أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2019
2187
التاريخ: 29-3-2016
3042
التاريخ: 12-6-2019
3142
التاريخ: 8-04-2015
3334
|
لما رأى الحر انّ القوم قد صمّموا على قتال الحسين (عليه السلام) و سمع نداءه يقول: «أما من مغيث يغيثنا لوجه اللّه، أما من ذاب يذب عن حرم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)»، انتبه من نوم الغفلة و جاء الى عمر بن سعد فقال له : أي عمر أمقاتل أنت هذا الرجل؟.
قال : اي و اللّه قتالا شديدا أيسره أن تسقط الرءوس و تطيح الايدي، قال : أفما لكم فيما عرضه إليكم رضى؟.
قال عمر: أما لو كان الامر إليّ لفعلت و لكن أميرك قد أبى.
فأقبل الحر حتى وقف من الناس موقفا و معه رجل من قومه يقال له قرة بن قيس فقال له:
يا قرة هل سقيت فرسك اليوم؟.
قال : لا.
قال : فما تريد أن تسقيه؟.
قال قرة : و ظننت و اللّه انّه يريد أن يتنحى فلا يشهد القتال فكره أن أراه حين يصنع ذلك فقلت له : لم اسقه و أنا منطلق لأسقيه.
فاعتزل ذلك المكان الذي كان فيه، فو اللّه لو انّه اطلعني على الذي يريد لخرجت معه الى الحسين (عليه السلام)، فأخذ يدنو من الحسين قليلا قليلا، فقال له مهاجر بن أوس : ما تريد يا بن يزيد؟ تريد أن تحمل؟.
فلم يجبه و أخذه مثل الافكل و هي الرعدة.
فقال له مهاجر: انّ أمرك لمريب و اللّه ما رأيت منك في موقف قط مثل هذا و لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة؟ ما عدوتك، فما هذا الذي أرى منك؟.
فقال له الحر : انّي و اللّه اخير نفسي بين الجنة و النار فو اللّه لا أختار على الجنة شيئا و لو قطعت و حرقت، ثم ضرب فرسه قاصدا الى الحسين (عليه السلام) و يده على رأسه وهو يقول: «اللهم إليك أنبت فتب عليّ فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد بنت نبيك».
قال أبو جعفر الطبري : فلما دنا من الحسين (عليه السلام) وأصحابه قلب ترسه (كي يعلن بانّه لم يأت للقتال) و سلم عليهم.
فلحق بالحسين (عليه السلام) فقال له : جعلت فداك يا ابن رسول اللّه أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع و سايرتك في الطريق و جعجعت بك في هذا المكان وما ظننت أنّ القوم يردون ما عرضته عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة واللّه لو علمت انّهم ينتهون بك الى ما أرى ما ركبت منك الذي ركبت وانّي تائب الى اللّه مما صنعت، فترى لي من ذلك توبة؟.
فقال له الحسين (عليه السلام) نعم يتوب اللّه عليك فانزل.
قال : فأنا لك فارس خير من راجل أقاتلهم على فرسي ساعة والى النزول آخر ما يصير أمري ، فقال له الحسين (عليه السلام) : فاصنع رحمك اللّه ما بدا لك، فاستقدم امام الحسين (عليه السلام) فقال : يا أهل الكوفة، لأمكم الهبل و العبر ، دعوتم هذا العبد الصالح حتى اذا أتاكم أسلمتموه و زعمتم انكم قاتلوا انفسكم دونه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه، أمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه وأحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه في بلاد اللّه العريضة فصار كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا ، و جلأتموه و نساءه وصبيته وأهله عن ماء الفرات الجاري ، يشربه اليهود والنصارى و المجوس و تمرغ فيه خنازير السواد و كلابه ، و ها هم قد صرعهم العطش ، بئسما خلفتم محمدا (صلى الله عليه واله) في ذريته لا سقاكم يوم الظماء فحمل عليه رجال يرمونه بالنبل ، فأقبل حتى وقف أمام الحسين (عليه السلام) و نادى عمر بن سعد : يا دريد ادن رايتك ، فادناها ثم وضع سهمه في كبد قوسه ثم رمى , فقال : اشهدوا انّي أوّل من رمى .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|