتناسل عنده ، بل ولا يستقر إطلاقا .
كان - وهو سيد أمته وصاحب شريعتها - رجلا فقيرا يكدح لعيشه ، يجوع يوما ، ويشبع يوما ، وهدفه الأول من وراء ذلك أن يثبت وحدة الانسانية ، ويقر التوازن بين أفرادها ، وان يعلم كل انسان ان حل مسائله الشخصية وحدها هو تعقيد لمسائل المجتمع ، وان مصلحته في حقيقتها وواقعها هي التي تلد لغيره مصلحة مثلها لتحيا بها ومعها ، لا أن تأكل مصلحة غيره ليهلكا معا .
{ وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها }. والصبر على الصلاة ان لا يؤثر عليها أي عمل من الأعمال . وفي تفسير الرازي : ان رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله وسلم ) كان بعد نزول هذه الآية يذهب إلى فاطمة وعلي ( عليه السلام ) كل صباح ويقول : الصلاة الصلاة ، وكان يفعل ذلك أشهرا { لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً } . لست مسؤولا عن رزق أحد ، وطعامه وشرابه { نَحْنُ نَرْزُقُكَ } ونرزق عيالك أيضا . . وذكر هذا سبحانه بعد الأمر بالصلاة للإشارة إلى أن الصلاة لا تزاحم العمل من أجل الرزق ، وان الجمع بينهما سهل يسير ، لأن وقت الصلاة المكتوبة لا يستغرق سوى دقائق معدودات .
{ والْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى } لمن اتقى معاصي اللَّه ومحارمه في السر والعلانية . قال الإمام علي ( عليه السلام ) : لا شرف أعلى من الإسلام ، ولا عز أعز من التقوى ، ولا معقل أحصن من الورع ، ولا شفيع أنجع من التوبة ، ولا كنز أغنى من القناعة . .
ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة .
______________
1- التفسير الكاشف، ج 5، محمد جواد مغنية، ص 254-256.
قوله تعالى:{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } إلخ، يأمره بالصبر على ما يقولون ويفرعه على ما تقدم كأنه قيل: إذا كان من قضاء الله أن يؤخر عذابهم ولا يعاجلهم بالانتقام على ما يقولون فلا يبقى لك إلا أن تصبر راضيا على ما قضاه الله من الأمر وتنزهه عما يقولونه من كلمة الشرك ويواجهونك به من السوء، وتحمده على ما تواجهه من آثار قضائه فليس إلا الجميل فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك لعلك ترضى.
وقوله:{وسبح بحمد ربك} أي نزهه متلبسا بحمده والثناء عليه فإن هذه الحوادث التي يشق تحملها والصبر عليها لها نسبة إلى فواعلها وليست إلا سيئة يجب تنزيهه تعالى عنها ولها نسبة بالإذن إليه تعالى وهي بهذه النسبة جميلة لا يترتب عليها إلا مصالح عامة يصلح بها النظام الكوني ينبغي أن يحمد الله ويثني عليه بها.
وقوله:{ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} ظرفان متعلقان بقوله:{وسبح بحمد ربك}.
وقوله:{ومن آناء الليل فسبح} الجملة نظيرة قوله:{وإياي فارهبون:} البقرة: 40، والآناء على أفعال جمع إني أوإنو بكسر الهمزة بمعنى الوقت و{من} للتبعيض والجار والمجرور متعلق بقوله:{فسبح} دال على ظرف في معناه متعلق بالفعل والتقدير وبعض آناء الليل سبح فيها.
وقوله:{وأطراف النهار} منصوب بنزع الخافض على ما ذكروا معطوف على قوله:{ومن آناء} والتقدير وسبح في أطراف النهار وهل المراد بأطراف النهار ما قبل طلوع الشمس وما قبل غروبها، أو غير ذلك؟ اختلفت فيه كلمات المفسرين وسنشير إليه.
وما ذكر في الآية من التسبيح مطلق لا دلالة فيها من جهة اللفظ على أن المراد به الفرائض اليومية من الصلوات وإليه مال بعض المفسرين لكن أصر أكثرهم على أن المراد بالتسبيح الصلاة تبعا لما روي عن بعض القدماء كقتادة وغيره.
قالوا: إن مجموع الآية يدل على الأمر بالصلوات الخمس اليومية فقوله:{قبل طلوع الشمس} صلاة الصبح، وقوله:{وقبل غروبها} صلاة العصر وقوله:{ومن آناء الليل} صلاتا المغرب والعشاء، وقوله:{وأطراف النهار} صلاة الظهر.
ومعنى كونها في أطراف النهار مع أنها في منتصفه بعد الزوال أنه لونصف النهار حصل نصفان: الأول والأخير وصلاة الظهر في الجزء الأول من النصف الثاني فهي في طرف النصف الأول لأن آخر النصف الأول ينتهي إلى جزء يتصل بوقتها، وفي طرف النصف الثاني لأنه يبتدىء من جزء هو وقتها فوقتها على وحدته طرف للنصف الأول باعتبار وطرف للنصف الثاني باعتبار فهو طرفان اثنان اعتبارا.
وأما إطلاق الأطراف - بصيغة الجمع - على وقتها وإنما هو طرفان اعتبارا فباعتبار أن الجمع قد يطلق على الاثنين وإن كان الأشهر الأعرف كون أقل الجمع في اللغة العربية ثلاثة.
وقيل: المراد بالنهار الجنس فهو في نهر لكل فرد منها طرفان فيكون أطرافا، وقد طال البحث بينهم حول التوجيه اعتراضا وجوابا.
لكن الإنصاف أن أصل التوجيه تعسف بعيد من الفهم فالذوق السليم - بعد اللتيا والتي - يأبى أن يسمي وسط النهار أطراف النهار بفروض واعتبارات وهمية لا موجب لها في مقام التخاطب من أصلها ولا أمرا يرتضيه الذوق ولا يستبشعه.
وأما من قال: إن المراد بالتسبيح والتحميد غير الفرائض من مطلق التسبيح والحمد إما بتذكر تنزيهه والثناء عليه تعالى قلبا وإما بقول مثل سبحان الله والحمد لله لسانا أوالأعم من القلب واللسان فقالوا: المراد بما قبل طلوع الشمس وما قبل غروبها وآناء الليل الصبح والعصر وأوقات الليل وأطراف النهار الصبح والعصر.
وأما لزوم إطلاق الأطراف وهو جمع على الصبح والعصر وهما اثنان فقد أجابوا عنه بمثل ما تقدم في القول السابق من اعتبار أقل الجمع اثنين.
وأما لزوم التكرار بذكر تسبيح الصبح والعصر مرتين فقد التزم به بعضهم قائلا إن ذلك للتأكيد وإظهار مزيد العناية بالتسبيح في الوقتين، ويظهر من بعضهم أن المراد بالأطراف الصبح والعصر ووسط النهار.
وأنت خبير بأنه يرد عليه نظير ما يرد على الوجه السابق بتفاوت يسير، والإشكال كله ناش من ناحية قوله:{وأطراف النهار} من جهة انطباقه على وسط النهار أو الصبح والعصر.
والذي يمكن أن يقال إن قوله:{وأطراف النهار} مفعول معه وليس بظرف بتقدير في وإن لم يذكره المفسرون على ما أذكر، والمراد بأطراف النهار ما قبل طلوع الشمس وما قبل غروبها بالنظر إلى كونهما وقتين ذوي سعة لكل منهما أجزاء كل جزء منها طرف بالنسبة إلى وسط النهار فيصح أن يسميا أطراف النهار كما يصح أن يسميا طرفي النهار وذلك كما يسمى ما قبل طلوع الشمس أول النهار باعتبار وحدته وأوائل النهار باعتبار تجزيه إلى أجزاء، ويسمى ما قبل غروبها آخر النهار، وأواخر النهار.
فيئول معنى الآية إلى مثل قولنا:{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} وهي أطراف النهار، وبعض أوقات الليل سبح فيها مع أطراف النهار التي أمرت بالتسبيح فيها.
فإن قلت: كيف يستقيم كون{أطراف النهار} مفعولا معه وهو ظرف للتسبيح بتقدير في نظير ظرفية{آناء الليل} له؟.
قلت: آناء الليل ليس ظرفا بلفظه كيف؟ وهو مدخول من ولا معنى لتقدير في معه وإنما يدل به على الظرف، ومعنى{ومن آناء الليل فسبح} وبعض آناء الليل سبح فيه، فليكن{وأطراف النهار} كذلك، والمعنى مع أطراف النهار التي تسبح فيها والظرف في كلا الجانبين مدلول عليه مقدر. هذا.
فلو قلنا: إن المراد بالتسبيح في الآية غير الصلوات المفروضة كان المراد التسبيح في أجزاء من أول النهار وأجزاء من آخره وأجزاء من الليل بمعية أجزاء أول النهار وآخره ولم يلزم محذور التكرار ولا محذور إطلاق لفظ الجمع على ما دون الثلاثة، وهو ظاهر.
ولو قلنا إن المراد بالتسبيح في الآية الفرائض اليومية كانت الآية متضمنة للأمر بصلاة الصبح وصلاة العصر وصلاتي المغرب والعشاء فحسب نظير الأمر في قوله تعالى:{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ:} هود: 114، ولعل التعبير عن الوقتين في الآية المبحوث عنها بأطراف النهار للإشارة إلى سعة الوقتين.
ولا ضير في اشتمال الآية على أربع من الصلوات الخمس اليومية فإن السورة - كما سنشير إليه - من أوائل السور النازلة بمكة وقد دلت الأخبار المستفيضة التي رواها العامة والخاصة أن الفرائض اليومية إنما شرعت خمسا في المعراج كما ذكرت في سورة الإسراء النازلة بعد المعراج خمسا في قوله:{ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ:} الإسراء: 78، فلعل التي شرعت من الفرائض اليومية حين نزول سورة طه وكذا سورة هود - وهما قبل سورة الإسراء نزولا - كانت هي الأربع ولم تكن شرعت صلاة الظهر بعد بل هو ظاهر الآيتين: آية طه وآية هود.
ومعلوم أنه لا يرد على هذا الوجه ما كان يرد على القول بكون المراد بالتسبيح الصلوات الخمس وانطباق أطراف النهار على وقت صلاة الظهر وهو وسط النهار. هذا.
وقوله:{لعلك ترضى} السياق السابق وقد ذكر فيه إعراضهم عن ذكر ربهم ونسيانهم آياته وإسرافهم في أمرهم وعدم إيمانهم ثم ذكر تأخير الانتقام منهم وأمره بالصبر والتسبيح والتحميد يقضي أن يكون المراد بالرضا الرضا بقضاء الله وقدره، والمعنى: فاصبر وسبح بحمد ربك ليحصل لك الرضا بما قضى الله سبحانه فيعود إلى مثل معنى قوله:{واستعينوا بالصبر والصلاة}.
والوجه فيه أن تكرار ذكره تعالى بتنزيه فعله عن النقص والشين وذكره بالثناء الجميل والمداومة على ذلك يوجب أنس النفس به وزيادته وزيادة الأنس بجمال فعله ونزاهته توجب رسوخه فيها وظهوره في نظرها وزوال الخطورات المشوشة للإدراك والفكر، والنفس مجبولة على الرضا بما تحبه ولا تحب غير الجميل المنزه عن القبح والشين فإدامة ذكره بالتسبيح والتحميد تورث الرضا بقضائه.
وقيل: المراد لعلك ترضى بالشفاعة والدرجة الرفيعة عند الله.
وقيل: لعلك ترضى بجميع ما وعدك الله به من النصر وإعزاز الدين في الدنيا والشفاعة والجنة في الآخرة.
قوله تعالى:{ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } إلخ، مد العين مد نظرها وإطالته ففيه مجاز عقلي ثم مد النظر وإطالته إلى شيء كناية عن التعلق به وحبه والمراد بالأزواج - كما قيل - الأصناف من الكفار أوالأزواج من النساء والرجال منهم ويرجع إلى البيوتات وتنكير الأزواج للتقليل وإظهار أنهم لا يعبأ بهم.
وقوله:{ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } بمنزلة التفسير لقوله:{ما متعنا به} وهو منصوب بفعل مقدر والتقدير نعني به - أو جعلنا لهم - زهرة الحياة الدنيا وهي زينتها وبهجتها، والفتنة الامتحان والاختبار، وقيل: المراد بها العذاب لأن كثرة الأموال والأولاد نوع عذاب من الله لهم كما قال:{ وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ }: التوبة: 85.
وقوله:{ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى } المراد به بقرينة مقابلته لما متعوا به من زهرة الحياة الدنيا هو رزق الآخرة وهو خير وأبقى.
والمعنى: لا تطل النظر إلى زينة الحياة الدنيا وبهجتها التي متعنا بها أصنافا أوأزواجا معدودة منهم لنمتحنهم فيما متعنا به، والذي سيرزقك ربك في الآخرة خير وأبقى.
قوله تعالى:{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } الآية ذات سياق يلتئم بسياق سائر آيات السورة فهي مكية كسائرها على أنا لم نظفر بمن يستثنيها ويعدها مدنية، وعلى هذا فالمراد بقوله{أهلك} بحسب انطباقه على وقت النزول خديجة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) وكان من أهله وفي بيته أو هما وبعض بنات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقول بعضهم: إن المراد به أزواجه وبناته وصهره علي، وقول آخرين: المراد به أزواجه وبناته وأقرباؤه من بني هاشم والمطلب، وقول آخرين: جميع متبعيه من أمته غير سديد، نعم لا بأس بالقول الأول من حيث جري الآية وانطباقها لا من حيث مورد النزول فإن الآية مكية ولم يكن له (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة من الأزواج غير خديجة (عليها السلام).
وقوله:{ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ } ظاهر المقابلة بين الجملتين أن المراد سؤاله تعالى الرزق لنفسه وهو كناية عن أنا في غنى منك وأنت المحتاج المفتقر إلينا فيكون في معنى قوله:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ:} الذاريات: 56 58، وأيضا هو من جهة تذييله بقوله:{والعاقبة للتقوى} في معنى قوله:{لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم:} الحج - 37، فتفسيرهم سؤال الرزق بسؤال الرزق للخلق أو لنفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس بسديد.
وقوله:{والعاقبة للتقوى} تقدم البحث فيه كرارا.
ولا يبعد أن يستفاد من الآية من جهة قصر الأمر بالصلاة في أهله مع ما في الآيتين السابقتين من أمره (صلى الله عليه وآله وسلم) في نفسه بالصلوات الأربع اليومية والصبر والنهي عن أن يمد عينيه فيما متع به الكفار أن السورة نزلت في أوائل البعثة أوخصوص الآية.
وفيما(2) روي عن ابن مسعود أن سورة طه من العتاق الأول.
______________
1- تفسير الميزان،الطباطبائي،ج14،ص190-194.
2- رواه السيوطي في الدر المنثور عن البخاري وابن الضريس عن ابن مسعود،والعتاق جمع عتيق والأول جمع أولى والمراد قدم نزولها.
يوجّه الخطاب إلى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيقول: { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} ومن أجل رفع معنويات النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقوية قلبه، وتسلية خاطره، فإنّه يُؤمر بمناجاة الله والصلاة والتسبيح فيقول: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} ولا يتأثّر قلبك جرّاء كلامهم المؤلم.
لا شكّ أنّ هذا الحمد والتسبيح محاربة للشرك وعبادة الأصنام، وفي الوقت نفسه صبر وتحمّل أمام أقوال المشركين السيّئة، وكلامهم الخشن. إلاّ أنّ هناك بحثاً بين المفسّرين في أنّ المقصود من الحمد والتسبيح هل الحمد والتسبيح المطلق، أم أنّه إشارة إلى خصوص الصلوات الخمس اليوميّة؟ فجماعة يعتقدون بأنّه يجب أن يبقى ظاهر العبارات على معناه الواسع، ومن ذلك يستفاد أنّ المراد هو التسبيح والحمد المطلق.
في حين أنّ جماعة أُخرى ترى أنّه إشارة إلى الصلوات الخمس، وهي على النحو التالي.
{قبل طلوع الشمس} وهي إشارة إلى صلاة الصبح.
{وقبل غروبها} وهي إشارة إلى صلاة العصر، أو أنّها إشارة إلى صلاتي الظهر والعصر، واللتان يمتدّ وقتهما إلى الغروب.
{ومن آناء الليل} وهي إشارة إلى صلاتي المغرب والعشاء، وكذلك صلاة الليل.
أمّا التعبير بـ(أطراف النهار) فهو إمّا إشارة إلى صلاة الظهر، لأنّ أطراف جمع طرف، وهو يعني الجانب، وإذا قسّمنا اليوم نصفين، فإنّ صلاة الظهر ستكون في أحد طرفي النصف الثّاني.
ويستفاد من بعض الرّوايات ـ أيضاً ـ أنّ {أطراف النهار} إشارة إلى الصلوات المستحبّة التي يستطيع الإنسان أو يؤدّيها في الأوقات المختلفة، لأنّ أطراف النهار هنا قد وقعت في مقابل آناء الليل، وهي تتضمّن كلّ ساعات اليوم. وخاصةً أنّنا إذا لاحظنا أنّ كلمة أطراف قد وردت بصيغة الجمع، في حين أنّ لليوم طرفين لا أكثر، فسيتّضح أنّ للأطراف معنى واسعاً يشمل ساعات اليوم المختلفة.
وهناك إحتمال ثالث أيضاً، وهو أنّه إشارة إلى الأذكار الخاصّة التي وردت في الرّوايات الإسلامية في هذه الساعات المخصوصة، فمثلا نقرأ في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير الآية محل البحث أنّه قال: «فريضة على كلّ مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرّات وقبل غروبها عشر مرّات: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كلّ شيء قدير».
إلاّ أنّ هذه التفاسير لا منافاة بينها على كلّ حال، ويمكن أن تكون الآية إشارة إلى التسبيحات، وإلى الصلوات الواجبة والمستحبّة في الليل والنهار، وبهذا فسوف لا يكون هناك تضادّ بين الرّوايات الواصلة في هذا الباب، لأنّ الجملة فسّرت في بعض الرّوايات بالأذكار الخاصّة، وفي بعضها بالصلاة.
والجدير بالذكر أنّ جملة «لعلّك ترضى» في الحقيقة نتيجة حمد الله وتسبيحه، والصبر والتحمّل في مقابل قول اُولئك، لأنّ هذا الحمد والتسبيح وصلوات الليل والنهار تحكم الرابطة بين الإنسان وربّه إلى درجة لا يفكّر فيها بأي شيء سواه، فلا يخاف من الحوادث الصعبة، ولا يخشى عدوّاً باعتماده على هذا السند والعماد القوي، وبهذا سيملأ الهدوء والإطمئنان وجوده.
ولعلّ التعبير بـ(لعلّ) إشارة إلى ذلك المطلب الذي قلناه فيما مضى في تفسير هذه الكلمة، وهو أنّ (لعلّ) عادةً إشارة إلى الشروط التي تكون لازمة لتحصيل النتيجة، فمثلا لكي تكون الصلاة وذكر الله سبباً لحصول الإطمئنان، يجب أن تقام مع حضور القلب وآدابها الكاملة.
ثمّ إنّ المخاطب في هذه الآية وإن كان النّبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، إلاّ أنّ القرائن تدلّ على أنّ هذا الحكم يتّصف بالعموم.
لقد أصدرت في هذه الآيات أوامر وتوجيهات للنبي، والمراد منها والمخاطب فيها عموم المسلمين، وهي تتمّة للبحث الذي قرأناه آنفاً حول الصبر والتحمّل.
فتقول أوّلا: { وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} فإنّ هذه النعم المتزلزلة الزائلة ما هي إلاّ { زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، تلك الأزهار التي تُقطع بسرعة وتذبل وتتناثر على الأرض، ولا تبقى إلاّ أيّاماً معدودات.
في الوقت الذي أمددناهم بها { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} فإنّ الله سبحانه وهب لك مواهب ونعماً متنوّعة، فأعطاك الإيمان والإسلام، والقرآن والآيات الإلهيّة والرزق الحلال الطاهر، وأخيراً نعم الآخرة الخالدة، هذه الهبات والعطايا المستمرّة الدائمة.
وتقول الآية التالية تلطيفاً لنفس النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقوية لروحه: { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} لأنّ هذه الصلاة بالنسبة لك ولأهلك أساس العفّة والطهارة وصفاء القلب وسمو الروح ودوام ذكر الله.
لا شكّ أنّ ظاهر (أهلك) هنا هو اُسرة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بصورة عامّة، إلاّ أنّ هذه السورة لمّا كانت قد نزلت في مكّة، فإنّ مصداق الأهل في ذلك الزمان كان (خديجة وعلياً(عليهما السلام)) وربّما شملت بعضاً من أقارب النّبي الآخرين، إلاّ أنّ مصطلح أهل بيت النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أصبح واسع الدلالة بمرور الزمن.
ثمّ تضيف بأنّه إذا كان قد صدر الأمر لك ولأهلك بالصلاة فإنّ نفعها وبركاتها إنّما يعود كلّ ذلك عليكم، فإنّا { لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ} فإنّ هذه الصلاة لا تزيد شيئاً من عظمة الله، بل هي رأس مال عظيم لتكامل البشر وإرتقائهم ودرس تعليمي وتربوي عال، إنّ الله سبحانه ليس كباقي الملوك والاُمراء الذين يأخذون الضرائب من شعوبهم ليديروا بها حياتهم وحياة مقرّبيهم، فإنّ الله غني عن الجميع ويحتاجه الجميع ويفتقرون إليه.
إنّ هذا التعبير في الحقيقة يشبه ما ورد في سورة الذاريات ـ الآية (56 ـ 58): { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} وعلى هذا، فإنّ نتيجة العبادات ترجع مباشرةً إلى نفس العابدين.
وتضيف الآية في النهاية: {والعاقبة للتقوى} فإنّ ما يبقى ويفيد في نهاية الأمر هو التقوى، والمتّقون هم الفائزون في النهاية، أمّا الذين لا تقوى لهم فهم محكومون بالهزيمة والإنكسار.
ويحتمل أيضاً في تفسير هذه الآية أنّ هدفها هو التأكيد في مجال الروح والتقوى والإخلاص في العبادات، لأنّ هذا أساس العبادة، وفي الآية (37) منسورة الحجّ نقرأ: { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } فليس ظاهر الأعمال وقشورها هو الذي يوصلكم إلى مقام القرب من الله، بل إنّ الواقع والإخلاص والباطن الذي فيها هو الذي يفتح الطريق إلى مقام القرب منه.
____________
1- تفسير الامثل،ناصر مكارم الشيرازي،ج8،ص218-222.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|