المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

رسالة يعقوب بن إسحاق الكندي إلى بعض إخوانه في العلة الفاعلة للمد والجزر
2023-07-18
عزيز مصر
2023-03-11
Molecular spectra
17-8-2020
الازدواج الضـريـبي Double Taxation
13-6-2022
المذكر والمؤنث
3-03-2015
تفسير الأية (27-35) من سورة مريم
2-9-2020


وداع الامام الحسين لعياله (عليه السلام)  
  
13466   03:28 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص532-533.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 3288
التاريخ: 28-3-2016 3332
التاريخ: 7-5-2019 2127
التاريخ: 8-04-2015 3617

روي في بعض المقاتل انّ الحسين (عليه السلام) لما نظر الى اثنين و سبعين رجلا من أهل بيته و اصحابه صرعى عزم على جهاد القوم و الشهادة، فالتفت الى الخيام و نادى :

يا سكينة يا فاطمة يا زينب يا أمّ كلثوم، عليكنّ منّي السلام.

فقمن و أرسلن الدموع تلهّفا                        وأسكنّ منه الذيل منتحبات‏

الى أين يا ابن المصطفى كوكب الدّجى‏             ويا كهف أهل البيت في الأزمات‏

فيا ليتنا متنا و لم نر ما نرى‏                        ويا ليتنا لم نمتحن بحياة

فمن لليتامى اذ تهدّم ركنهم‏                         ومن للعذارى عند فقد ولاة

فنادته سكينة : يا أبة استسلمت للموت؟.

فقال : كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر به و لا معين.

فقالت : يا أبة ردّنا الى حرم جدّنا.

فقال هيهات لو ترك القطا لنام، فصرخن النساء فأسكتهنّ الحسين (عليه السلام)‏  و قيل انّه توجّه الى أمّ كلثوم و قال لها:

«أوصيك يا أخية بنفسك خيرا و انّي بارز الى هؤلاء القوم» .

يقول المؤلف : من المعلوم انّ جميع مصائب سيد الشهداء (عليه السلام) تحرق القلب و تسكب الدمع لكن يمكن ان نقول أنّ مصيبة الوداع أحرق للقلب و أوجع من سائر المصائب سيّما تجمّع الاطفال و الصبيان حوله ، يبكون و ينحبون، و الشاهد على ما أقول ما روي انّ الحسين (عليه السلام) لما نزل بقصر بني مقاتل ورأى فسطاط عبيد اللّه بن الحر أرسل إليه الحجاج بن مسروق و دعاه فلم يلبّ الدعوة ، فجاء الحسين (عليه السلام) بنفسه إليه ، و ينقل عن عبيد اللّه بن الحر انّه قال:

دخل عليّ الحسين ولحيته سوداء كجناح الغراب فلم أر أحدا مثله قط في الحسن والهيبة ولم أتأثر كتأثري حينما رأيت اجتماع صبيانه و أطفاله حوله.

والمؤيد الآخر هو الرؤيا التي رآها الميرزا يحيى الأبهري فانه رأى العلامة المجلسي في صحن سيد الشهداء (عليه السلام) في طاق الصفا جالسا يدرس ثم بدأ بالموعظة فلمّا اراد الشروع بالمصيبة جاء إليه رجل و قال له : الصديقة الطاهرة (عليها السلام) تقول : اذكر المصائب المشتملة على وداع ولدي الشهيد، فبدأ العلامة بذكر مصيبة الوداع فاجتمع خلق عظيم و بكوا بكاء شديدا لم ير مثله قط.

يقول هذا الفقير : وورد في نفس هذه الرؤيا انّ الامام الحسين (عليه السلام) قال له : قولوا لأوليائنا و امنائنا ليهتموا في‏ اقامة مصائبنا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.