المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06

Totally Disconnected Space
7-8-2021
Introduction to The Content of the Genome
9-3-2021
إليك بعض النصائح المهمة أيها الأب
21-8-2022
فيروس النقرة الحجرية في الكمثرى (العرموط)
26-6-2018
التربية والتكريم للطفل
20-4-2016
مذنب هالي
5-3-2017


رحلة السبايا و انتصار الدم على السيف  
  
3715   12:11 مساءً   التاريخ: 7-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص352-359.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

نادى [ان عمر بن سعد لعنة الله عليه] في الناس بالرحيل وتوجه إلى الكوفة ومعه بنات الحسين (عليه السلام) واخواته ومن كان معهن من النساء والصبيان، وعلى بن الحسين (عليهما السلام) فيهم وهو مريض بالذرب وقد اشفى، ولما رحل ابن سعد خرج قوم من بنى اسد كانوا نزولا بالغاضرية إلى الحسين (عليه السلام) وأصحابه فصلوا عليهم ودفنوا ابنه على بن الحسين الاصغر عند رجله، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله مما يلى رجلي الحسين (عليه السلام) وجمعوهم فدفنوهم جميعا معا، ودفنوا العباس بن على (عليهما السلام) في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن.

ولما وصل رأس الحسين (عليه السلام) ووصل ابن سعد لعنة الله عليه من غد يوم وصوله ومعه بنات الحسين (عليه السلام) وأهله جلس ابن زياد للناس في قصر الامارة واذن للناس اذنا عاما وأمر بإحضار الرأس، فوضع بين يديه وجعل ينظر اليه ويتبسم وفي يده قضيب يضرب به ثناياه، وكان إلى جانبه زيد بن أرقم صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو شيخ كبير، فلما رآه يضرب بالقضيب ثناياه قال له: ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين فوالله الذى لا أله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله (صلى الله عليه واله) عليهما مالا أحصيه، ثم انتحب باكيا فقال له ابن زياد: ابكى الله عينيك أتبكى لفتح الله ولولا انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك، فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وصار الى منزله.

 

وأدخل عيال الحسين (عليه السلام) على ابن زياد، فدخلت زينب اخت الحسين (عليه السلام) في جملتهم منكرة وعليها أرذل ثيابها، فمضت حتى جلست ناحية من القصر وحفت بها اماؤها، فقال ابن زياد: من هذه التي انحازت فجلست ناحية ومعها نسائها؟ فلم تجبه زينب، فأعاد ثانية يسئل عنها؟ فقال له بعض امائها: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله)، فأقبل عليها ابن زياد فقال لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم واكذب احدوثتكم ...! 
فقالت زينب (عليها السلام): الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (صلى الله عليه واله) وطهرنا من الرجس تطهيرا، انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله، فقال ابن زياد: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟ قالت: كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون اليه وتختصمون عنده، فغضب ابن زياد واستشاط فقال عمرو بن حريث: ايها الامير انها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها ولاتذم على خطائها، فقال لها ابن زياد: قد شفى الله نفسى من طاغيتك، والعصاة من أهل بيتك، فرقت زينب (عليها السلام) وبكت وقالت له: لعمرى لقد قتلت كهلي وأبرت أهلى، وقطعت فرعى واجتثثت اصلى، فان يشفك هذا فقد شفيت فقال لها ابن زياد: هذه سجاعة ولعمرى لقد كان أبوها سجاعا شاعرا.

 

 

 فقالت: ما للمرأة والسجاعة ان لى عن السجاعة لشغلا ولكن صدري نفث لما قلت.
وعرض عليه على بن الحسين (عليهما السلام) فقال له: من أنت؟ فقال: أنا على بن الحسين فقال: أليس قد قتل الله على بن الحسين؟ فقال له على (عليه السلام): قد كان لى أخ يسمى عليا قتله الناس؟ فقال ابن زياد: بل الله قتله، فقال على بن الحسين (عليهما السلام): { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا } [الزمر: 42] فغضب ابن زياد وقال: وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للرد على؟ اذهبوا به فاضربوا عنقه، فتعلقت به زينب عمته وقالت: يا بن زياد حسبك من دمائنا واعتنقته، والله لا أفارقه فان قتلته فاقتلنى معه، فنظر ابن زياد اليها واليه ثم قال: عجبا للرحم ! والله انى لأظنها ودت انى قتلتها معه، دعوه فاني أراه لما به.

 

 

ثم قام من مجلسه حتى خرج من القصر ودخل المسجد، فصعد المنبر فقال: الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه، وقتل الكذاب ابن الكذاب وشيعته.
فقال اليه عبدالله بن عفيف الازدى وكان من شيعة امير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: يا عدو الله ان الكذاب أنت وأبوك، والذي ولاك وأبوه، يا بن مرجانة تقتل أولاد النبيين وتقوم على المنبر مقام الصديقين؟.

 

 فقال ابن زياد: عليَ به، فأخذته الجلاوزة فنادى شعار الأزد فاجتمع منهم سبعمائة فانتزعوه من الجلاوزة فلما كان الليل أرسل اليه ابن زياد من أخرجه من بيته، فضرب عنقه وصلبه في السبخة رحمة الله عليه.

 

ولما اصبح عبيدالله بن زياد بعث برأس الحسين (عليه السلام) فدير به في سكك الكوفة كلها وقبائلها.
 فروى عن زيد بن أرقم انه قال: مربه على وهو على رمح وانا في غرفة لى، فلما حاذاني سمعته يقرأ: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا } [الكهف: 9] فقف والله شعرى وناديت: رأسك والله يا بن رسول الله أعجب وأعجب !

 

 

 
ولما فرغ القوم من الطواف به في الكوفة ردوه إلى باب القصر، فدفعه ابن زياد إلى زحر بن قيس ودفع اليه رؤوس اصحابه و سرحه إلى يزيد بن معاوية، وانفذ معه أبا بردة بن عوف الازدى وطارق بن ابى ظبيان في جماعة من أهل الكوفة حتى وردوا بها على يزيد بن معاوية بدمشق.
فروى عبدالله بن ربيعة الحميري قال: انى لعند يزيد بن معاوية بدمشق اذ أقبل زحر بن قيس حتى دخل عليه فقال له يزيد: ويلك ما ورائك وما عندك؟ فقال: ابشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره، ورد علينا الحسين بن على في ثمانية عشر رجلا من اهل بيته وستين من شيعته، فسرنا اليهم فسئلناهم أن يستسلموا أو ينزلوا على حكم الامير عبيدالله بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال على الاستسلام، فعدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية حتى اذا أخذت السيوف مآخذها من هام القوم، وجعلوا يهربون إلى غير وزر ويلوذون منا بالآكام والحضر لوذا كما لاذ الحمام من صقر، فوالله يا أمير المؤمنين ما كانوا الا جزر جزور أو نومة قائل حتى أتينا على آخرهم، فها تيك أجساد هم مجردة وثيابهم مرملة، وخدودهم معفرة، تصهرهم الشموس وتسفى عليهم الرياح، زوارهم العقبان والرخم، فاطرق يزيد هنيئة ثم رفع رأسه فقال: قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين (عليه السلام)، أما لواني صاحبه لعفوت عنه.

 

 

ثم ان عبيدالله بن زياد بعد انفاذه برأس الحسين (عليه السلام) أمر بنسائه وصبيانه فجهزوا، وأمر بعلى بن الحسين (عليهما السلام) فغل بغل إلى عنقه، ثم سرح بهم في اثر الرؤوس، مع محفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن، فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس، ولم يكن على بن الحسين يكلم أحدا من القوم الذين معهم الرأس في الطريق كلمة حتى بلغوا، فلما انتهوا إلى باب يزيد رفع محفر بن ثعلبة صوته فقال: هذا محفر بن ثعلبة أتى امير المؤمنين باللئام الفجرة، فأجابه على بن الحسين (عليهما السلام): ما ولدت ام مجفر أشرو ألام.
قال: ولما وضعت الرؤوس بين يدى يزيد وفيها رأس الحسين (عليه السلام) قال يزيد:

 

               نفلق هاما من رجال أعزة    *    علينا وهم كانوا أعق وأظلما

فقال يحيى بن الحكم اخو مروان بن الحكم وكان جالسا مع يزيد:

             لهام بأدنى الطف أدنى قرابة   *    من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل

             امية امسى نسلها عدد الحصى *    وبنت رسول الله ليس لها نسل

فضرب يزيد في صدر يحيى بن الحكم يده وقال: اسكت، ثم قال لعلى بن الحسين (عليهما السلام):

 

يا ابن حسين أبوك قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت.
فقال على بن الحسين (عليهما السلام): { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22] فقال يزيد لابنه خالد: اردد عليه فلم يدر خالد ما يرد عليه.

 

 

فقال له يزيد قل: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] 
ثم دعى بالنساء والصبيان، فاجلسوا بين يديه فرأى هيئة قبيحة، فقال: قبح الله ابن مرجانة لو كانت بينه وبينكم قرابة ورحم ما فعل هذا بكم ولا بعث بكم على هذه الحالة.

 

فقالت فاطمة بنت الحسين (عليه السلام): فلما جلسنا بين يدى يزيد رق لنا، فقام اليه رجل من أهل الشام أحمر فقال: يا امير المؤمنين هب لى هذه الجارية يعنينى، وكنت جارية وضيئة فارعدت وظننت ان ذلك جايز لهم، فأخذت بثياب عمتي زينب وكانت تعلم ان ذلك لا يكون، فقالت عمتي للشامي: كذبت والله ولؤمت، والله ما ذاك لك ولاله.

فغضب يزيد وقال: كذبت ان ذلك لى ولو شئت ان أفعل لفعلت؟ قالت: كلا والله ما جعل الله لك ذلك الا أن تخرج من ملتنا وتدين بغيرها؟ فاستطار يزيد غضبا وقال: إياي تستقبلين بهذا انما خرج من الدين أبوك وأخوك.

قالت: بدين الله ودين أخى اهتديت أنت وجدك وأبوك ان كنت مسلما.

 قال: كذبت ياعدوة الله.

قالت له: انت أمير تشتم ظالما وتقهر بسلطانك !

فكانه استحيى وسكت.

فعاد الشامي فقال: هب لى هذه الجارية.

فقال له يزيد: اعزب وهب الله لك حتفا فاضيا.

 

ثم امر بالنسوة ان ينزلن في دار على حدة معهن أخوهن على بن الحسين (عليهما السلام)، فأفرد لهم دار تتصل بدار يزيد، فأقاموا اياما ثم ندب النعمان بن بشير وقال له: تجهز لتخرج بهؤلاء النسوة إلى المدينة، ولما أراد أن يجهزهم دعى على بن الحسين (عليهما السلام) فستخلى به.
ثم قال: لعن الله ابن مرجانة أم والله لو أنى صاحب أبيك ما سئلنى خصلة أبدا الا أعطيته اياها، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، ولكن الله قضى ما رأيت، كاتبني من المدينة وإنه إلى كل حاجة تكون لك وتقدم بكسوته وكسوة أهله وانفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولا تقدم اليه أن يسير بهم في الليل، ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفه، فاذا نزلوا انتحى عنهم وتفرق هوو أصحابه حولهم كهيئة الحراس لهم، وينزل منهم بحيث ان أراد انسان من جماعتهم وضوء وقضاء حاجة لم يحتشم فسار معهم في جملة النعمان ولم يزل ينازلهم في الطريق ويرفق بهم كما وصآه يزيد ويرعاهم حتى دخلوا المدينة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.