أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2016
3307
التاريخ: 7-5-2019
3593
التاريخ: 19-10-2015
3761
التاريخ: 23-6-2019
2072
|
الجدير بالشيعة ان يقيموا هذه المجالس بنحو لا يثير اعتراض الاعداء و النواصب بان يقتصروا على فعل الواجبات و المستحبات و يتركوا المحرمات كالغناء الذي لا تنفك غالبا القصائد اللطمية عنه ، و أن يجتنبوا الاكاذيب المفتعلة و الحكايات الضعيفة المظنونة في الكتب غير المعتبرة بل يجب عليهم الاحتراز عن هذه الكتب التي لا يكون مؤلفها خبيرا بالعلم و الحديث ، و أن يطردوا الشيطان و لا يجعلوه شريكا في هذه العبادة العظيمة التي هي من شعائر اللّه ، و أن يجتنبوا المعاصي التي تميت روح العبادة و التقوى ، سيما الرياء والكذب والغناء ، التي قلّما خلا الناس منها.
والصواب أن أذكر احاديث في شدّة عقوبة كل واحد منها كي يرتدع من ابتلى بها.
اما الرياء : فقد جاءت روايات و اخبار كثيرة في ذمه و الوعيد عليه ، و في الحديث النبوي انّه أدنى الشرك ، و عنه (صلى الله عليه واله) انّ النار وأهلها يعجّون من أهل الرياء فقيل : يا رسول اللّه كيف تعجّ النار؟ .
قال : من حرّ النار التي يعذبون بها.
و عنه أيضا : انّ المرائي ينادى يوم القيامة : يا فاجر! يا غادر! يا مرائي! ضلّ عملك و بطل أجرك ، اذهب فخذ أجرك ممن كنت تعمل له .
و قال (صلى الله عليه واله) أيضا : انّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الاصغر، قالوا : و ما الشرك الاصغر؟ .
قال : الرياء و في رواية انّ الجنة تكلّمت فقالت : انا حرام على كل بخيل و مراء .
والاحاديث كثيرة و يكفينا في قبحه انّه لو دخل في عمل لأبطله بفتوى جميع الفقهاء ، و للرياء اقسام خفية ذكرت في محلّها ، و قد رددنا قول من يزعم سفها جواز الرياء في عزاء سيد الشهداء (عليه السلام) و عدم اشتراط الاخلاص فيه ، و قد عدّوا هذا من فضائله (عليه السلام) المخصوصة بزعمهم.
سبحان اللّه! لقد تحمل الحسين (عليه السلام) تلك المصائب العظام لتشييد اساس التوحيد و اعلاء كلمة الحق و اتقان مباني الدين المبين و حفظه من تطرق فتن الملحدين إليه فكيف يحتمل ذو شعور و ادراك انّ الحسين (عليه السلام) يكون سببا لجواز ارتكاب اعظم المعاصي و هو الرياء أو الشرك الاصغر، ان هذا الّا اختلاق.
اما الكذب فالأخبار كثيرة في ذمّه و انّ اللّه تعالى جعل لعنته على الكاذبين و قال أيضا : {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } [النحل : 105] و لو لم يكن سوى هذه الآية ، لكفتنا ، فضلا عن ورود الآيات الكثيرة في سياقها .
و روي في الكافي عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: انّ اول من يكذّب الكذّاب، اللّه عز و جل ثم الملكان اللذان معه، ثم هو يعلم انّه كاذب.
وقال أيضا : انّ اللّه عز و جل جعل للشرّ أقفالا و جعل مفاتيح تلك الاقفال الشراب و الكذب شر من الشراب .
و عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال : لا يجد عبد طعم الايمان حتى يترك الكذب هزله و جدّه.
وروي في جامع الاخبار عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّه قال : المؤمن اذا كذب من غير عذر لعنه سبعون الف ملك و خرج من قلبه نتن حتى يبلغ العرش و يلعنه حملة العرش و كتب اللّه عليه لتلك الكذبة سبعين زنية أهونها كمن يزني مع امّه.
وعن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) قال : جعلت الخبائث كلها في بيت و جعل مفتاحها الكذب و قال الصادق (عليه السلام) :
لا تنظروا الى طول ركوع الرجل و سجوده فانّ ذلك شيء قد اعتاده فلو تركه استوحش لذلك و لكن انظروا الى صدق حديثه و اداء أمانته .
وروي أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال : رأيت كأن رجلا جاءني فقال لي : قم ، فقمت معه ، فاذا انا برجلين أحدهما قائم و الآخر جالس و بيد القائم كلوب من حديد يلقمه في شدق الجالس فيجذبه حتى يبلغ كاهله ، ثم يجذبه فيلقمه الجانب الآخر فيمده ، فاذا مدّه رجع الآخر كما كان ، فقلت للذي أقامني : ما هذا؟.
فقال: هذا رجل كذاب يعذّب في قبره الى يوم القيامة .
وقد جمع الشيخ الاستاذ المحدث المتبحر الثقة الجليل القدر الحاج ميرزا حسين النوري طاب ثراه مفاسد الكذب و آثاره السيئة المستفادة من الآيات و الروايات في كتاب اللؤلؤ و المرجان لسهولة حفظها ، و عدّ منها اربعين مفسدة و إليك بيانها :
1- الكذب فسق ... فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ ... ، و الكذاب فاسق ... {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات : 6]... .
2- الكذب هو قول الزور و قد ذكر مع عبادة الاوثان في قوله: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } [الحج : 30] .
3- ليس للكاذب ايمان {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [النحل : 105]... .
4- الكذب اثم كما انّ الخمر و القمار يسميان بالاثم.
5- انّ اللّه تعالى يبغض الكاذب.
6- الكذاب أسود الوجه يوم القيامة.
7- الكذب شرّ من الخمر.
8- يخرج من فم الكاذب ريح نتن متعفّن الى السماء.
9- تبعد الملائكة عن الكاذب مقدار ميل.
10- انّ اللّه تعالى يلعن الكاذب بقوله : {أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [النور : 7] ، { فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران : 61].
11- الكاذب يصل ريح فمه النتن الى العرش.
12- تلعن حملة العرش الكاذب.
13- الكذب خراب للايمان.
14- الكذب يمنع من وصول حلاوة الايمان الى القلب.
15- الكذاب يزرع بذرة العداوة و البغضاء في الصدور.
16- مروة الكاذب أقلّ من جميع الناس.
17- يلعن الكاذب لكذبته الواحدة سبعون الفا من الملائكة.
18- الكذب آية النفاق.
19- الكذب مفتاح البيت الذي جمع الشرّ كلّه فيه.
20- الكذب فجور و الكاذب فاجر.
21- لا يقبل رأي الكاذب في المشورة.
22- الكذب شرّ أمراض النفس.
23- الكذب لعبة اصابع الشيطان.
24- الكذب أقبح الرياء.
25- الكذب يورث الفقر.
26- الكذب من الخبائث.
27- الكذب يورث النسيان.
28- الكذب باب من أبواب النفاق.
29- يعذب الكاذب في القبر بعذاب خاص.
828
30- الكذب يمنع صاحبه من صلاة الليل، فيمنع من الرزق.
31- الكذب سبب لخذلان اللّه.
32- الكذب يسلب عن الانسان صورته الواقعية.
33- الكذب أكبر الخبائث.
34- الكذب من الكبائر.
35- الكذب لا يجتمع مع الايمان.
36- الكذاب رئيس العصاة.
37- الكذب يهلك صاحبه.
38- الكذب يذهب بالبهاء و الحسن.
39- لا تجوز مصادقة الكاذب.
40- انّ اللّه تعالى لا يهدي الكاذب الى صراطه المستقيم ... { إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر : 3].
فبعد ان عرفت مفاسد الكذبة ، فاعلم انّ فحول الفقهاء عدّوا مطلق الكذب من الكبائر، سواء ترتبت عليه مفسدة أم لم تترتب، هذا امر الكذب الذي ليس فيه مفسدة فكيف بالذي فيه مفسدة سيما اذا كانت مفسدة دينية ، أو سببا لضعف عقائد المسلمين أو اهانة امام ، فحينئذ يتضاعف قبحه، و لو كان الكذب على اللّه و رسوله و الائمة عليهم السّلام فمعلوم حاله، فانّه يبطل الصوم و يوجب الكفّارة.
وروي في عقاب الاعمال عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّه قال : من قال عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار .
و اطلاق الخبر يقتضي دخول النار بسبب كلمة واحدة ليس لها فائدة و لا مفسدة، و لذا حكي عن المرحوم الفقيه الزاهد الورع محمد ابراهيم الكلباسي طاب ثراه انّه لما قال أحد الفضلاء المتدينين من أهل المنبر و الخطابة- بعد كلام ذكره- انّ الحسين (عليه السلام) قال : «يا زينب ، يا زينب»، صاح ذلك الفقيه الورع بالخطيب من تحت المنبر في ملأ الناس : فض اللّه فاك ، لم يقل الامام يا زينب مرّتين بل قالها مرّة واحدة.
فعلى أهل المنبر و الخطابة الحذر و الملاحظة ، و أن يطّلعوا على مفاسد الكذب في الجملة كي يتركوا الكذب و الروايات المجعولة بل لا ينقلوا كل ما سمعوه أو رأوه و يقتصروا على المطالب التي ذكرها الثقات.
وذكر السيد ابن طاوس في كشف المحجة نقلا عن رسائل الكليني، بسنده عن الباقر (عليه السلام) في جملة ما قال : و لا تحدث الّا عن ثقة فتكون كذابا و الكذب ذل .
وفي نهج البلاغة من جملة ما كتبه امير المؤمنين (عليه السلام) للحارث الهمداني : و لا تحدّث الناس بكل ما سمعت به فكفى بذلك كذبا .
وللصادق (عليه السلام) كلام يشابه كلام امير المؤمنين (عليه السلام) ، و قال العلامة المجلسي : انّ هذا الخبر يدلّ على عدم جواز نقل كلام من لا يوثق به و لا يطمئن بكلامه ، و وردت روايات كثيرة بهذا المضمون ، و ليعلم كما انّ الكذب مذموم منهي عنه ، فكذلك سماعه كسماعه الاخبار الكاذبة و القصص المجعولة فقد قال اللّه تعالى في ذم اليهود و بيان صفاتهم الخبيثة: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ} [المائدة : 41] ثم قال بعد آية : {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } [الحج : 30] و فسر قول الزور بالكذب ، و من المعلوم انّ الاجتناب عن الكذب لا يتحقق الّا بتركه مطلقا بجميع الصور، قولا أو فعلا أو سماعا أو كتابة و نحوها و يمكن الاستشهاد بانّ الزور هو الكذب بقوله تعالى : { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان : 72] وقد جعل اللّه تعالى عدم سماع الكذب و اللغو من نعم الجنة، فيعلم بحكم المقابلة انّ سماع الكذب نوع من العذاب و النقمة.
روى الشيخ الصدوق في الاعتقادات انّه: «ذكر القصاصون عند الصادق (عليه السلام) فقال : لعنهم اللّه انّهم يشنعون علينا و سئل الصادق (عليه السلام) عن القصاصين أ يحلّ الاستماع لهم؟ فقال : لا، و قال (عليه السلام) : من أصغى الى ناطق فقد عبده فان كان الناطق عن اللّه فقد عبد اللّه و ان كان الناطق عن ابليس فقد عبد ابليس.
وسئل الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى : { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء : 224] قال هم القصاص.
وعن الباقر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام : 68] , قال : منه القصاص .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|