أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
3815
التاريخ: 7-11-2017
3696
التاريخ: 16-3-2016
15427
التاريخ: 16-3-2016
3367
|
فما كان بأسرع حتّى طلعت هوادي الخيل مع الحرّ بن يزيد التميميّ ، فجاء حتّى وقف هو وخيله مقابل الحسين (عليه السلام) في حرّ الظهيرة، وكان مجيء الحرّ بن يزيد من القادسيّة، يقدم الحصين بن نمير في ألف فارس .
فحضرت صلاة الظهر، فصلّى الحسين (عليه السلام) وصلّى الحرّ خلفه ، فلمّا سلّم أنصرف إلى القوم وحمد الله وأثنى عليه وقال : أيّها الناس إنّكم إن تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله عنكم ، ونحن أهل بيت محمد (صلى الله عليه واله) أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم ، والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، فإن أبيتم إلاّ الكراهة لنا، والجهل بحقّنا، وكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم ، وقدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم. فقال له الحر: أنا والله ما أدري ما هذه الكتب التي تذكر!.
فقال الحسين (عليه السلام) لبعض أصحابه : يا عقبة بن سمعان اُخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إليّ.
فأخرج خرجين مملوئين صحفاً فنثرت بين يديه .
فقال له الحرّ: لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ، وقد اُمرنا إذا لقيناك أن لا نفارقك حتّى نقدم بك الكوفة على عبيد الله .
فقال له الحسين (عليه السلام) : الموت أدنى إليك من ذلك ثمّ قال لأصحابه : قوموا فاركبوا فركبوا ، فقال : انصرفوا فلمّا ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف.
فقال الحسين (عليه السلام) للحرّ: ثكلتك اُمّك يا ابن يزيد.
قال الحرّ: أمّا لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر اُمّه بالثكل ، ولكن والله ما لي إلى ذكر أمّك من سبيل إلاّ باحسن ما نقدر عليه.
فقال الحسين (عليه السلام) : فما تريد ؟.
قال : اُريد أن أنطلق بك إلى الأمير عبيد الله .
قال : إذاً والله لا أتّبعك.
قال : إذاً والله لا أدعك .
وترادّا القول ، فلمّا كثر الكلام بينهما قال الحر: إنّي لم أومر بقتالك ، إنّما اُمرت أن لا اُفارقك حتّى أقدم بك الكوفة، فتياسر ههنا عن طريق العذيب والقادسيّة حتّى أكتب إلى الأمير ويكتب إلى عبيد الله لعل الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن اُبتلى بشيء من أمرك .
فسار الحسين (عليه السلام) وسار الحرّ في أصحابه يسايره وهو يقول له : إنّي أذكرك الله في نفسك ، فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلن .
فقال الحسين (عليه السلام) : أفبالموت تخوّفني ؟ ! وساقول ما قال أخو الأوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله (صلى الله عليه واله) فخوّفه ابن عمّه وقال : إنّك مقتول فقال :
سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى * إذا ما نوى حقّاً وجاهدَ مسلما
وواسى الرجالَ الصالحينَ بـــنفسهِ * وفارقَ مثبوراً وودّعَ مجرما
فلمّا سمع ذلك الحرّ تنحّى عنه .
قال عقبة بن سمعان : فسرنا معه ساعة فخفق (عليه السلام) هو على ظهر فرسه خفقة ثمّ انتبه وهو يقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً، فأقبل إليه عليّ بن الحسين (عليهما السلام) على فرس فقال : يا أبه فيم حمدت الله واسترجعت ؟.
قال : يا بنيّ ، إنّي خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول :القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نُعيت إلينا.
فقال له : يا أبه لا أراك الله سوءاً، ألسنا على الحقّ؟.
قال : بلى والذي إليه مرجع العباد.
قال : فإنّنا إذن لا نبالي أن نموت محقّين.
فقال له الحسين (عليه السلام) : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده.
فلمّا أصبح نزل فصلّى الغداة، ثمّ عجلّ الركوب فأخذ يتساير بأصحابه يريد أن يفرّقهم فيأتيه الحر بن يزيد فيرّده وأصحابه ، فجعل إذا ردّهم نحو الكوفة امتنعوا عليه ، فلم يزالوا يتسايرون كذلك حتّى انتهوا إلى نينوى المكان الذي نزل به الحسين (عليه السلام) ، فإذا راكب على نجيب له ، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ ولم يسلّم على الحسين (عليه السلام) وأصحابه ، ودفع إلى الحرّ كتاباً من عبيد الله بن زياد، فإذا فيه : أمّا بعد: فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ولا تنزله إلاّ بالعراء في غير خضر وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري ، والسلام .
فأخذهم الحرّ بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا في قرية .
فقال له الحسين : دعنا ويحك ننزل في هذه القرية أو هذه يعني نينوى والغاضريّة .
قال : لا والله لا أستطيع ذلك ، هذا رجل قد بُعث عيناً عليّ .
فقال زهير بن القين : إنّي والله ما أراه يكون بعد هذا الذي ترون إلاّ أشدّ ما ترون ، يا ابن رسول الله إنّ قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم ، فلعمري ليأتينا بعدهم من لا قبل لنا به .
فقال الحسين (عليه السلام) : ما كنت لأبدأهم بالقتال ثمّ نزل ، وذلك في يوم الخميس الثاني من المحرّم سنة إحدى وستين .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|