أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-9-2020
2977
التاريخ: 2-9-2020
5780
التاريخ: 2-9-2020
3577
التاريخ: 1-9-2020
2136
|
قال تعالى : {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [العنكبوت : 16 - 18] .
تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :
عطف سبحانه على ما تقدم فقال {وإبراهيم} أي وأرسلنا إبراهيم {إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه} أي أطيعوا الله وخافوه بفعل طاعاته واجتناب معاصيه {ذلكم خير لكم} أي ذلك التقوى خير لكم {إن كنتم تعلمون} ما هو خير مما هو شر لكم {إنما تعبدون من دون الله أوثانا} ما في هذا الموضع كافة والمعنى أنكم تعبدون أصناما من حجارة لا تضر ولا تنفع {وتخلقون إفكا} أي تفتعلون كذبا بأن تسموا هذه الأوثان آلهة عن السدي وقيل معناه وتصنعون أصناما بأيديكم وسماها إفكا لادعائهم إنها آلهة عن مجاهد وقتادة وأبي علي الجبائي .
ثم ذكر عجز آلهتهم عن رزق عابديها فقال {إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا} أي لا يقدرون على أن يرزقوكم والملك قدرة القادر على ماله أن يتصرف في ماله أتم التصرف وليس ذلك إلا لله على الحقيقة فإن الإنسان إنما يملك ما يملكه الله تعالى ويأذن له في التصرف فيه فأصل الملك لجميع الأشياء لله تعالى فمن لا يملك أن يرزق غيره لا يستحق العبادة لأن العبادة تجب بأعلى مراتب النعمة ولا يقدر على ذلك غير الله تعالى فلا يستحق العبادة سواه .
{فابتغوا عند الله الرزق} أي اطلبوا الرزق من عنده دون من سواه {واعبدوه واشكروا له} على ما أنعم به عليكم من أصول النعم من الحياة والرزق وغيرهما {إليه ترجعون} أي إلى حكمه تصيرون يوم القيامة فيجازيكم على قدر أعمالكم ثم خاطب العرب فقال {وإن تكذبوا} أي وإن تكذبوا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلّم) {فقد كذب أمم من قبلكم} أنبياءهم الذين بعثوا إليهم {وما على الرسول إلا البلاغ المبين} أي ليس عليه إلا التبليغ الظاهر البين وليس عليه حمل من أرسل إليه على الإيمان .
___________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص15-16 .
تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) :
ان دعوة إبراهيم (عليه السلام) هي دعوة كل نبي : الإخلاص للَّه في كل شيء ، ونبذ الشرك بشتى صوره وأشكاله ، والايمان بأن اللَّه هو المبدئ والمعيد ، بيده الضر والنفع ، ومن كذب وتولى عن هذه الدعوة فقد ظلم نفسه .
وفي قاموس الكتاب المقدس ان إبراهيم هو ابن تارح من نسل سام بن نوح ، وانه من بلاد ما بين النهرين أي دجلة والفرات ، وأنه أقام فيها 75 عاما ، ثم رحل مع زوجته ولوط إلى أرض كنعان ، وقال مؤلفو القاموس المذكور : (لا يمكن أن نعيّن على وجه التحديد التاريخ الذي عاش فيه إبراهيم ، ولكنه ولد وفقا للتاريخ الذي حدده (أشر) حوالي سنة 1996 ق . م .) . وتقدم الكلام عن إبراهيم في سورة الأنعام الآية 74 - 84 ج 3 ص 211 - 219 وسورة مريم الآية 41 - 50 ، وسورة الأنبياء الآية 52 - 72 .
______________
1- تفسير الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج6 ، ص 99-100 .
تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :
قوله تعالى : {وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} معطوف على قوله : {نوحا} أي وأرسلنا إبراهيم إلى قومه .
وقوله لقومه : {اعبدوا الله واتقوه} دعوة إلى التوحيد وإنذار بقرينة الآيات التالية فتفيد الجملة فائدة الحصر .
على أن الوثنية لا يعبدون الله سبحانه وإنما يعبدون غيره زعما منهم أنه تعالى لا يمكن أن يعبد إلا من طريق الأسباب الفعالة في العالم المقربة عنده كالملائكة والجن ولو عبد لكان معبودا وحده من غير شريك فدعوتهم إلى عبادة الله بقوله : {اعبدوا الله} تفيد الدعوة إليه وحده وإن لم تقيد بأداة الحصر .
قوله تعالى : {إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا} إلى آخر الآية ، الأوثان جمع وثن بفتحتين وهو الصنم ، والإفك الأمر المصروف عن وجهه قولا أو فعلا .
وقوله : {إنما تعبدون من دون الله أوثانا} بيان لبطلان عبادة الأوثان ويظهر به كون عبادة الله هي العبادة الحقة وبالجملة انحصار العبادة الحقة فيه تعالى {أوثانا} منكر للدلالة على وهن أمرها وكون ألوهيتها دعوى مجردة لا حقيقة وراءها ، أي لا تعبدون من دون الله إلا أوثانا من أمرها كذا وكذا .
ولذا عقب الجملة بقوله : {وتخلقون إفكا} أي وتفتعلون كذبا بتسميتها آلهة وعبادتها بعد ذلك فهناك إله تجب عبادته لكنه هو الله الواحد دون الأوثان .
وقوله : {إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا} تعليل لما ذكر من افتعالهم الكذب بتسمية الأوثان آلهة وعبادتها ومحصله أن هؤلاء الذين تعبدون من دون الله وهم الأوثان بما هم تماثيل المقربين من الملائكة والجن إنما تعبدونهم لجلب النفع وهو أن يرضوا عنكم فيرزقوكم ويدروا عليكم الرزق لكنهم ليسوا يملكون لكم رزقا فإن الله هو الذي يملك رزقكم الذي هو السبب الممد لبقائكم لأنه الذي خلقكم وخلق رزقكم فجعله ممدا لبقائكم والملك تابع للخلق والإيجاد .
ولذلك عقبه بقوله : {فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له} أي فاطلبوا الرزق من عند الله لأنه هو الذي يملكه فلا تعبدوهم بل اعبدوا الله واشكروا له على ما رزقكم وأنعم عليكم بألوان النعم فمن الواجب شكر المنعم على ما أنعم .
وقوله : {إليه ترجعون} في مقام التعليل لقوله : {واعبدوه واشكروا له} ولذا جيء بالفصل من غير عطف ، وفي هذا التعليل صرفهم عن عبادة الإله ابتغاء للرزق إلى عبادته للرجوع والحساب إذ لولا المعاد لم يكن لعبادة الإله سبب محصل لأن الرزق وما يجري مجراه له أسباب خاصة كونية غير العبادات والقربات ولا يزيد ولا ينقص بإيمان أو كفر لكن سعادة يوم الحساب تختلف بالإيمان والكفر والعبادة والشكر وخلافهما فليكن الرجوع إلى الله هو الباعث إلى العبادة والشكر دون ابتغاء الرزق .
قوله تعالى : {وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين} الظاهر أنه من تمام كلام إبراهيم (عليه السلام) ، وذكر بعضهم أنه خطاب منه تعالى لمشركي قريش ولا يخلو من بعد .
ومعنى الشرط والجزاء في صدر الآية أن التكذيب هو المتوقع منكم لأنه كالسنة الجارية في الأمم المشركة وقد كذب من قبلكم وأنتم منهم وفي آخرهم وليس علي بما أنا رسول إلا البلاغ المبين .
ويمكن أن يكون المراد أن حالكم في تكذيبكم كحال الأمم من قبلكم لم ينفعهم تكذيبهم شيئا حل بهم عذاب الله ولم يكونوا بمعجزين في الأرض ولا في السماء ولم يكن لهم من دون الله من ولي ولا نصير ، فكذلكم أنتم ، وقوله : {وما على الرسول} يناسب الوجهين جميعا .
___________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج16 ، ص93-94 .
تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :
يعقّب الله تعالى على قصّة نوح وقومه التي وردت بشكل مضغوط ، ويأتي بقصّة إبراهيم(عليه السلام) ، ثاني الأنبياء الكبار من أولي العزم فيقول : {وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} (2) .
هنا بيّن القرآن منهجين مهمّين من مناهج الأنبياء العملية والاعتقادية ، وهما الدعوة إلى توحيد الله والتقوى ـ في مكان واحد ـ ثمّ يختتم القول : أن لو فكرتم جيداً لكان ذلك خيراً لكم عند اتباعكم لمذهب التوحيد والتقوى ، إذ ينجيكم من دنياكم الملوّثة بالذنوب والشقاء ، وتكون آخرتكم هي السعادة الأبديّة .
ثمّ يذكر إبراهيم (عليه السلام) أدلة بطلان عبادة الأصنام والأوثان ، ويبيّن في تعابير مختلفة يتضمّن كل منها دليلا على فساد مذهبهم وبطلانه فيقول أوّلا : {إنّما تعبدون من دون الله أوثاناً} .
هذه الأوثان هي الأصنام الخالية من الروح . . الأصنام التي ليس لها إرادة ، ولا عقل ، وهي فاقدة لكل شيء ، بحيث أن شكلها بنفسه هو دليل على بطلان عقيدة «عبادة الأوثان»
(لاحظوا أن «الأوثان» هي جمع لكلمة «وثن» على زنة «صنم» ومعناها «الحجارة المنحوتة» الموضوعة للعبادة!) .
ثمّ يتوسع في حديثه ويمضي إلى مدى أبعد فيقول : ليست هذه الأوثان بهيئتها تدل على أنّها لا تستحق العبادة فحسب ، بل أنتم تعلمون بأنّكم تكذبون وتضعون اسم الآلهة على هذه الأوثان : {وتخلقون إفكا} .
فأي دليل لديكم على هذا الكذب سوى حَفنة من الأوهام والخرافات الباطلة .
وحيث أن كلمة «تخلقون» مشتقّة من الخلق ، وتعني أحياناً الصنع والإبداع ، وأحياناً تأتي بمعنى الكذب ، فإنّ بعض المفسّرين ذكر تفسيراً آخر لهذه الجملة غير ما بيّناه آنفاً . . . وقالوا إنّ المقصود من هذا التعبير هو أنّكم تنحتون هذه الأوثان . . . المعبودات الباطلة المزوّرة بأيديكم ، وتصنعونها (فيكون المراد من الإفك هنا هو المعبودات المزورّة) والخلق هو النحت هنا (3) .
ثمّ يبيّن الدليل الثّالث وهو أن عبادتكم لهذه الأوثان إمّا لأجل المنافع المادية ، أو لعاقبتكم في «الأُخرى» وكلا الهدفين باطل . . . وذلك : {إنّ الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً} .
وأنتم تعتقدون بأنّ هذه الأصنام لم تكن خلقتكم ، بل الخالق هو الله ، فالذي يتكفل بالرزق هو الله {فابتغوا عند الله الرزق} .
ولأنّه هو الذي يرزقكم فتوجهوا إليه {واعبدوه واشكروا له} .
وبتعبير آخر ، فإن واحداً من أسباب العبادة وبواعثها هو الإحساس بالشكر للمنعم الحقيقي ، وتعرفون أن المنعم الحقيقي هو الله ، فالشكر والعبادة يختصان ـ أيضاً ـ بذاته المقدسة .
وإذ كنتم تبتغون الدار الأُخرى فإنّه {إليه ترجعون} .
فالأصنام لا تصنع شيئاً هنا ولا هناك ! .
وبهذا الأدلّة الموجزة والواضحة ألجم منطقهم الواهي وأفحمهم .
ثمّ يلتفت إبراهيم (عليه السلام) مهدّداً لهم ومبدياً عدم اكتراثه بهم قائلا : {وإن تكذبوا فقد كذب أُمم من قبلكم} كذبوا أنبياءهم فنالوا الخزي بتكذيبهم والعاقبة الوخيمة {وما على الرّسول إلاّ البلاغ المبين} سواءً استجاب له قومه ، أم لم يستجيبوا له دعوته وبلاغه !
والمقصود بالأُمم قبل أُمة إبراهيم(عليه السلام) ، أُمة نوح (عليه السلام) وما بعده من الأُمم وبالطبع فإنّ إرتباط هذه الآيات يوجب أن تكون هذه الجملة من كلمات إبراهيم (عليه السلام) ، وهذا ما يذهب إليه كثير من المفسّرين عند تفسيرهم للنص ، أو يحتملون ذلك ! .
والاحتمال الآخر : إنّ الخطاب في هذه الآية للمشركين من أهل مكّة المعاصرين للنّبي (صلى الله عليه وآله) وجملة {كذب أُمم من قبلكم} فيها تتناسب أكثر مع هذا الاحتمال .
أضف إلى ذلك ، فإنّ نظير هذا التعبير الذي ورد في الآية 25 من سورة الزمر ، والآية (25) من سورة فاطر ، هو أيضاً في شأن نبي الإسلام(صلى الله عليه وآله) والمشركين العرب في مكّة . ولكن ـ وعلى أي حال ـ أيّاً من التّفسيرين كان ذلك ، فليس هناك تفاوتٌ في النتيجة ! .
________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج10 ، ص29-31 .
2 ـ الظّاهر أنّ «إبراهيم» معطوف على كلمة «نوح» وفعله «أرسلنا» ، وبعضهم عطفه على مفعول (أنجيناه) وبعضهم جعله مفعولا لفعل محذوف تقديره «اذكر» .
3 ـ «الإفك» يطلق في الأصل على كل شيء مختلف عن حقيقته ، ولذلك يطلق على الكذب ـ خاصة الكذب الكبير ـ أنّه إفك ، كما تطلق هذه الكلمة على الرياح المخالفة لإتجاهها ومسيرها فيقال «رياح مؤتفكة» .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|