المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

إجراءات رفع الطعن في القرار (الدعوى الإدارية)
23-9-2018
طه باقر
14-8-2020
المسار الكسوفي ودائرة البروج
2023-08-29
دور الأب والأم في التأثير على الطفل
2023-04-09
عموم وجوب التوبة
21-7-2016
Grammatical categories
2023-12-19


ذكر طرف مما ظهر منه من المعجزات  
  
3252   03:28 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص520-529.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / مناقب الإمام الصادق (عليه السلام) /

روي من آيات الله الظاهرة على يده والمعجزات المؤيّدة له ، الدالّة على بطلان قول من ادّعى الإمامة لغيره كثيرة، نحن نذكر منها ما اشتهرت به الرواية فمن ذلك : ما رواه محمد بن أحمد بن يحيى في كتاب نوادر الحكمة بإسناده ،عن عائذ بن نباتة الأحمسيّ قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام ) وأنا اُريد أن أسأله عن صلاة الليل ونسيت ، فقلت : السلام عليك يا ابن رسول الله ؛ فقال : أجل والله أنا ولده ، وما نحن بذي قرابة، من أتي الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يُسئل عمّا سوى ذلك  فاكتفيت بذلك .

وعنه ، بإسناده ، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن مهزم قال : كنّا نزولاً بالمدينة ، وكانت جارية لصاحب المنزل تعجبني ، وإنّي أتيت الباب فاستفتحت ففتحت الجارية فغمزت ثديها، فلمّا كان من الغد دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام ) فقال لي : يا مهزم ، أين كان أقصى أثرك اليوم؟ فقلت له : ما برحت المسجد.

فقال (عليه السلام ) : أما تعلم أنّ أمرنا هذا لا ينال إلا بالورع.

وروى غيره عن أبي بصير قال : دخلت المدينة وكانت معي جويرة لي فأصبت منها ، ثمّ خرجت إلى الحمّام فلقيت أصحابنا الشيعة وهم متوجّهون إلى أبي عبدالله (عليه السلام ) ، فخفت أن يسبقوني ويفوتني الدخول عليه ،فمشيت معهم حتّى دخلت الدار معهم ، فلمّا مثلت بين يدي أبي عبدالله (عليه السلام ) نظر إليّ ثمّ قال لي : يا أبا بصير، أما علمت أنّ بيوت الأنبياء وأولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب ؟ فاستحييت وقلت : يا ابن رسول الله إنّي لقيت أصحابنا فخفت أن يفوتني الدخول معهم ولن أعود إلى مثلها ، وخرجت .

ومن كتاب نوادر الحكمة : عن محمد بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال : دخل شعيب العقرقوفي على أبي عبدالله (عليه السلام ) ومعه صرّة فيها دنانير فوضعها بين يديه ، فقال له أبو عبدالله (عليه السلام ) : أزكاة أم صلة ؟ فسكت ثمّ قال : زكاة وصلة.

قال : فلا حاجة لنا في الزكاة .

قال : فقبض أبو عبدالله (عليه السلام ) قبضة فدفعها إليه ، فلمّا خرج قال أبو بصير : قلت له : كم كانت الزكاة من هذه ؟ قال : بقدر ما أعطاني ، والله لم يزد حبّة ولم ينقص حبّة.

وعن عثمان بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبدالحميد قاِل : خرجت إلى قبا لأشتري نخلاً فلقيته وقد دخل المدينة فقال : أين تريد؟ فقلت : لعلّنا نشتري نخلاً.

فقال : أوقد أمنتم الجراد؟.

فقلت : لا والله لا أشتري نخلة، فوالله ما لبثنا إلاّ خمساً حتّى جاء من الجراد ما لم يترك في النخل حملاً.

عن علي بن الحكم ، عن عروة بن موسى الجعفي قال : قال لنا يوماً ونحن نتحدّث : الساعة انفقأت عين هشام في قبره  .

قلنا: ومتى مات ؟قال : اليوم الثالث.

قال : فحسبنا موته وسألنا عنه فكان كذلك .

وعن أحمد بن محمد، عن محمد بن فضيل ، عن شهاب بن عبدربه قال : قال لي أبو عبدالله (عليه السلام ) : كيف أنت إذا نعاني إليك محمد بن سليمان ؟.

قال : فلا والله ما عرفت محمد بن سليمان ، ولا علمت من هو؟ قال : ثمّ كثر مالي وعرضت تجارتي بالكوفة والبصرة، فإني يوماً بالبصرة عند محمد ابن سليمان وهو والي البصرة إذ ألقى إليّ كتاباً وقال لي : يا شهاب ، أعظم الله أجرك وأجرنا في إمامك جعفر بن محمد، قال : فذكرت الكلام فخنقتني العبرة، فخرجت فأتيت منزلي وجعلت أبكي على أبي عبدالله (عليه السلام )  .

وروىَ عليّ بن إِسماعيل بن عمّار، عن إِسحاق بن عمّار قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) إنّ لنا أموالاً ونحن نعامل الناس ، وأخاف إن حدث حدث أن تفرّق أموالنا .

قال : فقال : اجمع مالك في كلّ شهر ربيع  .

قال عليّ بن إسماعيل : فمات إسحاق في شهر ربيع.

وأحمد بن قابوس ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله (عليه السلام ) قال : دخل عليه قوم من أهل خراسان فقال ابتداء من غير مسألة : من جمع مالاً من مهاوش أذهبه الله في نهابر.

فقالوا له : جعلنا الله فداك لا نفهم هذا الكلام .

فقال (عليه السلام ) : از باد آيد به دم بشود .

وروي : أنّ داود بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس قتل المعلّى بن خنيس مولى الصادق (عليه السلام ) وأخذ ماله ، فدخل عليه وهو يجرّ رداءه فقال له : قتلت مولاي وأخذت ماله ، أما علمت أنّ الرجل ينام على الثكل ولا ينام على الحرب ، أما والله لأدعونّ الله عليك  .

فقال له داود : تهددنا بدعائك كالمستهزئ بقوله .

فرجع أبو عبدالله (عليه السلام ) إلى داره ، ولم يزل ليله كلّه قائماً وقاعداً حتّى إذا كان السحر سُمع وهو يقول في مناجاته : يا ذا القوّة القولّة، ويا ذا المحال الشديد، ويا ذا العزّة التي كلّ خلقك لها ذليل اكفني هذا الطاغية ، وانتقم لي منه.

فما كان إلاّ ساعة حتّى ارتفعت الأصوات بالصّياح وقيل : قد مات داود ابن عليّ الساعة. واشتهر في الرواية : أن المنصور أمر الربيع بإحضار أبي عبدالله (عليه السلام ) ، فاحضره ، فلمّا بصر به قال : قتلني الله إن لم أقتلك ، أتلحد في سلطاني وتبغيني الغوائل ؟ فقال له أبو عبدالله (عليه السلام ) : والله ما فعلت ولا أردت ، فإن كان بلغك فمن كاذب ، ولو كنت فعلت لقد ظُلم يوسف فغفر وابتُلي أيّوب فصبر واُعطي سليمان فشكر، فهؤلاء أنبياء الله تعالى وإليهم يرجع نسبك.

فقال له المنصور: أجل ارتفع هاهنا، فارتفع فقال له : ان فلان بن فلان أخبرني عنك بما ذكرت. فقال : أحضره يا أمير المؤمنين ليواقفني على ذلك.

خف أحضر الرجل المذكور، فقال له المنصور: أنت سمعت ما حكيت عن جعفر؟. قال : نعم. قال له أبو عبدالله (عليه السلام ) : فاستحلفه على ذلك.

فقال له المنصور : أتحلف ؟قال : نعم .

 فابتدأ باليمين .

فقال أبو عبدالله : دعني يا أمير المؤمنين اُحلِّفه أنا.

فقال له : افعل .

فقال أبو عبدالله (عليه السلام ) للساعي : قل : برئت من حول اللهّ وقوّته والتجأت إلى حولي وقوّتي لقد فعل كذا وكذا جعفر.

فامتنع منها هنيهة ثمّ حلف بها، فما برح حتّى اضطرب برجله ، فقال أبو جعفر: جرّوا برجله ، فأخرجوه لعنه الله.

قال الربيع : وكنت رأيت جعفر بن محمد (عليه السلام ) حين دخل على المنصور يحرّك شفتيه ، فكلّما حرّكهما سكن غضب المنصور حتّى أدناه منه ورضي عنه ، فلمّا خرج أبو عبدالله (عليه السلام ) من عند أبي جعفر اتبعته فقلت له : إنّ هذا الرجل كان أشدّ الناس غضباً عليك ، فلمّا دخلت عليه وحرّكت شفتيك سكن غضبه ، فبأيّ شيء كنت تحركهما؟ قال : بدعاء جدّي الحسين بن عليّ (عليهما السلام ). فقلت : جعلت فداك ، وما هذا الدعاء؟ قال : يا عدّتي عند شدّتي ، ويا غوثي عند كربتي ، احرسني بعينك التي لا تنام ، واكفني بركنك الذي لا يرام.

قال الربيع : فحفظت هذا الدعاء، فما نزلت بي شدّة قطّ فدعوت بها لاّ فرّج الله عنّي . قال : وقلت لجعفر بن محمد: لم منعت الساعي أن يحلف بالله تعالى؟ قال : كرهت أن يراه الله تعالى يوحّده ويمجّده فيحلم عنه ويؤخّر عقوبته ، فاستحلفته بما سمعت فاخذه الله أخذة رابية.

وأمثال ما ذكرناه من الأخبار في آياته ودلالته وإخباره بالغيوب كثيرة يطول تعداده فمن ذلك : ما أورده أبو الفرج عليّ بن الحسين الاصفهاني في كتاب (مقاتل الطالبيّين ) : ورواه بالأسانيد المتّصلة عن رجاله : أنّ جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء، منهم : إبراهيم بن محمد بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس ، وأبو جعفر المنصور، وصالح بن عليّ ، وعبدالله بن الحسن بن الحسن وابناه محمد وإبراهيم ، فحمد الله واثنى عليه ثمّ قال : قد علمتم أنّ ابني هذا هو المهدي ، فهلمّ نبايعه ، فقال أبو جعفر: لأي شيء تخدعون أنفسكم ، والله لقد علمتم ما الناس إلى أحد أصوَر أعناقاً ولا أسرع إجابة منهم إلى هذا الفتى يريد به محمد بن عبدالله .

فبايعوا محمداً جميعاً ومسحوا على يده .

وأرسل إلى جعفر بن محمد بن عليّ الصادق (عليهم السلام) فجاء وأوسع له عبدالله بن الحسن إلى جنبه ثمّ تكلّم بمثل كلامه فقال جعفر : لا تفعلوا ، فإنّ هذا الأمر لم يأت بعد ، إن كنت ترى يعني عبدالله أنّ ابنك هذا هو المهديّ فليس به ، ولا هذا أوانه ، وإن كنت إنّما تريد أن تخرجه غضباً لله وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فإنا والله لا ندعك وأنت شيخنا ونبايع ابنك في هذا الأمر.

فغضب عبدالله وقال : لقد علمت خلاف ما تقول ، ووالله ما اطلعك الله على غيبه ولكنّه يحملك على هذا الحسد لابني .

فقال : والله ما ذاك يحملني ، ولكن هذا وإخوته وابناؤهم دونكم وضرب بيده على ظهر أبي العبّاس ، ثمّ ضرب بيده على كتف عبدالله بن الحسن وقال : إنّها والله ما هي إليك ولا إلى ابنيك ولكنها لهم ، وإنّ ابنيك لمقتولان ثمّ نهض وتوكّأ على يد عبدالعزيز بن عمران الزهريّ فقال : أرأيت صاحب الرداء الأصفر؟ يعني أبا جعفر.

فقال له : نعم .

فقال : أنّا والله نجده يقتله  .

قال له عبدالعزيز: أيقتل محمداً؟ قال : نعم.

قال : فقلت في نفسي : حسده وربّ الكعبة، قال : ثم والله ما خرجت من الدنيا حتّى رأيته قتلهما. قال : فلمّا قال جعفر ذلك نهض القوم فافترقوا وتبعه عبدالصمد وأبو جعفر فقالا : يا ابا عبدالله أتقول هذا؟ قال : نعم ، أقر له والله وأعلمه.

قال أبو الفرج : وحدّثني علي بن العبّاس قال : أخبرنا بكار بن أحمد قال : حدّثنا الحسن بن الحسين ، عن عنبسة بن بجاد العابد قال : كان جعفر ابن محمد إذا رأى محمد بن عبدالله تغرغرت عيناه وقال : بنفسي هو، إنّ الناس ليقولون فيه إنّه المهديّ وإنّه لمقتول ، ليس في كتاب عليّ من خلفاء هذه الاُمّة.

ومن ذلك : ما رواه صاحب كتاب (نوادر الحكمة) : عن أحمد بن أبي عبداللهّ ، عن أبي محمد الحميري ، عن الوليد بن العلاء بن سيابة، عن زكار ابن أبي زكار الواسطي قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام ) إذ أقبل رجل فسلّم ثمّ قبّل رأس أبي عبدالله (عليه السلام ) قال : فمسّ أبو عبدالله ثيابه وقال : ما رأيت كاليوم ثياباً أشدّ بياضاً ولا أحسن منها.

فقال : جعلت فداك ، هذه ثياب بلادنا وجئتك منها بخير من هذه.

قال : فقال : يا معتّب اقبضها منه.

ثمّ خرج الرجل فقال أبو عبدالله (عليه السلام ) : صدق الوصف وقرب الوقت ، هذا صاحب الرايات السود الذي يأتي بها من خراسان  ثمّ قال : يا معتّب ، ألحقه فسله ما اسمه ؟ ثمّ قال لي : إن كان عبدالرحمن فهو والله هو.

قال : فرجع معتب فقال : قال : اسمي عبدالرحمن .

قال زكار بن أبي زكار: فمكثت زماناً، فلمّا ولي ولد العبّاس نظرت إليه وهو يعطي الجند فقلت لأصحابه : من هذا الرجل ؟ فقالوا : هذا عبد الرحمن ، أبو مسلم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.