أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2021
2046
التاريخ: 9-8-2020
1861
التاريخ: 17-7-2020
1916
التاريخ: 21-7-2020
1972
|
لا بد ان يضع المخرج الصحفي في اعتباره أن قارئ. الصحيفة غير قارئ الكتاب ، لأن الصحيفة تقرأ غالباً في ظروف غير مواتية لتيسير عملية القراءة . فهناك من يطلع على صحيفته في السيارة العامة أو اثناء تناول طعام الافطار أو في محطة السكك الحديدية ، وقد يكون الضوء غبر كاف للقراء . وقديما كانت الصحف تطبع بحروف كبيرة عندما كانت الأخبار تسلسلية والورق رخيصاً ، ثم تقعدت الأحوال بعد ذلك فارتفعت أسعار الورق وكثرت الأخبار بتقدم المواصلات والاعتراف بأهمية الصحافة ، فأخذت الصحف تستعمل الحروف الصغيرة للاقتصاد فبلغت بنط 5 في الصحف الأوروبية وبنط ٧ في الصحف العربية . ولكن تقدم البحوث الطبية والدراسات البصرية القى الضوء على مشكلات القراءة الصحفية وأثرها على العين . فمن الثابت أن الناس ينفقون من الوقت في القراءة اكثر مما ينفقون في الأكل مثلا ، وان الاخراج الصحفي الرديء قد يضر بالعين أبلغ الضرر .
وقد كان الناس يعتقدون قديماً أن القارئ ينتقل من كلمة الى أخرى حتى يستوعب السطر ثم يبدأ قراءة سطر آخر . ولكن الابحاث الحديثة اثبتت خطأ هذا الاعتقاد . والعينة لا تتحرك أثناء القراءة في خط مستقيم من كلمة الى أخرى ، وانما تتحرك في فقرات بينها وقفات . وفي كل فقرة يدرك القارئ وحدة فكرية لا وحدة لفظية . وكلما زادت الوقفات كان ذلك دليلا على تعثر القراءة . وفي بعض الأحوال يضطر القارئ الى الرجوع واعادة ما ترأه . ولا شك أن هذه الرجعات تدل كذلك على صعوبة القراءة ، فلا بد أذن من توفر الانقرائية وتيسير القراءة عن طريق تقليل الوقفات الى أدنى حد ممكن.
والعين الطبيعية لا تستوعب في النظرة الأولى الا سنتيمترين من الألفاظ تقريبا . ومعنى ذلك أنه اذا زاد طول السطر ، استلزم ذلك تحريك حدقة العين أو الرأس تحريكاً كثيرا قد يطول الى حد التعب والملل . ولذلك اجريت عدة تجارب لمعرفة أطوال الأسطر المناسبة للقراءة المريحة . ولا شك ان هناك علاقة وثيقة بين حجم الحروف وطول السطر . فكلها كبرت الحروف امكن اطالة السطر ، أما اذا كانت الحروف صغيرة فمن الواجب ان يكون السطر قصيراً .
ومما سبق يتضح ضرورة جميع حروف المقدمة التي تكون عادة من بنط ٢٤ أو بنط ١٨ أو بنط ١٢ على عمودين أو ثلاثة . أما صلب الخبر وهو عادة من بنط ٩ فيكفي ان يكون على عمود واحد ، ويحسن كذلك أن تجمع المواد التي يقرؤها غالبية الناس بحروف كبيرة نسبياً ، أما المواد التي يقرؤها القليل من الناس كنتائج سباق الخيل أو اسعار البورصة مثلا فمن الممكن أن تجمع بحروف صغيرة . ولكن لا ينبغي أن .بقف العامل الاقتصادي عائقاً في سبيل الانقرائية . وعلى المخرج الصحفي ان يختصر بعض التحقيقات المطولة والمواد المكررة والحشو وغير ذلك ، لكي يضمن أن الصفحات مريحة للنظر سهلة القراءة ، وذلك لأن القارئ غير ملزم بمتابعة ما يعرض عليه في الصحيفة ، اذا وجد صعوبة في القراءة فهو اذا لم يجد السبيل ميسراً أمامه لجأ الى صحيفة أخرى أو مجلة أو أي وسيلة من وسائل الاعلام كالإذاعة والتليفزيون .
ومن العوامل التي تساعد على يسر القراءة وجود فراغ أبيض بين الكلمات والسطور، ولكن الاسراف في استعمال هذه الفراغات مثله مثل ازدحام السطور والكلمات قد يتعب النظر ، ولا بد ان يستخدم الفراغ الأبيض بمهارة ، كأن يأتي مثلا في نهاية فقرة ذات معنى واحد او في آخر كل شهادة ترد في قضية من القضايا ، أما اذا استعمل البياض بعد سطر واحد مثلا فقد يؤدي الى التشويش على القارئ بإبهامه أن السطر يكون وحدة مستقلة .
ووجد أيضاً ان الفراغات البيضاء بين الاعمدة ضرورية للغاية ومريحة للنظر ، ويجب الا يقل جسم الجدول بني كل عمودين عن ستة أبناط وقد وصل عرض أجسام الجداول أيام الحرب العالمية الثانية الى أربعة أبناط بل والى بنطين أحيانا ، وذلك للاقتصاد في الورق وتكاليف الطباعة ، ولكن هذه السياسة خاطئة وتؤدي عادة الى عكس الغرض المنشود .
ويعتقد بعض الصحفيين أن الاسراف في استعمال الحروف ((السوداء)) يعين على يسر القراءة ، ولكن الابحاث العلمية اثبتت خطأ هذا الاعتقاد فلا ينبغي الاسراف في استعمال الحروف ((السوداء)) وبجب الاقتصاد في استعمالها على العناوين والمقدمات الاخبارية والعبارات المراد ابرازها فقط. مع الاكتفاء باستعمال الحروف ((البيضاء)) من صلب الخبر.
والعناوين الفرعية لا تساعد على ترتيب الأفكار فحسب ، بل تساعد أيضاً على تسهيل القراءة ، فهي تريح العين عند النظر الى الحروف من صورة فقرات منفصلة لا كتلة تماسك سوداء ، وينصح علماء ، الصحافة بوضع العناوين الفرعية بين كل مائتين أو ثلاثمائة حرف على الاكثر ويسرف يعض المخرجين الصحفيين في استعمال الحروف البيضاء على أرضية سوداء ، ظنا منهم أن هذه الطريقة تسهل عملية القراءة وتساعد على الابراز ولفت النظر ، ولكن التجارب العلمية اثبتت أن الحروف البيضاء على أرضية سوداء تتعب نظر القارئ خاصة اذا كثر استعمالها. والقراءة بهذه الطريقة أعسر من قراءة الحروف السوداء ، على الأرضية البيضاء . وفي آخر الاحصاءات أن سرعة قراءة الحروف السوداء ، على أرضية بيضاء تزيد 10.5% عن سرعة قراءة الحروف البيضاء على أرضية سوداء ، ولا بد ان يراعي الاعتدال في ذلك لأنها متعبة للنظر رغم فائدتها المحققة في لفت الانظار . وقد وجد أن اللون الأسود على أرضية الورق الأبيض هو أفضل الألوان بالنسبة لراحة العين ، وقد يكون السبب في ذلك هو تعود القراء عبر مئات السنين على قراءة الحروف السوداء المطبوعة ، غير أن الألوان الأخرى كالأحمر والأخضر والأصفر والبرتقالي وغيرها تصلح لجذب الانتباه اكثر مما تصلح لطباعة المتن نفسه . ومما لا شك فيه ان توفر المساحة البيضاء المناسبة حول الحروف السوداء يؤدي الى راحة العين ويسر القراءة . غير ان المساحة البيضاء نفسها ينبغي أن تتناسب مع حجم العنصر الطباعي ودرجة سواده . فالحروف الكبيرة تحتاج الى بياض اكبر ، كما ان الحروف الداكنة السوداء تتطلب بياضا اكبر من الحروف المتوسطة أو الرمادية . ولذلك نجد ان وجه الحرف يرتكز على قاعدة تزيد بمقدار بنط واحد على الأقل لتوفير البياض اللازم .
ويستخدم البياض أيضا حول العناوين والصور والاطارات ، كما يستخدم حول الجداول الفاصلة بين الاعمدة بحيث لا يقل عن ٦ أبناط لراحة العين . وتستخدم بعض الصحف مساحات من البياض الطولي بين الاعمدة بدلا من الجداول ، كما استخدم البياض نفسه للفصل بي الموضوعات في صفحة المقالات الافتتاحية . هذا فضلا عن استخدام المساحات البيضاء في الهوامش المحيطة بالصفحات ، والمعروف ان هوامش الصحف أمطر من هوامش الكتب ، مع ملاحظة ان الاسراف في المساحات البيضاء يمكن ان يتعب البصر كالإسراف في المساحات السوداء.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|