المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

الفرق بين باب التعارض وباب التزاحم
9-8-2016
ماذا يحدث للكون؟
28-5-2021
نون التوكيد
21-10-2014
الكتابة في العصر الأموي
8-10-2015
الشبكة الإندوبلازمية Endoplasmic reticulum
21-2-2017
Hypertrophy
29-8-2018


ذم الرياء والكذب في المآتم الحسينية  
  
5605   12:35 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص658-664.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

الجدير بالشيعة ان يقيموا هذه المجالس بنحو لا يثير اعتراض الاعداء و النواصب بان يقتصروا على فعل الواجبات و المستحبات و يتركوا المحرمات كالغناء الذي لا تنفك غالبا القصائد اللطمية عنه ، و أن يجتنبوا الاكاذيب المفتعلة و الحكايات الضعيفة المظنونة في الكتب غير المعتبرة بل يجب عليهم الاحتراز عن هذه الكتب التي لا يكون مؤلفها خبيرا بالعلم‏ و الحديث ، و أن يطردوا الشيطان و لا يجعلوه شريكا في هذه العبادة العظيمة التي هي من شعائر اللّه ، و أن يجتنبوا المعاصي التي تميت روح العبادة و التقوى ، سيما الرياء والكذب والغناء ، التي قلّما خلا الناس منها.

والصواب أن أذكر احاديث في شدّة عقوبة كل واحد منها كي يرتدع من ابتلى بها.

 اما الرياء : فقد جاءت روايات و اخبار كثيرة في ذمه و الوعيد عليه ، و في الحديث النبوي انّه أدنى الشرك ، و عنه (صلى الله عليه واله) انّ النار وأهلها يعجّون من أهل الرياء فقيل : يا رسول اللّه كيف تعجّ النار؟ .

قال : من حرّ النار التي يعذبون بها.

و عنه أيضا : انّ المرائي ينادى يوم القيامة : يا فاجر! يا غادر! يا مرائي! ضلّ عملك و بطل أجرك ، اذهب فخذ أجرك ممن كنت تعمل له‏ .

و قال (صلى الله عليه واله) أيضا : انّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الاصغر، قالوا : و ما الشرك الاصغر؟ .

قال : الرياء و في رواية انّ الجنة تكلّمت فقالت : انا حرام على كل بخيل و مراء .

والاحاديث كثيرة و يكفينا في قبحه انّه لو دخل في عمل لأبطله بفتوى جميع الفقهاء ، و للرياء اقسام خفية ذكرت في محلّها ، و قد رددنا قول من يزعم سفها جواز الرياء في عزاء سيد الشهداء (عليه السلام) و عدم اشتراط الاخلاص فيه ، و قد عدّوا هذا من فضائله (عليه السلام) المخصوصة بزعمهم.

سبحان اللّه! لقد تحمل الحسين (عليه السلام) تلك المصائب العظام لتشييد اساس التوحيد و اعلاء كلمة الحق و اتقان مباني الدين المبين و حفظه من تطرق فتن الملحدين إليه فكيف يحتمل ذو شعور و ادراك انّ الحسين (عليه السلام) يكون سببا لجواز ارتكاب اعظم المعاصي و هو الرياء أو الشرك الاصغر، ان هذا الّا اختلاق.

اما الكذب فالأخبار كثيرة في ذمّه و انّ اللّه تعالى جعل لعنته على الكاذبين و قال أيضا : {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } [النحل : 105] و لو لم يكن سوى هذه الآية ، لكفتنا ، فضلا عن ورود الآيات الكثيرة في سياقها .

 و روي في الكافي عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: انّ اول من يكذّب الكذّاب، اللّه عز و جل ثم الملكان اللذان معه، ثم هو يعلم انّه كاذب‏.

وقال أيضا : انّ اللّه عز و جل جعل للشرّ أقفالا و جعل مفاتيح تلك الاقفال الشراب و الكذب شر من الشراب‏ .

و عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال : لا يجد عبد طعم الايمان حتى يترك الكذب هزله و جدّه‏.

وروي في جامع الاخبار عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّه قال : المؤمن اذا كذب من غير عذر لعنه سبعون الف ملك و خرج من قلبه نتن حتى يبلغ العرش و يلعنه حملة العرش و كتب اللّه عليه لتلك الكذبة سبعين زنية أهونها كمن يزني مع امّه.

وعن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) قال : جعلت الخبائث كلها في بيت و جعل مفتاحها الكذب‏  و قال الصادق (عليه السلام) :

لا تنظروا الى طول ركوع الرجل و سجوده فانّ ذلك شي‏ء قد اعتاده فلو تركه استوحش لذلك و لكن انظروا الى صدق حديثه و اداء أمانته‏ .

وروي أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال : رأيت كأن رجلا جاءني فقال لي : قم ، فقمت معه ، فاذا انا برجلين أحدهما قائم و الآخر جالس و بيد القائم كلوب من حديد يلقمه في شدق الجالس‏ فيجذبه حتى يبلغ كاهله ، ثم يجذبه فيلقمه الجانب الآخر فيمده ، فاذا مدّه رجع الآخر كما كان ، فقلت للذي أقامني : ما هذا؟.

فقال: هذا رجل كذاب يعذّب في قبره الى يوم القيامة .

وقد جمع الشيخ الاستاذ المحدث المتبحر الثقة الجليل القدر الحاج ميرزا حسين النوري طاب ثراه مفاسد الكذب و آثاره السيئة المستفادة من الآيات و الروايات في كتاب اللؤلؤ و المرجان لسهولة حفظها ، و عدّ منها اربعين مفسدة و إليك بيانها :

1- الكذب فسق‏ ... فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ ... ، و الكذاب فاسق‏ ... {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات : 6]... .

2- الكذب هو قول الزور و قد ذكر مع عبادة الاوثان في قوله: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } [الحج : 30] .

3- ليس للكاذب ايمان‏ {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [النحل : 105]... .

4- الكذب اثم كما انّ الخمر و القمار يسميان بالاثم.

5- انّ اللّه تعالى يبغض الكاذب.

6- الكذاب أسود الوجه يوم القيامة.

7- الكذب شرّ من الخمر.

8- يخرج من فم الكاذب ريح نتن متعفّن الى السماء.

9- تبعد الملائكة عن الكاذب مقدار ميل.

10- انّ اللّه تعالى يلعن الكاذب بقوله : {أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [النور : 7] ،  { فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران : 61].

 11- الكاذب يصل ريح فمه النتن الى العرش.

12- تلعن حملة العرش الكاذب.

13- الكذب خراب للايمان.

14- الكذب يمنع من وصول حلاوة الايمان الى القلب.

15- الكذاب يزرع بذرة العداوة و البغضاء في الصدور.

16- مروة الكاذب أقلّ من جميع الناس.

17- يلعن الكاذب لكذبته الواحدة سبعون الفا من الملائكة.

18- الكذب آية النفاق.

19- الكذب مفتاح البيت الذي جمع الشرّ كلّه فيه.

 20- الكذب فجور و الكاذب فاجر.

21- لا يقبل رأي الكاذب في المشورة.

22- الكذب شرّ أمراض النفس.

23- الكذب لعبة اصابع الشيطان.

24- الكذب أقبح الرياء.

25- الكذب يورث الفقر.

26- الكذب من الخبائث.

27- الكذب يورث النسيان.

28- الكذب باب من أبواب النفاق.

29- يعذب الكاذب في القبر بعذاب خاص.

828

 30- الكذب يمنع صاحبه من صلاة الليل، فيمنع من الرزق.

31- الكذب سبب لخذلان اللّه.

32- الكذب يسلب عن الانسان صورته الواقعية.

33- الكذب أكبر الخبائث.

34- الكذب من الكبائر.

35- الكذب لا يجتمع مع الايمان.

36- الكذاب رئيس العصاة.

37- الكذب يهلك صاحبه.

38- الكذب يذهب بالبهاء و الحسن.

39- لا تجوز مصادقة الكاذب.

40- انّ اللّه تعالى لا يهدي الكاذب الى صراطه المستقيم‏ ... { إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر : 3].

فبعد ان عرفت مفاسد الكذبة ، فاعلم انّ فحول الفقهاء عدّوا مطلق الكذب من الكبائر، سواء ترتبت عليه مفسدة أم لم تترتب، هذا امر الكذب الذي ليس فيه مفسدة فكيف بالذي فيه مفسدة سيما اذا كانت مفسدة دينية ، أو سببا لضعف عقائد المسلمين أو اهانة امام ، فحينئذ يتضاعف قبحه، و لو كان الكذب على اللّه و رسوله و الائمة عليهم السّلام فمعلوم حاله، فانّه يبطل الصوم و يوجب الكفّارة.

وروي في عقاب الاعمال عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّه قال : من قال عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار .

و اطلاق الخبر يقتضي دخول النار بسبب كلمة واحدة ليس لها فائدة و لا مفسدة، و لذا حكي عن المرحوم الفقيه الزاهد الورع محمد ابراهيم الكلباسي طاب ثراه انّه لما قال أحد الفضلاء المتدينين من أهل المنبر و الخطابة- بعد كلام ذكره- انّ الحسين (عليه السلام) قال : «يا زينب ، يا زينب»، صاح ذلك الفقيه الورع بالخطيب من تحت المنبر في ملأ الناس : فض اللّه فاك ، لم يقل الامام يا زينب مرّتين بل قالها مرّة واحدة.

فعلى أهل المنبر و الخطابة الحذر و الملاحظة ، و أن يطّلعوا على مفاسد الكذب في الجملة كي يتركوا الكذب و الروايات المجعولة بل لا ينقلوا كل ما سمعوه أو رأوه و يقتصروا على المطالب التي ذكرها الثقات.

وذكر السيد ابن طاوس في كشف المحجة نقلا عن رسائل الكليني، بسنده عن الباقر (عليه السلام) في جملة ما قال : و لا تحدث الّا عن ثقة فتكون كذابا و الكذب ذل‏ .

وفي نهج البلاغة من جملة ما كتبه امير المؤمنين (عليه السلام) للحارث الهمداني : و لا تحدّث الناس بكل ما سمعت به فكفى بذلك كذبا .

وللصادق (عليه السلام) كلام يشابه كلام امير المؤمنين (عليه السلام) ، و قال العلامة المجلسي : انّ هذا الخبر يدلّ على عدم جواز نقل كلام من لا يوثق به و لا يطمئن بكلامه ، و وردت روايات كثيرة بهذا المضمون ، و ليعلم كما انّ الكذب مذموم منهي عنه ، فكذلك سماعه كسماعه الاخبار الكاذبة و القصص المجعولة فقد قال اللّه تعالى في ذم اليهود و بيان صفاتهم الخبيثة: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ} [المائدة : 41] ثم قال بعد آية : {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } [الحج : 30] و فسر قول الزور بالكذب ، و من المعلوم انّ الاجتناب عن الكذب لا يتحقق الّا بتركه‏ مطلقا بجميع الصور، قولا أو فعلا أو سماعا أو كتابة و نحوها و يمكن الاستشهاد بانّ الزور هو الكذب بقوله تعالى : { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان : 72] وقد جعل اللّه تعالى عدم سماع الكذب و اللغو من نعم الجنة، فيعلم بحكم المقابلة انّ سماع الكذب نوع من العذاب و النقمة.

روى الشيخ الصدوق في الاعتقادات انّه: «ذكر القصاصون عند الصادق (عليه السلام) فقال : لعنهم اللّه انّهم يشنعون علينا و سئل الصادق (عليه السلام) عن القصاصين أ يحلّ الاستماع لهم؟ فقال : لا، و قال (عليه السلام) : من أصغى الى ناطق فقد عبده فان كان الناطق عن اللّه فقد عبد اللّه و ان كان الناطق عن ابليس فقد عبد ابليس.

وسئل الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى : { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء : 224] قال هم القصاص.

وعن الباقر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام : 68] , قال : منه القصاص‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.