أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-04-2015
9965
التاريخ: 25/11/2022
2222
التاريخ: 26/11/2022
1479
التاريخ: 17-04-2015
3398
|
هنا يطرح هذا التساؤل : ماذا كان موقف الإمام الصادق إزاء الثورات الشيعية و منها ثورة زيد التي قادها العلويون؟ هل وقف إلى جانبها؟ فإن لم يكن كذلك فما هو السبب؟
الأوّل : تقويض النظام القائم الذي أثار غضب الثوريين.
الثاني : إقامة نظام مثالي آخر بدل النظام السابق.
ويظهر من دراسة ثورات العلويين منذ نهايات الحكم الأموي حتّى عصر الحكم العباسي انّ تلك الثورات كانت تمثل تمرداً على الحكم القائم في الأغلب، أي انّ الظلم اللا محدود للأمويين والعباسيين كان يثير حفيظة الأحرار من المجتمع فكانت الهزات الاجتماعية تحدث بين الحين والاخر، وكان الناس المتعطشون للعدالة والذين قد استاءوا من فساد وظلم الحكمين الأموي والعباسي وعنصريتهما يبحثون عن منقذ يصغي إلى آلامهم ولذلك ما ان ترفرف راية ثورة ما و هو ما كان يحدث على يد العلويين وساداتهم غالباً كانوا يلتفون حولها.
صحيح انّ هذه الثورات كانت تبدأ من قبل الشيعة استلهاماً من مذهبهم وانّ المؤيدين لها هم شيعيون و من الصفوة غير انّ إقامة حكم أفضل بعد سقوط الحكم الأموي والعباسي لا يبدو أمراً مضموناً، وذلك للأسباب التالية :
1. انّ قادة هذه الثورات لم يكونوا يملكون مخططاً متكاملاً في الأغلب، فكان الاضطراب والتقييمات الخاطئة غالبة على أعمالهم.
2. لم يكن أُولئك القادة من ناحية العدد والعدة العسكرية بحيث يمكن الأمل بانتصارهم.
3. انّ أصحاب الثورة لم يكونوا شيعيّين مائة بالمائة.
ولذلك لم يكن هناك أي ضمان لئن يحكموا وفقاً للشريعة الإسلامية في حالة نجاحهم. ولعل أفضل شاهد على ذلك ظهور الحكم العباسي بعد سقوط الحكم الأموي، لأنّه ـ و كما لاحظنا في هذا الكتاب ـ انّ الحكم الأموي الفاسد قد سقط على يد الثوار الموالين لخط أهل البيت غير انّ عدم أصالة الثوريين وخلوصهم جعل العباسيين يجنون ثمرة الثورة ويتمادون في غيّهم وظلمهم أكثر من الأمويين. ومن هنا كانت مواقف الأئمّة (عليهم السَّلام) غير مؤيدة لتلك الثورات نظراً للأسباب المذكورة آنفاً.
وقد كتب أحد علماء الشيعة وباحثيهم الكبار حول ذلك : لقد كان أئمّة أهل البيت يدركون بوضوح تام انّ القوى التي يعتمد عليها العلويون قوى منهكة لا تستطيع أن تقود حركة ثورية في رقعة جغرافية واسعة النطاق إلى نهاية مظفرة ومن ثمّ فإنّ حركة ثورية تعتمد على هذه القوى محكوم عليها بالفشل الذي يتعداها ليكون نقمة تنزل بالأُمّة كلّها من قبل النظام الأموي وكانوا يدركون في مقابل ذلك انّ العناصر المؤهلة للقيام بحركة ثورية ناجحة هي عناصر غير إسلامية غالباً ولذا لم يجوزوا لأنفهسم التعامل معها وإن كانوا لم يقفوا في وجه حركتها ذات القيادة العباسية فقد كان إسقاط النظام الأموي مطلباً تاريخياً وحضارياً لا يمكن الوقوف في وجهه وكانوا يدركون انّ الإسلام سيذوب كلّ الجماعات المشبوهة من حيث عقيدتها ويدمجها في الأُمة الإسلامية ديناً وحضارة ؛ لقد ثبت أئمّة أهل البيت على موقفهم هذا في العهد العباسي وأمروا شيعتهم بتجنب المساهمة في هذا النشاط وكانوا ينصحون بني عمهم من العلويين يتجنب القيام بالثورات ذات المصير المحكوم عليه بالفشل دون أن يؤثروا فيهم .
كان هذا الكلام حول موقف أهل البيت تجاه ثورات العلويين، وأمّا عن ثورة زيد فهذا ما سنتحدث عنه : هل تمت انتفاضة زيد بموافقة الإمام الصادق (عليه السَّلام) ؟ قد نقلت روايات متغايرة حول زيد وانّه كان يدّعي الإمامة أو يأخذ بإمامة الإمامين الباقر والصادق عليمها السَّلام حيث قد طعن في بعضها ومدح في البعض الآخر منها، ويرى أكثر العلماء والباحثين في علم الرجال والحديث قديماً وحديثاً انّ الروايات التي تطعن في زيد ساقطة سنداً ولم يعولوا عليها.
وعلى سبيل المثال اعتبر المرحوم آية اللّه العظمى السيد الخوئي قدَّس سرَّه بعد دراسة الروايات الطاعنة في زيد تلك الروايات ضعيفة من ناحية السند لا يمكن التعويل عليها فكتب : حاصل ما قلناه هو انّ زيداً رجل جليل وممدوح، ولا يوجد أي دليل على انحراف عقيدته أو الطعن فيها.
ويكتب العلاّمة المجلسي بعد نقل الروايات المتعلّقة بزيد : اعلم أنّ الأخبار اختلفت وتعارضت في أحوال زيد، لكنّ الأخبار الدالّة على جلالة زيد ومدحه وعدم كونه مدّعياً لغير الحقّ أكثر، وقد حكم أكثر الأصحاب بعلو شأنه، فالمناسب حسن الظن به وعدم القدح فيه.
وأمّا حول انتفاضته وقيامه فهناك أدلّة كثيرة تدلّ على أنّ ثورته كانت بإذن من الإمام الصادق وموافقته، ومنها كلام الإمام الرضا (عليه السَّلام) في جوابه للمأمون حيث قال : نقل أبي موسى بن جعفر ، أنّه قد سمع أبيه جعفر بن محمّد يقول : لقد استشارني في خروجه فقلت له يا عمّ ان رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك، فلمّا ولّى قال الإمام الصادق : ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه .
وهذه الرواية دليل جيد على أنّ قيام زيد كان بإذن الإمام، ولكن وبسبب انّ انتفاضة زيد كان يجب أن تكون مدروسة ويتوخّى فيها جوانب الحذر، وكان يحتمل أن يسمع العدو بتدخل الإمام وموافقته لها، لذلك لم يرغب الإمام ولا زيد ولا أصحابه في إظهار ذلك.
ويقول أيضاً : في كلّ زمان رجل منّا أهل البيت يحتج اللّه به على خلقه، وحجّة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد، لا يضل من تبعه، ولا يهتدي من خالفه.
وكان الإمام الصادق (عليه السَّلام) يقول : رحم اللّه عمي زيداً أما إنّه لو ظفر لوفى، انّه كان يدعو الناس إلى الرضا من آل محمد، وذاك هو أنا .
وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السَّلام) انّه قال عن زيد : رحمه اللّه أما إنّه كان مؤمناً، و كان عارفاً، وكان عالماً، وكان صدوقاً، أما إنّه لو ظفر لوفّى ، أما إنّه لو ملك لعرف كيف يضعها ؛ ترك نبأ استشهاد زيد وأصحابه حزناً كبيراً على أهل المدينة لا سيّما الإمام الصادق (عليه السَّلام) الذي تأثّر أكثر من غيره، وقد خيّم الحزن عليه بعده ممّا جعل الدموع تتصبب من على خديه كلّما سمع اسم الكوفة واسم زيد ويبكي دون إرادة وكان يذكره بعبارات مؤثرة وكبيرة مزيجة بالتقدير والاحترام الكبيرين له ولأصحابه المضحين تكريماً لذكرى استشهاده ويقول أحد أصحاب الإمام السادس حمزة بن حمران: دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليمها السَّلام) ، فقال لي : يا حمزة من أين أقبلت؟ .
قلت : من الكوفة، فبكى (عليه السَّلام) حتى بلت دموعه لحيته، فقلت له : يا ابن رسول اللّه مالك أكثرت البكاء؟!
فقال: ذكرت عمي زيداً وما صنع به .
فبكيت فقلت : وما الذي ذكرت منه ؟
فقال : ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم ثمّ راح يذكر (عليه السَّلام) له كيفية استشهاده .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|