أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2016
3577
التاريخ: 12-8-2016
2973
التاريخ: 13/11/2022
1297
التاريخ: 19/11/2022
1184
|
اعتلى يزيد بن عبد الملك سدة الحكم بعد موت عمر بن عبد العزيز، وكان رجلاً ماجناً وعابثاً واهلاً للّهو والشرب، ولم يكن ملتزماً بأي مبدأ من المبادئ الأخلاقية والدينية.
ومن هنا كانت أيام حكمه من أحلك الأيام وأظلم أيام الحكم الأموي، لم يحدث في عهده أي فتح وانتصار، ولا أي حدث بارز في المجتمع الإسلامي.
وحينما عهد إليه بولاية العهد في خلافة عمر بن عبد العزيز كان قد أخفى ماهيته ووجهه الحقيقي خلف مظهر خادع، ولفت من خلال ذلك الرأي العام نحوه، ولهذا واجهت حكومته في البداية ترحيباً من قبل الناس خاصة انّه أعلن في بداية تقلّده الحكم انّه سيسير بسيرة الخليفة السابق.
وقد كان هذا الوعد للناس الذين ذاقوا طعم تطبيق العدالة وحلاوته في عهد عمر بن عبد العزيز و لو بشكل نسبي وفي فترة قصيرة أمراً يبعث على التفاؤل والأمل، ولكن سرعان ما تبدّل هذا الأمل إلى يأس وتشاؤم، لأنّه بعد أن مضت أيام قليلة من حكمه عدل عن سيرته وذهبت جميع الوعود أدراج الرياح ؛ ولأجل التغطية على انحرافاته ولأجل أن ينزّه نفسه عن أية معصية أتى بأربعين شيخاً ليشهدوا بأنّه منزّه عن الذنوب، وانّه ما على الخلفاء حساب ولا عذاب.
والمؤكد انّ شهادة هؤلاء لم يكن أمراً بسيطاً، بل كان جزءاً من سياسة بني أمية المضللة لتثبيت حكمهم، لأنّهم ولأجل ضمان تحقيق أهدافهم السياسية أوجدوا حركة فكرية كالمرجئة التي كانت تمارس نشاطاتها تحت غطاء الدين لترسيخ أركان الحكم الأموي.
وكانت هذه النوعية من الفرق التي وظّفها الحكم الأموي تبرر الأعمال اللاإسلامية التي يقوم بها الحكام الأمويون من خلال تنظيراتهم وتفسيراتهم الدينية.
ويقول ابن قتيبة الدينوري : وكان يزيد قبل ولايته محبوباً في قريش بجميل مأخذه في نفسه وهديه وتواضعه وقصده، وكان الناس لا يشكّون إذا صار إليه الأمر أن يسير بسيرة عمر لما ظهر منه، فلمّا صارت إليه الخلافة حال عما كان يظن به، وسار بسيرة الوليد أخيه واحتذى على مثاله، فعظم ذلك على الناس حتى همّوا بخلعه، وجاءهم بذلك قوم من أشراف قريش وخيار بني أُمية وكانت قلوبهم قد سكنت إلى هدي عمر، واطمأنّت إلى عدله بعد النفار والإنكار لسيرته وعاد ذلك من قلوبهم إلى الرضا بأمر والقنوع بقصده عليهم وتقصيره في إدراك المطامع والعطايا عليهم واتهم منهم بالخلع والخروج; فأخذهم عمه محمد بن مروان بن الحكم فأسكنهم السجن عشرين شهراً، ثمّ دس لهم السم فماتوا جميعاً، وأقصى من سائر قريش ثلاثين رجلاً بعد أن أغرمهم مائة ألف ألف، وباع عقر أموالهم ورباعهم، وحمل العذاب عليهم والنكال حتى أصارهم عالة يتكفّفون الناس متفرقين في كور الشام وآفاق البلاد، وصلب من الناس جملة ممن ألف هؤلاء القوم واتّهم بمصانعتهم ومصاحبتهم.
كان الحكام الأمويون في السابق يقضون أوقات فراغهم بالإصغاء إلى قصص وأخبار معارك الشجعان من العرب القدماء والقصائد الشعرية، غير انّه وفي عهد اللاحقين منهم ويزيد بن عبد الملك أيضاً أخذ الغناء مكان القصائد الشعرية، وأصبح هو البديل لقصائد الشعراء الحماسية وأخبار العرب في مجالس سمر البلاط الليلية.
وكان هشام بخيلاً، حسوداً، فظاً غليظاً، ظلوماً، شديد القسوة، بعيد الرحمة، طويل اللسان ويجمع الأموال ويعمر الأرض، وفي أيّامه عمل الخز والقطف، فسلك الناس جميعاً في أيّامه مذهبه، ومنعوا ما في أيديهم، فقل الافضال وانقطع الرفد، ولم ير زمان أصعب من زمانه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|