المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Polylogarithm
13-8-2019
النسخ بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه واله)
18-11-2014
Central Nervous System (CNS) Disease
15-11-2020
أوجه تباين وافتراق‏ بين التفسير التجزيئي والتوحيدي
26-04-2015
   تود a.r.todd
15-2-2016
التفسير بالمأثور
24-04-2015


الولادة السعيدة للباقر واسمه وكناه  
  
3834   05:33 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص113-115.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / الولادة والنشأة /

انّه (عليه السلام) ولد يوم الاثنين في الثالث من صفر أو غرّة رجب سنة (57) هـ بالمدينة المنورة و كان (عليه السلام) حاضرا في وقعة الطف و عمره أربع سنين، امّه الماجدة فاطمة بنت الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) و قيل لها أمّ عبد اللّه، فأصبح (عليه السلام) ابن الخيرتين و علويا بين العلويين.

روي في دعوات الراوندي عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) انّه قال: كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار و سمعنا هدة شديدة فقالت بيدها: لا و حقّ المصطفى ما أذن اللّه لك في السقوط، فبقى معلقا حتى جازته، فتصدق عنها أبي (عليه السلام) بمائة دينار.

و ذكرها الصادق (عليه السلام) يوما فقال: كانت صدّيقة لم يدرك في آل الحسن (عليه السلام) امرأة مثلها .

و روى عن الامام الصادق (عليه السلام) باسانيد معتبرة انّه قال: الأوصياء إذا حملت بهم امهاتهم أصابها فترة شبه الغشية، فأقامت في ذلك يومها ذلك ثم ترى في منامها رجلا يبشرها بغلام، عليم، حليم، فتفرح لذلك، ثم تنتبه من نومها فتسمع من جانبها الايمن في جانب البيت صوتا يقول : حملت بخير و تصيرين الى خير و جئت بخير، أبشري بغلام حليم عليم و تجد خفّة في بدنها ثم لم تجد بعد ذلك امتناعا من جنبيها و بطنها فاذا كان لتسع من شهرها سمعت في البيت حسّا شديدا فاذا كانت الليلة التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه لا يراه غيرها الّا أبوه، فاذا ولدته قاعدا و تفتّحت له حتى يخرج متربّعا يستدير بعد وقوعه الى الأرض، فلا يخطئ القبلة حيث كانت بوجهه ثم يعطس ثلاثا يشير باصبعه بالتحميد و يقع‏ مسرورا  مختونا و رباعيتاه من فوق و أسفل و ناباه و ضاحكاه، و من بين يديه مثل سبيكة الذهب نور و يقيم يومه و ليلته تسيل يداه ذهبا .

 اسمه الشريف محمد، و كنيته أبو جعفر، و القابه الشريفة الباقر و الشاكر و الهادي، و أشهر القابه الباقر، و قد لقبه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) به كما ورد في رواية سفينة عن جابر بن عبد اللّه انّه قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) : يوشك أن تبقى حتى تلقى ولدا لي من الحسين (عليه السلام) يقال له : محمد، يبقر علم الدين بقرا فاذا لقيته فاقرأه منّي السلام‏ .

 و روى الشيخ الصدوق رحمه اللّه عن عمرو بن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: و لم سمّي الباقر باقرا ؟ قال: لانّه بقر العلم بقرا أي شقّه شقّا و أظهره إظهارا.

و لقد حدّثني جابر بن عبد اللّه الانصاري انّه سمع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول : يا جابر انّك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب المعروف في التوراة بباقر، فاذا لقيته فاقرأه منّي السلام، فلقيه جابر بن عبد اللّه الانصاري في بعض سكك المدينة، فقال له: يا غلام من أنت؟ قال : أنا محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.

 قال له جابر: يا بني أقبل فأقبل، ثم قال : أدبر فأدبر، فقال : شمائل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و ربّ الكعبة، ثم قال : يا بنيّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقرئك السلام، فقال: على رسول اللّه السلام ما دامت السماوات و الأرض و عليك يا جابر بما بلّغت السلام، فقال له جابر : يا باقر، يا باقر، أنت الباقر حقا أنت الذي تبقر العلم بقرا.

ثم كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلّمه، فربّما غلط جابر فيما يحدّث به عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فيردّ عليه و يذكره، فيقبل ذلك منه و يرجع الى قوله، و كان يقول : يا باقر، يا باقر، يا باقر، اشهد باللّه انّك قد أوتيت الحكم صبيّا .

و في تذكرة سبط ابن الجوزي: إنمّا سمّي الباقر من كثرة سجوده، بقر السجود جبهته، أي فتحها و وسعها، و قيل لغزارة علمه‏.

و قال ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة مع كثرة عناده و نصبه : أبو جعفر محمد الباقر سمّى بذلك من بقر الأرض أي شقّها و أثار مخبأتها و مكامنها فلذلك هو أظهر من مخبئات كنوز المعارف و حقائق الاحكام و اللطائف ما لا يخفى الّا على منطمس البصيرة أو فاسد الطويّة و السريرة، و من ثمّ قيل هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعه الخ .

و كان نقش خاتمه العزة للّه أو العزّة للّه جميعا و على رواية انّه كان يلبس خاتم جدّه الحسين (عليه السلام) و كان نقشه انّ اللّه بالغ أمره ؛ و روي غير هذا أيضا و لا منافاة بينها لإمكان تعدّد خواتيمه و لكل نقش مستقل.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.