المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



تفسير الاية (112-113) من سورة النحل  
  
6857   06:56 مساءً   التاريخ: 14-8-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف النون / سورة النحل /

 

قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } [النحل: 112 - 113]

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً} أي: مثل قرية { كَانَتْ آمِنَةً} أي: ذات أمن يأمن فيها أهلها لا يغار عليهم { مطمئنة } قارة ساكنة بأهلها لا يحتاجون إلى الانتقال عنها بخوف أوضيق.

 { يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} أي: يحمل إليها الرزق الواسع من كل موضع ومن كل بلد كما قال سبحانه يجبى إليه ثمرات كل شيء { فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ} أي: فكفر أهل تلك القرية بأنعم الله ولم يؤدوا شكرها { فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} أي: فأخذهم الله بالجوع والخوف بصنيعهم وسوء فعالهم.

 وسمي أثر الجوع والخوف لباسا لأن أثر الجوع والهزال يظهر على الإنسان كما يظهر اللباس وقيل: لأنهم شملهم الجوع والخوف كما يشمل اللباس والبدن وقيل: إن هذه القرية هي مكة عن ابن عباس ومجاهد وقتادة عذبهم الله بالجوع سبع سنين حتى أكلوا القد والعلهز وهو الوبر يخلط بالدم والقراد ثم يؤكل وهم مع ذلك خائفون وجلون من النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه يغيرون عليهم قوافلهم وذلك حين دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عليهم فقال: اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعل عليهم سنين كسني يوسف. وقيل إنها قرية كانت قبل نبينا (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعث الله إليهم نبيا فكفروا بذلك النبي وقتلوه فعذبهم الله بعذاب الاستئصال { وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ} يعني أهل مكة بعث الله عليهم رسولا من صميمهم ليتبعوه لا من غيرهم { فكذبوه } وجحدوا نبوته { فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} أي: في حال كونهم ظالمين وعذابهم ما حل بهم من الجوع والخوف المذكورين في الآية المتقدمة وما نالهم يوم بدر وغيره من القتل ومن قال إن المراد بالقرية غير مكة قال هذه صورة القرية المذكورة.

___________________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج6،ص206.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هاتين الآيتين (1) :

اختلف المفسرون في المراد بالقرية المذكورة في الآية : هل هي قرية معينة وموجودة بالفعل ، أوانها فرضت على هذه الصورة لضرب المثل بها ؟ . ونقل الرازي عن أكثر المفسرين ان المراد بها مكة المكرمة . . ومهما يكن فإن هذه الأوصاف تنطبق على مكة وأهلها ، فان الناس يأمنون فيها على أنفسهم وأموالهم ، ولا يخافون الغزووالسلب والنهب ، كما كان يخاف سائر العرب ، ولا يحتاج أهلها ان ينتجعوا إلى البلدان ، لأن الرزق كان يأتيها من كل مكان استجابة لدعوة إبراهيم ( عليه السلام ) : « فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ - 37 إبراهيم » وقد كفر أهل مكة بأنعم اللَّه حيث كذبوا محمدا ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، وهموا بقتله ، حتى اضطروه إلى الهجرة من بلده .

وأصاب أهل مكة الجوع بدعاء رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله وسلم ) عليهم ، حيث قال : « اللهم أشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم سنين كسنيّ يوسف » . فاستجاب اللَّه دعوته ، وأصابتهم شدة حتى أكلوا الجيف والكلاب والعظام المحرقة والقراد والوبر معجونا بالدم ، وكان أحدهم ينظر إلى السماء فيرى شبه الدخان من الجوع ، أما الخوف فقد زلزلت بهم الأرض سرايا رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله وسلم ) .

________________

1- التفسير الكاشف، ج 4، محمد جواد مغنية، ص 558-559.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

تتمة آيات الأحكام السابقة تذكر فيها محرمات الأكل ومحللاته ونهي عن التحليل والتحريم ابتداعا بغير إذن الله وذكر بعض ما شرع لليهود من الأحكام التي نسخت بعد، وفي ذلك عطف على ما تقدم من حديث النسخ في قوله:{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} وإشارة إلى أن ما أنزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما هو دين إبراهيم (عليه السلام) المبني على الاعتدال والتوحيد مرفوعا عنه ما في دين اليهود من التشديد عليهم قبال ظلمهم.

وفي آخرها أمر بالعدل في المعاقبة وندب إلى الصبر والاحتساب، ووعد جميل بالنصرة والكفاية إن اتقوا وأحسنوا.

قوله تعالى:{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا} إلى آخر الآية، الرغد من العيش هو الواسع الطيب.

هذا مثل ضربه الله تعالى فوصف فيه قرية آتاها ما تحتاج إليه من نعم الحياة، وأتم ذلك كله بنبي بعثه إليهم يدعوهم إلى ما فيه صلاح دنياهم وأخراهم فكفروا بأنعمه وكذبوا رسوله فبدل الله نعمته نقمة وعذبهم بما ظلموا بتكذيب رسوله، وفي المثل تحذير عن كفران نعمة الله بعد إذ بذلت والكفر بآياته بعد إذ أنزل.

وفيه توطئة وتمهيد لما سيذكره من محللات الأكل ومحرماته وينهى عن تشريع الحلال والحرام بغير إذن الله كل ذلك بالاستفادة من سياق الآيات فإن كل سابقة منها تسوق النظر إلى اللاحقة.

وقيل: إن هذه القرية هي مكة عذبهم الله بالجوع سبع سنين لما كفروا بأنعم الله وقد وسعها عليهم وكذبوا رسوله وقد أرسله إليهم فابتلوا بالقحط وكان يغار عليهم قوافلهم بسخط من الله سبحانه لما دعا عليهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ذكره في المجمع، ونسبه إلى ابن عباس ومجاهد وقتادة.

وفيه أن لا إشكال في أنه في نفسه يقبل الانطباق على ما ذكر لكن سياق الآيات إنما يلائم كونه مثلا عاما مذكورا توطئة وتمهيدا لما بيناه.

فقوله:{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا} وصف القرية بثلاثة أوصاف متعاقبة غير أن الأوسط منها وهي الاطمئنان كالرابط بين الطرفين فإن القرية إذا أمنت المخاطرات كمهاجمة الأشرار وشن الغارات وقتل النفوس وسبي الذراري ونهب الأموال وكذا أمنت الحوادث الطبيعية كالزلازل وغيرها اطمأنت وسكنت فلم يضطر أهلها إلى الجلاء والتفرق.

ومن كمال اطمئنانها أن يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ولا يلجأ أهلها إلى الاغتراب وقطع الفيافي وركوب البحار وتحمل المشاق البالغة في طلب الرزق وجلبه إليها.

فاتصاف القرية بصفاتها الثلاث المذكورة: الأمن والاطمئنان وإتيان رزقها إليها من كل مكان يتم ويكمل لها جميع النعم المادية الصورية، وسيضيف سبحانه إليها النعم المعنوية في الآية التالية:{ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ} فهي قرية أتم الله نعمه عليها وأكملها.

وقوله:{فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع} والخوف التعبير بأنعم الله وهو جمع قلة للإشارة بها إلى الأصناف المذكورة وهي ثلاثة: الأمن والاطمئنان وإتيان الرزق، والإذاقة استعارة للإيصال اليسير فإذاقة الجوع والخوف مشعر بأن الذي يوصلهما قادر على تضعيف ذلك وتكثيره بما لا يقدر بقدر كيف لا؟ وهو الله الذي له القدرة كلها.

ثم إضافة اللباس إلى الجوع والخوف وفيها دلالة على الشمول والإحاطة كما يشمل اللباس البدن، ويحيط به، تشعر بأن هذا المقدار اليسير من الجوع والخوف الذي أذاقهم شملهم كما يشمل اللباس بدن الإنسان وهو سبحانه قادر على أن يزيد على ذلك فهوالمتناهي في قهره وغلبته وهم المتناهون في ذلتهم وهوانهم.

ثم ختم الآية بقوله:{ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } للدلالة على أن سنة المجازاة في الشكر والكفر قائمة على ساق.

والمعنى: ضرب الله مثلا مثل قرية كان أهلها آمنين من كل شر وسوء يهددهم في نفوسهم وأعراضهم وأموالهم ساكنين غير مضطرين يأتيهم رزقهم طيبا واسعا من كل مكان من غير أن يضطروا إلى السفر والاغتراب فكفر أهلها بهذه النعم الإلهية ولم يشكروه سبحانه فأنالهم الله شيئا يسيرا من نقمته - بسلب هذه النعم – وهو الجوع والخوف اللذان عماهم وشملاهم قبال ما استمروا عليه بكفران الأنعم جزاء لكفرانهم.

قوله تعالى:{ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} وهذا هو النعمة المعنوية التي أضافها إلى نعمة المادية المذكورة، وكان فيها صلاح معاشهم ومعادهم وتحذير لهم من الكفران بأنعم الله وشرح ما فيه من الشؤم والشقاء لكنهم كذبوا رسولهم الذي هو منهم يعرفونه ويدرون أنه إنما يدعوهم لأمر إلهي ويهديهم إلى سبيل الرشاد وسعادة الجد فظلموا ذلك فأخذهم العذاب بظلمهم.

_____________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج12،ص295-297.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

الذين كفروا فأصابهم العذاب

قلنا مراراً: إِنّ هذه السورة هي سورة النِعَمْ، النعم المادية والمعنوية وعلى كافة الأصعدة، وقد مرَّ ذكر في آيات متعددة من هذه السورة المباركة.

وتصور لنا الآيات أعلاه عاقبة الكفر بالنعم الإِلهية على شكل مثل واقعي.

ويبتدأ التصوير القرآني بضرب مثل لمن لم يشكر نعمة اللّه عليه:{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً} لا تضطر إِلى هجرة إِجبارية، بل تعيش في أمن وأمان (مطمئنة) ومضافاً الى ذلك { يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ }.

ولكنّ حالها قد تبدّل في النهاية { فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.

وإِضافة لاستكمال نعم اللّه المادية عليهم، فقد أضاف لهم من النعم المعنوية ما يستقر به حالهم في الدنيا، ويدام لهم ذلك في الآخرة، فبعث بين ظهرانيهم رسل وأنبياء وأرسلت إِليهم التعاليم السماوية { وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ}.

فكانت النتيجة أنْ: { فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}.

_____________

1- تفسير الامثل،مكارم الشيرازي،ج7،ص187.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .