أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2016
2317
التاريخ: 17-2-2022
2359
التاريخ: 1-6-2016
6694
التاريخ: 23-2-2022
1679
|
يصف الشيخ الرئيس ابن سينا (980-1037م)، في كتابه الطبيعيات: الفن الخامس من الطبيعيات «المعادن والآثار العلوية» من موسوعة «الشفاء» حادثة سقوط نيزك كبير في هذه السنة، على منطقة «جوزجانان» [جورجان - جوزجان - جرجان] التي تقع الآن ضمن حدود أفغانستان؛ إذ يذكر: 61 «وقد صح عندي بالتواتر ما كان ببلاد جوزجان، في زماننا هذا الذي أدركناه، من أمر جديد لعله يزن مائة وخمسين مَنَّا. نزل من الهواء فنقر في الأرض، ثم نبا نَبُوةً أو نبوتين نَبو الكرة التي ترمي بها الحائط، ثم عاد فنشب في الأرض. وسمع الناس لذلك صوتًا عظيمًا هائلًا. فتعذر نقله لثقله، فحاولوا كسر قطعة منه، فما كانت الآلات تعمل فيه إلا بجهد وحكي أن جملة ذلك كان ملتئما من أجزاء جاورسية صغار مستديرة التصق بعضها ببعض.» ويلمس البيروني، الذي عاصر الحدث، الموضوع في كتابه «الجماهر في معرفة الجواهر»، أثناء وصفه للحديد ضمن الفلزات الأخرى التي عرض لها، ويقدم فرضية مخالفة لابن سينا عن أصل المواد الصلبة التي تسقط أثناء ما كان يطلق عليه الكتاب القدامى «الصواعق»؛ إذ عاد لما كان يتصوره الفلاسفة القدماء من أن هذه المواد إما مقذوفات من باطن الأرض، أو هي منقولات من على سطحها، كما يحدث في حالة الأعاصير الشديدة التي تكتسح في طريقها الأحجار ثم تلقى بها في مواقع أخرى، كما يؤكد أن حديد النيزك لم يكن جيدًا؛ إذ يقول: 62 «... فليس إلا الريح التي مع الرعود والبروق والصواعق وهي سببها تحمل الفلزات من مواضع أخر؛ إما من ظهر الأرض وإما مرمية بالمردغات من بطنها – يشهد له الحديد الواقع منذ سنين بالجوزجان إذ كان أنجراً بحريًّا على ما شهد أحد المحصلين فيه من مشابهة بعد تغير شكله بما غشيه من الإحماء في قوة الرمي ولم يكن جوهره بجيد؛ إذ ليس تختار الأناجر من أجود الحديد فإن الغرض فيه الثقل فقط.» ويقدم ابن إياس في كتابه «بدائع الزهور في وقائع الدهور» وصفًا للحدث في معرض حديثه عن فَحْص حجر صاعقة غير حقيقية ضمن أحداث سنة 916هـ: 63 «... ومما حكى عن أمر الصاعقة الحقيقة أنه في سنة ست وتسعين وثلاثمائة (هـ) وقعت صاعقة عظيمة بجرجان، فرجت لها الأرض وسقطت من هولها الحوامل، فخرج الناس إلى مكان سقطت فيه، فوجدوها قد ساخت في الأرض على قدر قامة، فنبشوا عليها فوجدوها قد بقيت قطعة حديد قدر مائة وخمسين مَنَّا [المن وحدة وزن قديمة، تختلف باختلاف البلدان، وربما يقدر الوزن بحوالي 280 كجم أو أكثر]، وهي أجزاء جاورسية صغار مستديرة قد التصق بعضها ببعض، فسمع بذلك السلطان محمود بن سبكتكين صاحب خراسان وهو أول من تلقَّب بالسلطان، فكتب إلى عامل جورجان بنقل هذه القطعة الحديد، فتعذر عليهم نقلها، فحاولوا كسر قطعة منها فلم تعمل فيها الآلات، فعولج كسر قطعة منها بعد جهد كبير فحملت إليه، فرام أن يصنع منها سيفًا له فتعذر ذلك ولم يتم له ما أراد.» وعدم القدرة على تشكيل سيف منها، يعني أنها لم تكن حديدا خالصًا، مما يؤكد أن النيزك كان حديديا - حجريًّا، ولم يكن نيزكا حديديا. 64 ويذكر القزويني – أثناء حديثه عن تكون الأحجار من انعقاد الهواء بالبرودة في إشارة لسقوط الأحجار الصلبة من الجو – هذا الحدث: 65 «وحكى الشيخ الرئيس أيضًا أن في زمانه وقع من الهواء بأرض جورجابان جسمٌ كقطعة حديد في قدر خمسين منا كحبات الجاورس المنضمة، فما كان يتناثر من الحديد والجواهر المعدنية كثيرة لا يعرف الإنسان منها إلا القليل. وهذا الوصف ينطبق على نيازك البالاسيت التي تحتوي مع الحديد على معدن الأوليفين (الزبرجد).
______________________________________________
هوامش
(61) ابن سينا، أبو علي حسني بن عبد الله، ابن سينا: الشفاء: الطبيعيات – المعادن والآثار العلوية، تحقيق د. محمود قاسم، گل وردى طهران، إيران، 2012م، ص5-6.
(62) البيروني، أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، الجماهر في معرفة الجواهر، تحقيق: يوسف الهادي، شركة النشر العلمي والثقافي، طهران، إيران، الطبعة الأولى، 1995، ص.407
(63) ابن إياس، محمد بن أحمد بن إياس الحنفي، بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحقيق: محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1984، ج 4، ص204-205.
(64) القزويني، زكريا بن محمد القزويني، عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 2000 ص178.
(65) القزويني، زكريا بن محمد القزويني، عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 2000 ص178.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|