المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

التغذية الحيوية Biotrophy
1-9-2017
حسن القراءة والغناء شيئان
22-7-2019
دور التكامل الثقافي والحضاري في تكوين المدنية العراقية القديمة
3-12-2019
Vowel assimilation across syllable boundary
2024-04-05
أشجار الفيكس
2024-08-05
مظهر الالتواء
12-5-2016


الفيض بن المختار الكوفي  
  
3250   03:21 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص227-228.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-04-2015 3686
التاريخ: 14-11-2017 4452
التاريخ: 17-04-2015 3488
التاريخ: 17-04-2015 3028

ثقة و من رواة الباقر و الصادق و الكاظم (عليهم السّلام) و هو الذي أصرّ على الامام الصادق (عليه السلام) أن يريه الامام بعده فقام الامام إلى الستر فرفعه و دخل ثم مكث قليلا ثم صاح يا فيض ادخل، فدخل فاذا هو في المسجد قد صلّى فيه و انحرف عن القبلة فجلس بين يديه و دخل إليه أبو الحسن (عليه السلام) و هو يومئذ خماسيّ و في يده درّة.

فأقعده على فخذه فقال له : بأبي أنت و أمي ما هذه المخفقة  بيدك؟ قال : مررت بعلي أخي و هي في يده يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده، فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام)  : يا فيض انّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أفضيت إليه صحف ابراهيم و موسى (عليهما السّلام) فائتمن عليها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله‏) عليّا (عليه السلام) و ائتمن عليها عليّ الحسن (عليه السلام) و ائتمن عليها الحسن الحسين (عليه السلام) و ائتمن عليها الحسين عليّ بن الحسين و ائتمن عليها عليّ بن الحسين محمد بن عليّ و ائتمنني عليها أبي و كانت عندي و لقد ائتمنت عليها ابني هذا على حداثته و هي عنده.

قال الفيض : فعرفت ما أراد فقلت له : جعلت فداك زدني، قال : يا فيض انّ أبي كان إذا أراد ألّا تردّ له دعوة أقعدني على يمينه، فدعا و أمّنت فلا ترد له دعوة و كذلك أصنع بابني هذا، و لقد ذكرناك أمس بالموقف فذكرناك بخير.

فقلت له : يا سيدي زدني، قال : يا فيض انّ أبي كان إذا سافر و أنا معه فنعس و هو على راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل و الميلين حتى يقضي وطره من النوم و كذلك يصنع بي ابني هذا.

قال : قلت : جعلت فداك زدني، قال : انّي لأجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف، قلت : يا سيدي زدني، قال : هو صاحبك الذي سألت عنه فأقر له بحقّه، فقمت حتى قبلت رأسه و دعوت اللّه له.

قلت : جعلت فداك أخبر به أحدا؟ قال : نعم أهلك و ولدك و رفقاؤك، و كان معي أهلي و ولدي و يونس بن ظبيان من رفقائي فلمّا أخبرتهم حمدوا اللّه على ذلك كثيرا، و قال يونس : لا و اللّه حتى أسمع ذلك منه، و كان فيه عجلة فخرج و اتبعته فلمّا انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد اللّه (عليه السلام) قد سبقني و قال : الأمر كما قال لك الفيض، قال : سمعت و أطعت‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.