أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2015
2386
التاريخ: 21-06-2015
3266
التاريخ: 11-3-2016
11070
التاريخ: 9-04-2015
2362
|
المصري، أبو محمد الملقب بولي الدولة، صاحب ديوان الإنشاء بمصر بعد أبيه. وكان أبوه أيضا فاضلا بليغا أعظم من ابنه وأكثر علما وكان أبو محمد هذا يتقلد ديوان الإنشاء للظاهر ثم للمستنصر وكان رزقه في كل سنة ثلاثة آلاف دينار وله عن كل ما يكتبه من السجلات والعهودات وكتب التقليدات رسوم يستوفيها من كل شيء بحسبه وكان شابا حسن الوجه جميل المروءة واسع النعمة طويل اللسان جيد العارضة وسلم إلى أبي منصور بن الشيرازي رسول ابن النجار إلى مصر من بغداد جزأين من شعره ورسائله واستصحبهما إلى بغداد ليعرضهما على الشريف المرتضى أبي القاسم وغيره ممن يأنس به من رؤساء البلد ويستشير في تخليدهما دار العلم لينفذ بقية الديوان والرسائل إن علم أن ما أنفذه منها ارتضي واستجيد وأنه فارقه. حيا ثم ورد الخبر بأنه مات في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة في أيام المستنصر.
قال ابن عبد الرحيم ووقع إلي الجزء من الشعر فتأملته فما وجدته طائلا وعرفني الرئيس أبو الحسن هلال بن المحسن أن الرسائل صالحة سليمة قال وقد انتزعت من المنظوم على خلوة إلا من الوزن والقافية.
فمن شعره: [الكامل]
(عشق الزمان بنوه جهلا منهم ... وعلمت سوء صنيعه فشنئته)
(نظروه نظرة جاهلين فغرهم ... ونظرته نظر الخبير فخفته)
(ولقد أتاني طائعا فعصيته ... وأباحني أحلى جناه فعفته)
ومن شعره أيضا: [السريع]
(ولي لسان صارم حده ... يدمي إذا شئت ولا يدمى)
(ومنطق ينظم شمل العلا ... ويستميل العرب والعجما)
(ولو دجا الليل على أهله ... فأظلموا كنت لهم نجما)
ومن شعره أيضا: [مجزوء الرمل]
(أخذ المجد يميني ... لتفيضن يميني)
(ثم لا أرجئ إحسانا ... إلى من يرتجيني)
ومن شعره: [أيضا الكامل]
(ولقد سموت على الأنام بخاطر ... ألله أجرى منه بحرا زاخرا)
(فإذا نظمت نظمت روضا حاليا ... وإذا نثرت نثرت درا فاخرا)
وقال على لسان بعض العلويين يخاطب العباسيين: [الطويل]
(وينطقنا فضل البدار إلى الهدى ... ويخرسكم عن ذكر فضل لنا بدر)
(وما كانت الشورى علينا غضاضة ... ولو كنتم فيها استطاركم الكبر)
ومن شعره أيضا: [الكامل]
(يا من إذا أبصرت طلعته ... سدت علي مطالع الحزم)
(قد كف لحظي عنك مذ كثرت ... فينا الظنون فكف عن ظلمي)
ومن شعره أيضا: [البسيط]
(حيوا الديار التي أقوت مغانيها ... واقضوا حقوق هواها بالبكا فيها)
(ديار فاترة الألحاظ غانية ... جنت عليك ولجت في تجنيها)
(ظلت تسح دموعي في معاهدها ... سح السحاب إذا جادت عزاليها)
ومن شعره أيضا: [المديد]
(أيها المغتاب لي حسدا ... مت بداء البغي والحسد)
(حافظي من كل معتقد ... في سوءا حسن معتقدي)
ومن شعره أيضا: [البسيط]
أما ترى الليل قد ولت كواكبه ... والصبح قد لاح وانبثت مواكبه)
(ومنهل العيش قد طابت موارده ... والدهر وسنان قد أغفت نوائبه)
(فقم بنا نغتنم صفو الزمان فما ... صفو الزمان لمخلوق يصاحبه)
ومن شعره أيضا: [الكامل]
(خلقت يدي للمكرمات ومنطقي ... للمعجزات ومفرقي للتاج)
(وسموت للعلياء أطلب غاية ... يشقى بها الغاوي ويحظى الراجي)
ومن شعره: [الرمل]
(أنا شيعي لآل المصطفى ... غير أني لا أرى سب السلف)
(أقصد الإجماع في الدين ومن ... قصد الإجماع لم يخش التلف)
(لي بنفسي شغل عن كل من ... للهوى قرظ قوما أو قذف)
ومن شعره: [الطويل]
(فقام يناوي غرة الشمس نوره ... وتنصف من ظلم الزمان عزائمه)
(أغر له في العدل شرع يقيمه ... وليس له في الفضل ند يقاومه)
وقال على لسان ذلك الملك يخاطب الظاهر لإعزاز دين الله حين أمر بالختم على جميع ماله هذين البيتين وكانا السبب في الإفراج عما أخذ منه والرضى عنه: [السريع]
(من شيم المولى الشريف العلي ... ألا يرى مطرحا عبده)
(وما جزا من جن من حبكم ... أن تسلبوه فضلكم عنده)
وكان ابن خيران قد خرج إلى الجيزة متنزها ومعه من أصحابه المتقدمين في الأدب والشعر والكتابة وقد احتفوا به يمينا وشمالا فأدى بهم السير إلى مخاضة مخوفة فلما رأى إحجام الجماعة من الفرسان عنها وظهور جزعهم منها قنع بغلته فولجها حتى قطعها وانثنى قائلا مرتجلا: [الكامل]
(ومخاضة يلقى الردى من خاضها ... كنت الغداة إلى العدا خواضها)
(وبذلت نفسي في مهاول خوضها ... حتى تنال من العدا أغراضها)
وله أيضا: [البسيط]
(من كان بالسيف يسطو عند قدرته ... على الأعادي ولا يبقي على أحد)
(فإن سيفي الذي أسطو به أبدا ... فعل الجميل وترك البغي والحسد)
وله أيضا: [السريع]
(قد علم السيف وحد القنا ... أن لساني منهما أقطع)
(والقلم الأشرف لي شاهد ... بأنني فارسه المصقع)
قال ابن عبد الرحيم وهو كثير الوصف لشعره والثناء على براعته ولسنه وجميع ما في الجزء بعد ما ذكرته لا حظ فيه وليس فيه مدح إلا في سلطانهم المستنصر والباقي على نحو ما ذكرته في مراثي أهل البيت عليهم السلام ولو كان فيه ما يختار لا خترته.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|