1- اهمية إدارة الكيانات التشغيلية للمؤسسة في إطار منظومة الإدارة الاستراتيجية : 

بصفة عامة تتمثل اهمية إدارة الكيانات التشغيلية – الابعاد الاساسية للأداء المؤسسي – في تحقيق رسالة المؤسسة واهدافها الاستراتيجية والسابق تحديدها عند تصميم الخطة الاستراتيجية العامة ، كذلك ضبط مسيرة المؤسسة نحو تحقيق الرؤية المنشودة.

وتتشكل هذه الاهمية من دور إدارة كل كيان من تلك التشغيلية وذلك على النحو التالي :

1/1 دور إدارة الكيان المكاني (المادي):

تتمثل اهمية إدارة هذا الكيان في اختيار الموقع المناسب للمؤسسة ثم شكل مبانيها وتخطيطها الداخلي وتجهيزها بالاجهزة والمعدات لإنتاج السلع او الخدمات المطلوبة ومن ثم تنعكس هذه الاهمية في تحقيق تميز مخرجات اداء الكيان المكاني مما يزيد من القدرة التنافسية للمؤسسة التي تدعم مسيرتها نحو تحقيق الرسالة والاهداف الاستراتيجية. 

2/1 دور إدارة الكيان الوظيفي :

تتمثل اهمية إدارة الكيان الوظيفي في إدارة انشطة سلسلة قيمة السلع والخدمات المقدمة للعملاء في إطار المرجعيات العلمية لزيادة القدرة على استغلال الموارد المتاحة لكل نشاط بطريقة اقتصادية مما يدعم القدرة التنافسية للمؤسسة ومن ثم زيادة القدرة على استغلال الفرص التسويقية في السوق من خلال المزايا التنافسية المختلفة والتي تساهم (أي المزايا التنافسية) في خلق الرغبة في شراء سلع او خدمات المؤسسة ومن ثم زيادة الطلب على منتجاتها. ونظرا لمنظومة عناصر الكيان الوظيفي في زيادة القدرة التنافسية للمؤسسة فسوف نتحدث عنها بالتفصيل عند الحديث عن إدارة الكيان الوظيفي.

3/1 دور إدارة كيان تطوير الجودة (الكيان الفني) :

وتتمثل اهمية إدارة هذا الكيان في تطوير جودة السلع والخدمات حتى تتوافق بشكل مستمر مع منافع العملاء في السوق وتأتي اهمية إدارة هذا الكيان نظرا لأن لكل منتج (سواء سلعة مادية او خدمة او غير ذلك من انواع المنتجات) دورة حياة تبدأ بتقديمه للسوق لأول مرة ثم نموه (أي نمو الطلب عليه) ثم إزدهاره ، ثم تشبعه (تشبع الطلب) وأخيرا تدهور الطلب عليه. لذا يتحتم ضرورة تطوير جودة المنتجات وأساليب إنتاجها بشكل مستمر حتى تتوافق مع المستجدات في السوق لضمان استمرارية نمو وتقدم المؤسسة في السوق.

4/1 دور إدارة الكيان المعلوماتي :

وتنبثق اهمية هذا الكيان من إدارة المعلومات بالمؤسسة والتي تبدأ بتوفير قاعدة معلومات او تخزينها وإدارتها بشكل يساهم في دعم القرارات الإدارية في كافة الكيانات التشغيلية للمؤسسة. 

5/1 دور إدارة الكيان الاجتماعي : 

وتتمثل اهمية إدارة هذا الكيان في إدارة العلاقات الاجتماعية للعنصر البشري داخل المؤسسة سواء بين العاملين بعضهم او بينهم وبين الإدارة كتنظيم رسمي مما ينعكس في النهاية في حل الصراعات التي تنشأ بين الافراد او بينهم وبين إدارة المؤسسة ، ومن ثم دعم علاقات التعاون وفرق العمل مما يساهم ايضا في زيادة القدرة التنافسية ومن ثم دعم مسيرة المؤسسة نحو تحقيق رسالتها واهدافها الاستراتيجية. 

6/1 دور إدارة الكيان السلوكي :

وتنبثق اهمية إدارة هذا الكيان من إدارة السلوك الوظيفي للعاملين لتحويله من سلوك سلبي إلى سلوك إيجابي من خلال إدارته عن طريق منظومة العمل الإداري  (الأدوار والوظائف الإدارية المختلفة) وسوف نوضح ذلك بالتفصيل عند الحديث عن إدارة هذا السلوك. وتبرز اهمية إدارة هذا السلوك في ضبط السلوك الوظيفي للعاملين داخل المؤسسة مما يدعم ايضا مسيرتها نحو تحقيق الرسالة والاهداف الاستراتيجية المنشودة .

وفي النهاية يوضح الشكل التالي اهمية إدارة الكيانات التشغيلية :

وبعد استعراض اهمية إدارة الكيانات التشغيلية على النحو السابق ، يبرز التساؤل التالي : كيف يمكن إدارة تلك الكيانات ؟

يتم الإجابة على هذا السؤال من خلال مناقشة الابعاد الإدارية لخارطة طريق إدارة الكيانات التشغيلية ، ثم آليات خطط خارطة طريق إدارة تلك الكيانات وهذا هو موضوع حديثنا الآن.