المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

UNITS AND EFFECTS
7-11-2020
عمود الشعر وأثره في طبيعة المحاكاة
14-08-2015
Edwin Bidwell Wilson
1-5-2017
معنى كلمة ثور
15-11-2015
ولاة أهل البيت وعمالهم
7-4-2016
دور الاعلام البيئي: سابعاً
11-8-2019


واعيةُ الحسين (عليه السلام)  
  
3418   03:29 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص359-360.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

لما انفذ ابن زياد برأس الحسين (عليه السلام) إلى يزيد تقدم إلى عبدالملك بن أبى الحديث السلمي فقال: انطلق حتى تأتى عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة فبشره بقتل الحسين، فقال عبدالملك: فركبت راحلتي وسرت نحو المدينة فلقيني رجل من قريش فقال: ما الخبر؟.

فقلت: الخبر عند الامير تسمعه، قال: انا لله وانا اليه راجعون قتل والله الحسين (عليه السلام).
ولما دخلت على عمرو بن سعيد فقال: ما ورائك؟.

فقلت: ما يسر الامير، قتل الحسين بن على (عليه السلام)، فقال: اخرج فناد بقتله، فناديت فلم اسمع واعية قط مثل واعية بنى هاشم في دورهم على الحسين بن على (عليهما السلام) حين سمعوا النداء بقتله، فدخلت على عمرو بن سعيد

                     عجت نساء بنى زياد عجة * كعجيج نسوتنا غداة الارنب

ثم قال عمرو : هذه واعية بواعية عثمان ، ثم صعد المنبر فاعلم الناس بقتل الحسين بن على ودعي ليزيد بن معاوية ونزل.

ودخل بعض موالى عبدالله بن جعفر بن ابي طالب (عليه السلام) فنعى اليه ابنيه فاسترجع، فقال ابو السلاسل مولى عبدالله: هذا مالقينا من الحسين بن على (عليهما السلام)؟ فحذفه عبدالله بن جعفر بنعله، ثم قال: يأبن اللخناء اللحسين (عليه السلام) تقول هذا؟ والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه، والله انه لمما يسخى نفسى عنها ويعزى عن المصاب بهما انهما أصيب مع أخى وابن عمى مواسين له، صابرين معه، ثم أقبل على جلسائه فقال: الحمد لله الذي عز على بمصرع الحسين (عليه السلام)، ان لا اكن آسيت حسينا بيدي فقد آساه ولدى.فخرجت ام لقمان بنت عقيل بن ابي طالب رحمة الله عليهم حين سمعت نعى الحسين (عليه السلام) حاسرة، ومعها اخواتها: ام هاني، وأسماء، ورملة، وزينب، بنات عقيل بن أبي طالب رحمة الله عليهن تبكى قتلاها بالطف وتقول:

               ماذا تقولون ان قال النبي لكم  *  ماذا فعلتم وانتم اخر الامم

               بعترتي واهلي بعد مفتقدي     *   منهم اسارى ومنهم ضرجوا بدم

          ماكان هذا جزائي اذ نصحت لكم    *  ان تخلفوني  بسوء في ذوي رحمي

فلما كان الليل من ذلك اليوم الذي خطب فيه عمر بن سعيد بقتل الحسين بن علي (عليه السلام) بالمدينة سمع اهل المدينة في جوف الليل منادي ينادي يسمعون

صوته ولايرون شخصه:

                    ايها القاتلون جهلاً حسيناً   *    ابشروا بالعذاب والتنكيل

                  كل اهل السماء يدعوا عليكم  *    من نبي وملاك وقبيل

                   قد لعنتم على لسان بن       *     داود وموسى وصاحب الانجيل.

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.