هو إبراز فنون المقال الصحفي وأكثرها تأثيراً وهو يقوم على التحليل العميق للأحداث والقضايا والظواهر التي تشغل الرأي العام، والمقال التحليلي يتناول الوقائع بالتفصيل وتربط بينها وبين غيرها من الوقائع التي تمسه من قريب وبعيد فهو يستنبط منها ما يراه من أراء واتجاهات.

ولا يقتصر المقال التحليلي فقط على تفسير أحداث الماضي أو شرح الوقائع الحاضرة وإنما يربط بين الاثنين ليستئتج أحداث المستقبل، ولأن المقال التحليلي يقوم على التحليل العميق والمدروس للأحداث فهو غالباً ما يكون أسبوعيا، ولو كان ينشر في صفحة كاملة من الجريدة، وهناك فارق جوهري بين المقل التحليلي وبين المقال الافتتاحي (غير الفارق في اسم والمساحة والمكان الثابت) وهو أن المقال التحليلي لا يعبر عن سياسة الصحيفة وإن كان يجب أن لا يختلف معها فهناك مساحة كبيرة من الحرية تمنح لكتاب المقل التحليلي تسمح لهم بالتميز عن رأي الصحيفة.

ويتسع المجال أمام كتاب المقال التحليلي شأنهم شأن كتاب العمود الصحفي للخوض في مختلف مجالات النشاط الإنساني، السياسي، الثقافي الفكري، الاجتماعي، الاقتصادي رغم أن النشاط السياسي يستحوذ على غالبية ما يكتب في المقالات التحليلية، ولعل هذا ما يكشف عن فرق هام بين المقال التحليلي وبين العمود الصحفي فحين تغلب السياسة على المقل التحليلي نجد أن المسائل الاجتماعية تغلب على العمود الصحفي، كذلك فأن هذه الحقيقة تكشف عن فارق أخر بين الأحداث الخارجية في حين يغلب على المقال التحليلي طابع التعليق العميق على نفس الأحداث الجارية، لذلك كان بإمكان الكاتب أن يكتب على المقال الافتتاحي في كل يوم في حين لا يمكن له أن يكتب المقال التحليلي إلا كل أسبوع ، إن يغلب على المقال الافتتاحي طابع التحليل السريع للأحداث الجارية.