المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

أشهر الكوارث البيئية المختلفة - كوارث إثيوبيا
5-12-2017
الإدغام الصغير
2023-09-18
 الماء العسر والماء اليسر
7-4-2016
سنن الركوع
30-9-2016
ضمان المحرم للصيد بإتلافه مطلقاً.
19-4-2016
مواد حافظة Preservatives
17-9-2019


حصار الحر وبداية اشتعال الحرب  
  
3410   03:38 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالشيخ المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص329-332.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015 3731
التاريخ: 29-3-2016 3306
التاريخ: 28-3-2016 3185
التاريخ: 8-04-2015 3334

لما اصبح (سلام الله عليه ) نزل فصلى الغداة، ثم عجل الركوب فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرقهم فيأتيه الحر بن يزيد فيرده وأصحابه فجعل إذا ردهم نحو الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه، فارتفعوا فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتى انتتهوا إلى نينوى المكان الذي نزل به الحسين (عليه السلام) فاذا راكب على نجيب له عليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة، فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلما انتهى اليهم سلم على الحر وأصحابه ولم يسلم على الحسين واصحابه ودفع إلى الحر كتابا من عبيدالله بن زياد فإذا فيه:

 اما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابى ويقدم عليك رسولى، ولا تنزله إلا بالعراء في غير خضر وعلى غير ماء فقد أمرت رسولى أن يلزمك ولايفارقك حتى يأتينى بانفاذك أمرى والسلام.
 فلما قرء الكتاب قال لهم الحر:

هذا كتاب الامير عبيدالله يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتى كتابه وهذا رسوله وقد أمره أن لايفارقنى حتى أنفذ أمره فيكم، فنظر يزيد بن المهاجر الكندى وكان مع الحسين (عليه السلام) إلى رسول ابن زياد، فعرفه فقال له يزيد:

ثكلتك امك ماذا جئت فيه؟.

قال: أطعت أمامي ووفيت ببيعتي، فقال له ابن المهاجر: بل عصيت ربك وأطعت امامك في هلاك نفسك، وكسبت العار والنار، وبئس الامام امامك قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41)} [القصص : 41] فأمامك منهم وأخذهم الحر بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا في قرية، فقال له الحسين (عليه السلام) دعنا ويحك ننزل في هذه القرية أو هذه يعنى نينوى والغاضرية، أو هذه: يعنى شفية.

قال: والله لا أستطيع ذلك، هذا رجل قد بعث إلى عينا علي، فقال زهير بن القين: انى والله ما أراه يكون بعد الذي ترون إلا أشد مما ترون يا بن رسول الله قتال هؤلاء القوم الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم، فلعمرى ليأتينا بعدهم مالا قبل لنا بهم به.

فقال الحسين (عليه السلام): ما كنت لأبدأهم بالقتال ثم نزل وذلك يوم الخميس وهو اليوم الثاني من المحرم سنة احدى وستين، فلما كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبى وقاص من الكوفة في أربعة آلاف فارس، فنزل بنينوى فبعث إلى الحسين (عليه السلام) عروة بن قيس الأحمسي فقال له: إيته فسله ما الذي جاء بك وماذا تريد؟.

وكان عروة ممن كتب إلى الحسين (عليه السلام)، فاستحيى منه أن يأتيه، فعرض ذلك على الرؤساء الذين كاتبوه فكلهم أبى ذلك وكرهه، فقام إليه كثير بن عبدالله الشعبي وكان فارسا شجاعا لا يرد وجهه شيء فقال له: أنا أذهب اليه ووالله لئن شئت لا فتكن به؟

فقال له عمر: ما أريد أن تفتك به، ولكن إيته فسله ما الذي جاء به؟.

فاقبل كثير اليه، فلما رآه ابوثمامة الصائدى قال للحسين (عليه السلام):

أصلحك الله يا أبا عبدالله قد جاءك شر أهل الارض وأجراهم على دم وأفتكهم ! وقام إليه فقال له: ضع سيفك.

قال: لا والله ولا كرامة انما أنا رسول فان سمعتم منى بلغتكم ما أرسلت به إليكم، وان أبيتم انصرفت عنكم؟.

قال: فاني آخذ بقائم سيفك ثم تكلم بحاجتك، قال: لا والله لا تمسه، فقال له: اخبرني بما جئت به وأنا ابلغه عنك ولا أدعك تدنو منه، فانك فاجر، فاستبا وانصرف إلى عمر بن سعد فأخبره الخبر، فدعى عمر قرة بن قيس الحنظلي فقال له ويحك ياقرة الق حسينا فسله ما جاء به وماذا يريد؟.

فاتاه قرة فلما رآه الحسين (عليه السلام) مقبلا قال: أتعرفون هذا؟.

فقال له حبيب بن مظاهر: نعم هذا رجل من حنظلة تميم وهو ابن اختنا، وقد كنت اعرفه بحسن الرأي، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد، فجاء حتى سلم على الحسين (عليه السلام) وأبلغه رسالة عمر بن سعد اليه، فقال له الحسين (عليه السلام): كتب إلي أهل مصركم هذا أن أقدم فأما إذا كرهتموني فانا أنصرف عنكم؟.

ثم قال له حبيب بن مظاهر: ويحك ياقرة أين ترجع إلى القوم الظالمين؟ انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة؟.

فقال له قرة: ارجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي، فانصرف إلى عمر بن سعد فأخبره الخبر.

فقال عمر: أرجو أن يعافينى الله من حربه وقتاله.

وكتب إلى عبيد الله بن زياد: بسم الله الرحمن الرحيم

اما بعد فاني حيث نزلت بالحسين بن على بعثت إليه من رسلي فسئلته عما أقدمه وماذا يطلب فقال: كتب إلي اهل هذه البلاد وأتتني رسلهم يسئلوننى القدوم ففعلت، فأما إذا كرهتموني وبدالهم غيرما أتتنى به رسلهم فانا منصرف عنهم، قال حسان بن قايد العبسي:

وكنت عند عبيدالله حين أتاه هذا الكتاب، فلما قرأه قال:

                الآن إذ علقت مخالبنا به       يرجو النجاة ولات حين مناص !

وكتب إلى عمر بن سعد: اما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت، فأعرض على الحسين أن يبايع ليزيد هو وجميع أصحابه، فاذا هو فعل ذلك رأينا رأينا والسلام.

فلما ورد الجواب على عمر بن سعد قال : قد خشيت الا يقبل ابن زياد العافية.

وورد كتاب ابن زياد في الاثر إلى عمربن سعد أن حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتقي الزكي عثمان بن عفان، فبعث عمر بن سعد في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس، فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء أن يستقوا منه قطرة، وذلك قبل قتل الحسين (عليه السلام) بثلاثة ايام، ونادى عبدالله بن حصين الازدى وكان عداده في بجيلة بأعلى صوته: يا حسين ألاتنظر إلى الماء كأنه كبد السماء؟ والله لاتذوقون منه قطرة واحدة حتى تموتوا عطشا؟.

فقال الحسين (عليه السلام): اللهم اقتله عطشا ولاتغفر له ابد.

قال حميد بن مسلم : والله لعدته بعد ذلك في مرضه فوالله الذي لا اله غيره لقد رايته يشرب الماء حتى يبغر ثم يقيئه ويصيح العطش العطش ثم يقيئ ثم يعود فيشرب الماء حتى يبغر ثم يقيئه ويتلظى ويعطش فما زال ذلك دابه حتى لفظ نفسه لعنة الله عليه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.