أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2017
5741
التاريخ: 17-04-2015
3287
التاريخ: 17-04-2015
3230
التاريخ: 17-04-2015
3373
|
انّ عدد من تربّى وتعلم في الجامعة الجعفرية قد ناهز الأربعة آلاف طالب، وكان المناسب على أقل تقدير أن نترجم لبعض منهم هنا غير انّنا وللاختصار سنقتصر على ترجمة وتقديم نموذج واحد منهم وهو هشام بن الحكم.
كان هشام عالماً بارزاً ومتكلّماً كبيراً، ذا فصاحة وبلاغة، وعذوبة في الكلام، وحاذقاً جداً في المناظرة، وكان يعد من أكبر تلامذة مدرسة الإمامين الصادق والكاظم (عليمها السَّلام ) ، وقد قدّم خدمات كبيرة للشيعة في ذلك العصر الذي كان الشيعة فيه عرضة للضغط السياسي والإعلامي من قبل السلطات والمذاهب المختلفة، وبشكل خاص دافع بجدارة عن عقيدة الإمامة التي هي من أركان عقائد الشيعة الأساسية وبيّن مفهومها البنّاء في قيادة المجتمع بشكل رائع. وفي هذه الجامعة ارتسمت خطوط تكامله الفكري والإسلامي، ولكن وبعد عام 148هـ فصاعداً ، أي بعد استشهاد الإمام الصادق (عليه السَّلام) تكاملت شخصيته الراقية في ظل تعاليم الإمام الكاظم وإرشاداته وبلغ إلى قمة الكمال والازدهار.
توضح لنا دراسة حياة هشام انّه كان مغرماً بالعلم ومتعطشاً للحقيقة، فدرس أوّلاً وللوصول إلى هذا الهدف والارتواء من معين العلم والمعرفة علوم عصره، ودرس كتب اليونان الفلسفية لإتمام معرفته وإكمالها فتعلّمها جيداً لدرجة انّه كتب نقداً على أرسطاطاليس ؛ ثمّ بعد ذلك في سبيل إكمال سيرته الفكرية والعلمية تنقّل بين عدّة مدارس مختلفة، غير انّه لم يقتنع بفلسفة أي مدرسة من تلك المدارس، إلاّ تعاليم الإسلام المنطقية والواضحة والمستقيمة التي ألقت في روعه السكينة والاستقرار، ولذلك وبعد أن اطّلع على جميع التيارات السائدة آنذاك أعرض عنها وتعرّف على الإمام الصادق من خلال عمه، ومنذ ذلك الحين تغيّرت مسيرة حياته في ظل معرفة الإسلام العميقة وقبول منطق التشيّع وتحوّل تحولاً أساسياً.
وقال بعض : إنّ هشام بن الحكم كان من تلامذة أبي شاكر الديصاني الملحد المعروف في البداية، ثمّ تبنّى عقيدة الجَهْمية وصار من أتباع جَهْم بن صفوان، و قد عدّوا ذلك ممّا يطعن فيه هشام ويتهم بفساد العقيدة ؛ في حين انّه ليس فقط لم يكن تلميذاً لأبي شاكر، بل كان له معه مناظرات انتهت بتشرّف أبي شاكر بالدين الإسلامي.
وعلى فرض صحّة ما نسب إليه، فإنّ مساهمته في البحوث والمجالس التي كانت تقيمها المدارس المختلفة لا تثبت انّه كان يتبنّى تلك العقائد والآراء، بل كان اتّصاله بهم لأجل الاطّلاع والبحث والمناظرة هذا أوّلاً، وثانياً أنّ هذه التنقلات كانت بمثابة المعبر له في مسيرة تكامله العقلي والفكري، ولا يكون لمن يطلب الحق ويبحث بوعي ودراية عن الحقيقة عيباً ونقيصة، بل يجب أن ننظر إلى النقطة الأخيرة من مسيرته الفكرية والعقيدية ونحكم على أساسها، ونحن نعلم أنّ هشاماً بذل قصارى جهده في إشاعة وبث الإسلام والتعريف بالعقائد الشيعية وترك وراءه صحيفة أعمال مضيئة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|