أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-4-2021
1755
التاريخ: 12-1-2016
2078
التاريخ: 9-1-2016
2482
التاريخ: 26-2-2021
2052
|
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (لئن يؤدب أحدكم ولدا خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم). غالباً ما يكون في الأسرة ـ الأب والأم ـ جاهلين بتكليفهما الشرعي العبادي تجاه أفراد المجتمع. واهم فئة من أفراد المجتمع معنية بهذا التكليف هم الأبناء لأنهم الثمرة الأساسية التي ينتجها بناء العلاقات الزوجية كما أن الأبوين في الفروض الطبيعية على احتكاك مباشر ويومي بأبنائهما والتقبل والتعلم منهما اكبر إذا كانا واعيا ومدروساً. ولكن غالباً لا يتحقق مع الأسف. وقد يكون منشأ المشكلة في مرحلة أسبق من إنجاب الأطفال وتربيتهم قد تبدأ المشكلة من مرحلة بناء العلاقة الزوجية نفسها. تلاحظ إن الغاية الأساسية المقصودة من الزواج والتزويج هي إشباع الرغبة الجنسية. ونلاحظ في هذا الجانب كهدف من الزواج لا كوسيلة لبناء أسرة تشكل لبنة مهمة في المجتمع المسلم فيبقى الزوجان غارقان في عسل اللذة وجهل ما ينتظرهم من أحداث وتفاصيل في المستقبل القريب نحتاج إلى استعداد وحساب وإلا ستكون جملة من الأخطاء. في السنة الأولى او الثانية من الزواج وقبل أن يفيق الزوجان من انتعاشهما الجنسي سيكونان في معرض توقع مولود. وتكريس الاهتمام بهذا المولود يكون عادة من حيث الملبس والمأكل والمتابعة الصحية، وقد لا يوجد أدنى اهتمام بالتكليف الشرعي تجاهه ، ويدخل الأبوان نفسيهما ـ من قبل ولادة الطفل ـ في حلقة مفرغة. فالأب يبالغ في الاهتمام بكسب العيش ليوفر لمولوده المصاريف الكافية ، وكلما كان المورد المالي أكبر الحاجات والمتطلبات اكثر فيحتاج الأب اهتمام اكبر بعمله. والأم تهتم بشؤون البيت والطفل الماديتين وكأنهما خلقا لهذه الأسباب التي تتباهى بأدائها على أتم وجه أمام النساء. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) (أنكم إلى اكتساب الأدب أحوج منكم إلى اكتساب الفضة والذهب) وعنه (عليه السلام) (إن خير ما ورث الآباء لأبنائهم الأدب لا المال).
ولا يوجد غالبا من كلا الطرفين اهتمام بالتكليف الشرعي الاجتماعي بأخلاق وتربية هذا الطفل بل قد يشارك الأبوان في انحرافه إشباعاً لبعض أهوائهما أو دفعاً لموافقة بعض تصرفاتهما اللامدركة. وإذا نبها يوما ما إلى هذا الجانب تراهم يبررون ذلك بالانشغال بالاهتمامات المادية للطفل وينوون على تكريس اهتمام تربوي أكبر بالطفل ويجعلون هذه النية في آخر قائمة اهتماماتهم. وقد تكون هذه المرتبة من الجهل البسيط مقبولة مقارنة بمراتب أخرى من الجهل المركب حيث يعتقد الأبوان إن حسن التربية وشدة الاهتمام بالطفل أن يتعلم بعض التصرفات المفرحة والمضحكة للجهلة كالجرأة على الكبار ضرباً وبصاقاً وشتماً ، يقول الإمام علي عليه السلام.
[لا أدب لسيء النطق] وإذا ما دخل المدرسة فتربيته الجيدة لديهما حصوله على درجات عالية في دروسه فقط.
بغض النظر عن باقي التصرفات والممارسات وما يتعلمه من أقرانه أثناء الفرص من عادات وافعال سيئة(2). إذ لعل الأجدر بالآباء أن يتابعوا أبنائهم في هذا الجانب ساعات متعددة إذا تابعوهم بخصوص دروسهم ساعة واحدة. وهناك صنف من الآباء لا يولي أبناؤه المقدار المجزي من الاهتمام المادي والمعنوي فهو يتعامل مع الصغير بقسوة وتشدد واحتقار يجعل الطفل يكره نفسه في ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه و آله يقول [اكرموا أولادكم(3) واحسنوا آدابهم] والإكرام يتمثل بالتعامل مع هذا المخلوق كإنسان من خلال احترامه والحديث إليه وإرشاده.
إن الدور الذي يقوم به الأبوان ليس بالدور السهل إزاء مسؤولياتهم الدينية والدنيوية وقد أشرت مرارا في هذا البحث إلى ضرورة تربية جيل قادر على أن يقف على أقدامه ليربي لنا جيل صالح لأننا اليوم نقف على عتبة أزمة الأخلاق في هذا الزمان والعولمة وفهم الحرية الخاطئ من مشجعات هذه الأزمة ولذلك فان امام الأبوين دور ضخم للتربية الحسنة وجهد غير سهل فإذا لم يكن الأبوان على قدر واف من التربية وحسن الخلق فلا فائدة بالجيل الذي يقدمانه للمجتمع وقد قال الشاعر:
إذا كان رب البيت بالدف ناقر فشيمة أهل البيت كلهم والرقص
فإذا كان الأب القدوة غير مؤهل لمسؤولياته فكيف نطلب منه ، يؤهل لنا ذرية صالحة.
_________________
(1) المسلم الحدث بين حملات التضليل وسوء التربية ـ صبري المدني ـ 8.
(2) المسلم الحدث بين حملات التضليل وسوء التربية ـ صبري المدني .
(3) مستدرك الوسائل ، العلامة النوري ج1 ص625 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|