المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



النداء  
  
4799   06:18 مساءاً   التاريخ: 26-03-2015
المؤلف : أحمد الهاشمي
الكتاب أو المصدر : جواهر البلاغة
الجزء والصفحة : ص89-90
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / المعاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015 3441
التاريخ: 26-03-2015 2897
التاريخ: 26-03-2015 11258
التاريخ: 26-03-2015 2897

النِّداء - هو طلبُ المتكَلم إقبال المخاطب عليه بحرف نائب مناب «أنادي» المنقول من الخبر إلى الإنشاء - وأدواته ثمان الهمزة، وايّ، ويا، وآي، وأيَا وَهيا، ووا (1)

وهي في كيفية الاستعمال نوعان
(1) الهمزة وأيّ: لنداء القريب
(2) وباقي الأدوات لنداء البعيد.
وقد يُنزلُ البعيد منزلة القريب - فينادي بالهمزة وايّ، إشارةً إلى أنه لشدة استحضاره في ذهن المتكلّم صار كالحاضر معه، لا يغيب عن القلب، وكأنه ماثلٌ أمامَ العين - كقول الشاعر:
أسُكانَ نعمانِ الأراكِ تيقَّنوا بأنكُم في ربع قلبي سُكانُ
وقد يُنزل القريب منزلة البعيد - فينادَى بغير «الهمزة، واي»
«أ» إشارة إلى عُلُوّ مرتبته، فيجعلُ بعدُ المنزلة كأنه بُعد في المكان كقوله «أيا مولاي» وانت معه للدلالةِ على أن المُنادي عظيمُ القدر، رفيعُ الشأن.
«ب» أو إشارة إلى انحطاط منزلته ودرجته - كقولك «اياهذا» لمن هو معك.
«جـ» أو إشارة إلى أن السامعَ لغفلته وشُرود ذهنه كأنّه غير حاضر كقولك للساهي - أيا فلانُ - وكقول البارودي:
يأيُّها السادر المزور من صلفٍ مَهلاً، فإِنك بالأيّام مُنخَدع (2)

 

وقد تخرج ألفاظ النّداء عن معناه الأصلي إلى معان أخرى، تفهم من السِّياق بمعونة القرائن ومن أهمّ ذلك
(1) الإغراء - نحو قولك لمن أقبل يتظَّلم: يا مظلومُ.
(2) والاستغاثة - نحو، يالله للمؤمنين.
(3) والندبة - نحو قول الشاعر
فواعجباً كم يدَّعي الفضلَ ناقصٌ وَوَا أسفاً كم يظهر النقص فاضل
(4) والتّعجب - كقول الشاعر
يا لك من قُبُّرة بمعمرِ خلاَ لكِ الجوُّ فبيضى واصفرى
(5) والزجر - كقول الشاعر:
أ فؤادي متى المتابُ ألَّما تصحُ والشَيبُ فوق راسي المَّا
(6) والتحسُّر والتَّوجُّع - كقوله تعالى «يا ليتني كنتُ تراباً»
وكقول الشاعر:
أيا قبرَ مَعن كيف واريت جودَهُ وقد كانَ منه البرُّ وَالبحر مُترعاً
(7) والتَّذكر كقوله:
أيا منزلي سلمى سلامٌ عليكما هل الأزمٌن اللاتي مضينَ رواجع
(8) والتحيرُّ والتضجُّر - نحو قول الشاعر:
ايا مَنازلَ سلمى أين سلماك من أجل هذا بكيناهاَ بكيناك
ويكثر هذا في نداء الأطلال والمطايا: ونحوها
(9) والاختصاص (3) - هو ذكر اسم ظاهر بعد ضمير لأجل بيانه.
نحو قوله تعالى: «رحمةُ الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميدٌ مجيد» ونحو: نحن العلماءَ ورثة الأنبياء:
«أ» إمَّا للتَّفاخر - نحو: أنا أكرمُ الضيف أيها الرجل.
«ب» وإما للتَّواضُع - نحو: أنا الفقيرُ المسكين ُ أيّها الرجل

_________

(1) اعلم أن لفظ الجلالة يختص نداؤه - (بيا)
(2) السادر الذاهب عن الشيء ترفعا عنه، والذي لا يبالي ولا يهتم بما صنع. المزور: المنحرف، والصلف الكبر.
(3) بيان ذلك ان النداء تخصيص المنادي بطلب إقباله عليك - فجرد عن طلب الإقبال، واستعمل في تخصيص مدلوله من بين أمثاله بما نسب إليه منها.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.