ابن حزم الظاهري

اتخذ ابن حزم الظاهري اسلوباً مميزاً في طريقة البحث وهذه الميزة التي امتاز بها تفيد بأنه شخّص الفقر وعالجه بطريقة علمية تتماشى مع تعاليم الاسلام ، لأن بلاد الاسلام توسعت في زمن الفتوحات وأصبحت الكثير من البلدان التابعة للولايات الاسلامية ودخلت الكثير من الاقوام الاخرى وبدأ العمل في الدين يضعف وفئات من المجتمع الجديدة بدأت تستحوذ على أموال الغير فظهر الفقر وهذه الظاهرة لم تكن موجودة في زمن الرسول (ص) حيث تم توزيع الدخل بين افراد المجتمع وفق مصطلح إعادة توزيع الدخل الدارج في التفاهم حالياً وقد استخدم ابن حزم الظاهري آلية جديدة لا تتعارض مع مفاهيم الاسلام وتعاليمه كان مفادها ان تنتفض الرعية على الراعي وتخرج للمطالبة في حقوقها في الغذاء والكساء والسكن وهو امر لا بد ان يوفره الراعي وليس الانتظار من المسؤولين في رأس الهرم بأن يحنو على الرعية لأنهم لو رغبوا في التغيير لغيروا لكن انتفاضة الرعية على الراعي (النهج الثوري) هو المطلوب وبدأ من قاعدة الهرم التي هي أساس المجتمع ووضح لهم حقوقهم والجهاد الذي يُشن من اجل التغيير هو قمة الجهاد ، ولم تكن آراء ابن حزم الظاهري غير واقعية وانما هي عملية وواقعية ونابعة من صميم معاناة المجتمع فقال الآتي (يجب على الدولة ان تتحمل المسؤولية الاجتماعية اذا لم يكن الفرد متمتعاً بمستوى معيشي لائق ولدى الدولة الامكانية على ذلك واذا لم يكن للزكاة الدور الكافي لتأمين حاجة الفقراء فإن المراعاة بالزيادة من مهام الدولة من خلال فرض الضرائب على الأغنياء لإدامة معيشة الفقراء ، وان على الدولة الإلزام الشرعي في الفقه الاسلامي ابسط ما تؤمنه الدولة للمواطن في مجتمعها لا بتوفير العمل اللائق للفرد واذا لم يكن ذلك الغذاء والكساء والسكن) .