المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



دلائل الباقر (عليه السلام) لجابر الجعفي  
  
5041   04:21 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص129-131.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / مناقب الإمام الباقر (عليه السلام) /

روي في البحار عن الكافي عن النعمان بن بشير، قال : كنت مزاملا لجابر بن يزيد الجعفي فلمّا أن كنّا بالمدينة دخل على أبي جعفر (عليه السلام) فودّعه و خرج من عنده و هو مسرور حتى وردنا الأخيرجة  أول منزل تعدل من فيد الى المدينة، يوم الجمعة فصلّينا الزوال، فلمّا نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال آدم‏  معه كتاب فناوله فقبّله و وضعه على عينيه، و إذا هو من محمد بن عليّ (عليه السلام) الى جابر بن يزيد و عليه طين أسود رطب.

فقال له : متى عهدك بسيدي؟ فقال : الساعة، فقال له : قبل الصلاة أو بعد الصلاة؟ فقال : بعد الصلاة، قال : ففكّ الخاتم و أقبل يقرأه و يقبض وجهه حتى أتى على آخره، ثم أمسك الكتاب فما رأيته ضاحكا و لا مسرورا حتى وافى الكوفة ؛ فلمّا وافينا الكوفة ليلا بتّ ليلتي، فلمّا أصبحت اتيته إعظاما له، فوجدته قد خرج عليّ و في عنقه كعاب‏  قد علّقها و قد ركب قصبة و هو يقول : أجد منصور بن جمهور أميرا غير مأمور، و أبياتا من نحو هذا، فنظر في وجهي و نظرت في وجهه فلم يقل لي شيئا و لم أقل له، و أقبلت أبكي لما رأيته و اجتمع عليّ و عليه الصبيان و الناس و جاء حتى دخل الرحبة و أقبل يدور مع الصبيان و الناس يقولون : جنّ جابر بن يزيد.

فو اللّه ما مضت الأيام حتى ورد كتاب هشام بن عبد الملك الى واليه أن انظر رجلا يقال له جابر بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه و ابعث إليّ برأسه، فالتفت الى جلسائه فقال لهم : من جابر بن يزيد الجعفي؟ قالوا : اصلحك اللّه كان رجلا له علم و فضل و حديث و حجّ فجنّ و هو ذا في الرحبة مع الصبيان يلعب على القصب، فقال : الحمد للّه الذي عافاني من قتله.

قال الراوي : و لم تمض الأيام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة و صنع ما كان يقول جابر.

و لا يخفى انّ منصور بن جمهور تولّى المدينة سنة 126 هـ من قبل يزيد بن الوليد الأموي بعد عزل يوسف بن عمر عنها، و بعد سنتين من وفاة الامام الباقر (عليه السلام) و يمكن أن يكون إخبار جابر (رحمه اللّه) عن وقائع الكوفة الآتية بما سمعه من الامام محمد الباقر (عليه السلام).

يقول المؤلف : إن جابر بن يزيد من كبار التابعين و حامل اسرار علوم اهل البيت (عليهم السّلام) و كانت تظهر منه بعض الاحيان معاجز لا تطيقها عقول الناس فلذا نسبوه الى الاختلاط و الّا فالروايات في مدحه كثيرة بل في رجال الكشي انّه انتهى علم الائمة (عليهم السّلام) الى أربعة نفر : أولهم سلمان الفارسي، و الثاني : جابر، و الثالث : السيد  أي السيد الحميري و الرابع : يونس بن‏ عبد الرحمن‏ .

و المراد من جابر هو جابر بن يزيد الجعفي و لم يكن المراد جابر الانصاري بتصريح العلماء، و عدّه ابن شهرآشوب و الكفعمي باب علم الامام محمد الباقر (عليه السلام) و الظاهر انّ المراد من العلوم، علومهم و أسرارهم سلام اللّه عليهم، و روى الحسين بن حمدان الحضيني عن الصادق (عليه السلام) قال : إنمّا سمي جابرا لانّه جبر المؤمنين بعلمه و هو بحر لا ينزح و هو الباب في دهره و الحجة على الخلق من حجة اللّه أبي جعفر محمد بن عليّ (عليهما السّلام)‏ .

قال القاضي نور اللّه في مجالس المؤمنين عند ترجمته : جابر بن يزيد الجعفي الكوفي، ورد ذكره في كتاب الخلاصة انّ الصادق (عليه السلام) ترحم عليه و قال : انّه يصدق علينا أي كلّ ما ينقله عنّا صحيح و صادق، و قال ابن الغضائري : انّ جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ثقة في نفسه و لكن جلّ من روى عنه ضعيف‏ .

 و روي في كتاب الشيخ أبو عمرو الكشي عن جابر انّه قال : دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) و أنا شاب، فقال : من أنت؟ قلت : من أهل الكوفة، قال : ممن؟ قلت : من جعفي، قال : ما أقدمك الى هاهنا، قلت : طلب العلم، قال : ممن؟ قلت : منك، قال : فاذا سألك أحد من أين أنت فقل من أهل المدينة.

قال : قلت : أسألك قبل كلّ شي‏ء عن هذا، أ يحلّ لي أن أكذب؟ قال : ليس هذا بكذب، من كان في مدينة فهو من أهلها حتى يخرج، قال : و دفع إليّ كتابا و قال لي : إن أنت حدّثت به حتى تهلك بنو أمية فعليك لعنتي و لعنة آبائي و إذا أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني أميّة فعليك لعنتي و لعنة آبائي، ثم دفع إليّ كتابا آخر، ثم قال : و هاك هذا فان حدثت بشي‏ء منه أبدا فعليك لعنتي و لعنة آبائي.

و روي أيضا عن عبد الحميد بن أبي العلا قال : دخلت المسجد حين قتل الوليد من فراعنة بني أمية فاذا الناس مجتمعون، قال : فأتيتهم فاذا جابر الجعفي عليه عمامة خز حمراء و إذا هو يقول : حدثني وصيّ الأوصياء و وارث علم الأنبياء محمد بن عليّ (عليه السلام)

قال : فقال الناس لمّا رأوا جرأته : جنّ جابر، جنّ جابر.

 و روي أيضا عن جابر انّه قال : حدثني أبو جعفر (عليه السلام) بسبعين الف حديث لم أحدث بها أحدا قط، و لا أحدث بها أحدا أبدا، قال جابر : فقلت لأبي جعفر (عليه السلام)  : جعلت فداك انّك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سرّكم الذي لا أحدث به أحدا، فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون.

قال : يا جابر فاذا كان ذلك فاخرج الى الجبان فاحفر حفيرة و دل رأسك فيها ثم قل : حدّثني محمد بن عليّ بكذا و كذا.

يقول المؤلف : قال الحسين بن حمدان‏  : كان جابر قد جنّن نفسه، فركب القصب و طاف مع الصبيان حيث طلب للقتل، و كان فيما يدور إذ لقيه رجل في طريقه و كان الرجل قد حلف بطلاق امرأته في ليلته تلك انّه يسأل عن النساء اوّل من يلقاه، فاستقبله جابر، فسأله عن النساء.

فقال له جابر : النساء ثلاث، و هو راكب القصبة فمسكها الرجل، فقال له جابر : خلّ عن الجواد، فركض مع الصبيان، فقال الرجل : ما فهمت ما قال جابر، ثم لحق به فقال له : ما معنى النساء ثلاث؟ فقال جابر : واحدة لك و واحدة عليك و واحدة لا لك و لا عليك و قال له : خلّ عن الجواد.

فقال الرجل : ما فهمت قول جابر، فلحق به و قال : ما فهمت ما قلت، فقال له : امّا التي لك فالبكر و امّا التي عليك فالتي كان لها بعل و لها ولد منه، و التي لا لك و لا عليك فالثيّب التي‏ لا ولد عليها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.