أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
1442
التاريخ: 1-12-2016
2225
التاريخ: 30-8-2019
1212
التاريخ: 28-1-2020
1288
|
مع معرفة سعد بفضل علي عليه السلام فقد كان يكرهه، لأنه قتل من أخواله في بدر! فقد جعله عمر أحد أعضاء الشورى، الذين عيَّنهم ليختاروا خليفته منهم، وأعطى حق النقض لعبد الرحمن بن عوف. (الإستيعاب:2/606).
فوصفهم علي عليه السلام بقوله كما في نهج البلاغة (1/35): «حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم! فيا لله وللشورى، متى اعترض الريب في مع الأول منهم، حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر! لكني أسْفَفْتُ إذ أسفوا، وطِرْتُ إذ طاروا، فصغى رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره ، مع هن وهن » !
قال الشريف المرتضى في رسائله (2/111): «أراد المائل إلى صهره عبد الرحمن بن عوف الزهري، فإنه كان بينه وبين عثمان مصاهرة معروفة، فعقد له الأمر ومال إليه بالمصاهرة. والذي مال إليه لضغنه إنما هو سعد بن أبي وقاص الزهري، فإنه كان منحرفاً عن أمير المؤمنين عليه السلام وهو أحد من قعد عن بيعته في وقت ولايته».
امتنع سعد عن بيعة علي عليه السلام ونصرته، فتركه علي عليه السلام ولم يجبره على البيعة. وكان سعد يتقرب اليه ليوليه فلم يوله وأخبره أن ابنه عمر سيقتل الحسين عليه السلام! «كان عليه السلام يخطب الناس وقال: سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله ما تسألوني عن شئ مضى ولا شئ يكون إلا نبأتكم به. قال فقام إليه سعد بن أبي وقاص وقال: يا أمير المؤمنين: أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة؟ فقال له: والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنك ستسألني عنها! وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس! وإن في بيتك لسخلاً يقتل الحسين ابني! وعمر يومئذ يدرج بين يدي أبيه». (أمالي الصدوق/ 196).
أدان سعد سب معاوية لعلي عليه السلام، وشهد ببعض أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) فيه وحديثه مشهور في صحيح مسلم (7/120) وغيره: « أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه، فقال له على: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان! فقال له رسول الله: أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال فتطاولنا لها فقال: أدعوا لي علياً فأتى به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه . ولما نزلت هذه الآية: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ، دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً (عليهم السلام)، فقال: اللهم هؤلاء أهلي».
وروى في مروج الذهب (1/354) عن ابن عائشة وغيره، أن سعداً لما قال هذه المقالة لمعاوية ونهض ليقوم، ضرَطَ له معاوية (أي سخر به بصوت من فمه) وقال له: «أقعد حتى تسمع جواب ما قلت: ما كُنْتَ عندي قَطُّ ألأم منك الآن فهلا نصرته، ولمَ قعدت عن بيعته؟ فإني لو سمعت من النبي مثل الذي سمعت فيه، لكنت خادماً لعلي ما عشت! فقال سعد: واللّه إني لأحق بموضعك منك! فقال معاوية: يأبى عليك ذلك بنو عذرة! وكان سعد فيما يقال لرجل من بني عذرة».
وفي تاريخ دمشق:20/360: عن المديني قال: «حج معاوية بن أبي سفيان فمر بالمدينة فجلس في مجلس فيه سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، فالتفت إلى عبد الله بن عباس فقال: يا أبا عباس إنك لم تعرف حقنا من باطل غيرنا، فكنت علينا ولم تكن معنا، وأنا ابن عم المقتول ظلماً يعني عثمان بن عفان وكنت أحق بهذا الأمر من غيري! فقال ابن عباس: اللهم إن كان هكذا فهذا وأومأ إلى ابن عمر أحق بها منك، لأن أباه قتل قبل ابن عمك! فقال معاوية: ولا سواء، إن أبا هذا قتله المشركون وابن عمي قتله المسلمون. فقال ابن عباس: هذا والله أبعد لك، وأدحض لحجتك !
فتركه وأقبل على سعد فقال: يا أبا إسحاق أنت الذي لم تعرف حقنا وجلس فلم تكن معنا ولا علينا! قال فقال سعد: إني رأيت الدنيا قد أظلمت فقلت لبعيري إخ فأنختها حتى انكشفت، قال فقال معاوية: لقد قرأت ما بين اللوحين ما قرأت في كتاب الله عز وجل إخ ! قال فقال سعد: أما إذا أبيت فإني سمعت رسول الله يقول لعلي: أنت مع الحق والحق معك حيث ما دار! قال فقال معاوية: لتأتيني على هذا ببينة ! قال فقال سعد: هذه أم سلمة تشهد على رسول الله. فقاموا جميعاً فدخلوا على أم سلمة فقالوا: يا أم المؤمنين إن الأكاذيب قد كثرت على رسول الله، وهذا سعد يذكر عن النبي ما لم نسمعه أنه قال يعني لعلي: أنت مع الحق والحق معك حيث ما دار. فقالت أم سلمة: في بيتي هذا قال رسول الله لعلي! قال فقال معاوية لسعد: يا أبا إسحاق ما كنت ألومك الآن إذ سمعت هذا مع من رسول الله وجلست عن علي! لو سمعت هذا من رسول الله لكنت خادماً لعلي حتى أموت» !
وأورده ابن كثير في النهاية:8/84 ، وضعفه على تردد بدون ذكر السبب ! إلا ما تربى عليه من بغض علي عليه السلام قال: «وفي إسناد هذا ضعف والله أعلم» !
أقول: هذا الحوار بين سعد ومعاوية يكفي لكشف شخصيتيهما، فمعاوية يقول له: لماذا أنت لئيم متناقض، تشهد لعلي بما شهدت به ثم لا تبايعه ولا تنصره، فلو أني سمعت من النبي (صلى الله عليه وآله) ما سمعته أنت فيه لكنت خادماً له كل حياتي! أي أن الحجة تامة على سعد بما رواه، فيجب عليه طاعة علي عليه السلام !
وكان ينبغي لسعد أن يعترف بتناقضه ويقول لمعاوية: والحجة عليك أيضاً تامة بما رويت لك عن النبي (صلى الله عليه وآله)، فلماذا خرجت على عليٍّ وحاربته؟
لكنه اختار الجواب من زاوية أخرى فقال له: أنا وأنت ظلمنا علياً من أجل الخلافة وخالفنا منطق النبوة واخترنا منطق قريش القبلي، وأنا بها المنطق أحق بها منك لأني أحد أعضاء الشورى الذين رشحهم عمر زعيم قريش للخلافة!
فأجابه معاوية إجابة قاصعة فطعن في نسبه وقال له: يأبى عليك أنك من بني عذرة ولست قرشياً من بني زهرة كما تدعي!
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|