المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الندبة
23-12-2014
خطوات الدراسة الاجتماعية لوسائل الإعلام
2023-02-21
إعداد الموازنة واقرارها الجمهورية الصومالية الديمقراطية
25-10-2016
Infimum Limit
12-1-2022
Karl Mikhailovich Peterson
13-11-2016
lexicon optimization
2023-10-05


إعتقاد الثنوية في قدم النور والظلمة وحصول العالم من امتزاجهما  
  
1989   10:36 صباحاً   التاريخ: 23-12-2019
المؤلف : العلامة الشيخ سديد الد ين الحمصيّ الرازيّ
الكتاب أو المصدر : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد
الجزء والصفحة : ج1 - ص140- 144
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * التوحيد /

(إن الثنوية قد) ذهبوا إلى قدم النور والظلمة، وقالوا: بأنّ النور يفعل الخير بطبعه، والظلمة تفعل الشرّ بطبعها، وإنّهما كانا لم يزل متباينين، النّور في جهة العلو، والظلمة في جهة السفل، ولكنهما يتنافيان من الجهة التي يتلاقيان فيها، قالوا: ثمّ امتزجا فحصل من امتزاجهما العالم، بما فيه. وأثبتوا للنور خمسة أجزاء، جزء منها روح في الكلّ. وكذا أثبتوا للظّلمة خمسة أجزاء، جزء منها روح في كلّها. ثمّ افترقوا ثلاث فرق، المانويّة الذين يثبتون النور والظلمة حيّين، والديصانيّة الذين يثبتون النور حية والظلمة مواتا، والمرقونيّة الذين يثبتون ثالثا للنور والظلمة.

 

والردّ عليهم هو أن نقول: النور والظلمة جسمان، وقد دلّلنا على حدوث الأجسام، فكيف يكونان قديمين؟.

ثم نقول لهم، ولم أثبتم فاعلين قديمين؟

فمن قولهم إنّ الخير والشرّ متضادان فلا يصحّ صدورهما من فاعل واحد.

يعنون بالخير الملاذّ والمسارّ وبالشرّ الهموم والمضارّ.

فنقول: غير مسلّم تضادّ الخير والشرّ، بل الشر قد يكون من جنس الخير، بل نفس ما يقع خيرا يجوز أن يقع شرا زائدا على إيجادها في الجنس. ألا ترى أنّ لطمة اليتيم ظلما شر، وإن كانت بنية التأديب كانت خيرا، وما استلذّه الإنسان لاشتهائه لم يصحّ أن يتألم به ويستضرّ به، بأن ينفر طبعه عنه.

ثم ولو سلّمنا تضادّ الخير والشرّ، فلم لا يجوز صدورهما عن فاعل واحد؟

أليس سواد الشعر مضادّا لبياض الوجه في الجنس، ثمّ هما مستلذان، فيكون كلّ واحد منهما خيرا، وهو صادر عن النور عندكم، وعلى العكس سواد الوجه وبياض الشعر غير مستحسن فهو من فعل الظلمة، لأنّ عندهم كلّ مكروه فهو من الظلمة، وكلّ محبوب فهو من النور، فبطل قولهم إنّ تضادّ الفعل يدلّ على تضادّ الفاعل.

ثمّ يقال لهم، والامتزاج بين النور والظلمة من أيهما حصل.

فإن قالوا: من النور، كانوا قد اضافوا إلى النور الشرّ، لأنّ خروج النور من كونه نورا محضا صافيا خالصا، إلى كونه ممزوجا بالظلمة منكدرا بها شرّ.

فإن قالوا: ما زجها ليلتها ويؤدّبها ويردّها إلى الخير، والامتزاج على هذا الوجه لا يكون منكدرا شرّا.

قلنا لهم: فهذا إضافة شر آخر إليه، وهو الجهل، لأنّ الظلمة عندهم موجبة للشرّ غير قابلة للخير والنور إذا مازجها ليزيلها عن طبيعتها كان جاهلا بحالها، والجهل من النقائص.

ثمّ يقال لهم: إن كان الامتزاج من فعل النور، والظلمة ضدّ النور، كان يجب أن يحصل من الظلمة المباينة التي هي ضدّ الامتزاج.

وإن قالوا: الظلمة أسرت النور، فبهذا السبب وقع الامتزاج.

كانوا قد أضافوا إلى الظلمة فضيلة هي القوّة على الغلبة والأسر، وإلى النور نقيصة هي العجز والضعف.

فإن قال المرقونيّة: إن الامتزاج من فعل ثالث على ما يذهبون إليه.

قلنا لهم: أقديم ذلك الثالث أم محدث؟

إن قالوا: قديم.

قلنا: أ موجب هو أو مختار؟

فإن قالوا: موجب.

قلنا: فهلا أوجب الامتزاج لم يزل. ثمّ وهذا إبطال القول بالاثنينيّة ومصير إلى القول بالثلاثة.

ويقال لهم: أفامتزاج النور والظلمة خير أم شرّ؟

فإن قالوا خير.

قلنا: فذلك القديم الثالث يجب أن يكون من جنس النور.

وإن قالوا: شرّ.

قلنا: وكان يجب أن يكون الثالث من حين الظلمة ويبطل القول بالثالث.

وإن قالوا: ذلك القديم الثالث مختار.

قلنا: فاختياره الامتزاج خير أم شرّ؟ ويعود ما أوردنا على الموجب.

ثم ويقال لهم: إن كان الثالث قادرا مختارا قديما، فهو واجب الوجود بذاته، ويجب أن يكون متصفا بالصفات التي ذكرناها، فيكون هو اللّه تعالى، ويبطل هذياناتهم.

وإن قالوا: الثالث محدث.

قلنا: فيلزم أن ينتهي ذلك المحدث عند القديم المختار جلّ جلاله، لأنّ التسلسل باطل، ثمّ يلزم الفرق الثلاثة قبح الأمر والنهي والمدح والذمّ لأنّ الموجب لا يحسن أمره ولا نهيه ولا مدحه ولا ذمّه. وهذا إلزام للديصانيّة حيث أثبتوا الظلمة مواتا لا حياة فيها.

ثمّ يقال لهم: قد نجد الضياء يدلّ الظالم على المظلوم فيظلمه ويؤذيه، وهذا شرّ صدر من النور، والظلمة تخفي المظلوم، فيندفع بذلك إضرار الظالم وهو خير صدر من الظلمة، وعلى هذا قال الشاعر:

و كم لظلام الليل عندك من يد         تخبّر أنّ المانويّة تكذب

ثم يقال لهم: جناية الإنسان وإساءته إلى الخير ممّن يصدر من الظلمة أم من النور؟ فلا بدّ من أن يقولوا: إنّما صدرت من الظلمة.

قلنا: فإذا تاب وندم على فعله فممّن يصدر الندم والتوبة.

إن قالوا: من الظلمة، كانوا قد أضافوا إليها خيرا، وهو الندم على الشرّ والتوبة منه.

و إن قالوا: من النور، كانوا قد أضافوا إلى النور، شرّا، لأنّ التوبة والاعتذار ممّا لم يفعله الإنسان قبيح.

فإن قالوا: أليس راكب الدابّة يعتذر من رفس دابته، ولا يقبح ذلك منه.

قلنا: معاذ اللّه أن يكون معتذرا من رفس الدابّة، وإنّما يعتذر من تفريطه في سوق الدابّة وامتناعه من إيذاء الغير. وعلى هذا فإنّه لو لم يكن راكبها معها ورفست الدابّة غيره ما كان يحسن منه الاعتذار إلى المرفوس، فان أظهر شيئا يشبه الاعتذار فانّما ذلك إظهار التوجّع والتألم بما أصاب الغير، وليس ذلك اعتذارا حقيقيّا.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.