المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أدلة منكري تفسير القرآن بالقرآن
13-10-2014
قوة الهلام Gel Strength
31-5-2018
حكمة الله تعالى
24-10-2014
‏المتفجرات الملاطية Slurry explosives
20-10-2016
لماذا لا نرى‏ اللَّه؟
22-12-2015
المداراة
21-7-2016


الدور الاجتماعي والاخلاقي للاب  
  
2411   01:33 صباحاً   التاريخ: 9-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص97-98
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

ـ الحياة الاجتماعية للانسان :

الانسان كائن اجتماعي، وهذا يعني انه يعيش بين اوساط المجتمع ويتكامل مع محيطه، ويتبادل معه التأثير الثقافي بحيث يستطيع ان يحدث فيه تغييرا مشهوداً.

فالطفل الذي هو اليوم بين احضانكم سيصبح عاجلا ام آجلا ابا او اما, وعضوا في مجتمعه، فيحتاج الى الوعي ليتخذ المواقف المختلفه التي تتلاءم مع موقعه، وتساعده في نموه ونشوئه. انه مضطر للاتصاف بأخلاق معينة تمكنه من العيش الهادئ المستقر بين اوساط ذلك المجتمع.

فالحياة الاجتماعية بحاجة إلى قوانين وضوابط عديدة رغم الفوضى والاضطرابات، وان الناس مضطرون إلى الالتزام بها طبقا لما هو مسنون وعلى اساس ايمانهم بالتقاليد الدينية.

وتقع على الاباء مسؤولية التربية الاجتماعية للأولاد وتوجيههم نحو حياة سعيدة.

ـ المسائل الاجتماعية  :

ان اول ما يتبادر إلى الذهن عندما يثار موضوع المسائل الاجتماعية هو العلاقات بكل اشكالها. وبذلك يمكن تحديد جانب من مسؤولية الاب في هذا المجال.

تخضع العلاقات إلى ضوابط وقوانين. وقد تكون قوانين الهية او مدونة من البشر انفسهم او ماخوذة من اديان وفلسفات غير الهية. فالمهم هو وجود القانون في المجتمع وعلى ابنائه ان يتكيفوا بشكل معقول مع هذه القوانين. وتقع على الاب مسؤولية تعليم الطفل هذه القوانين واعداده للالتزام بها.

قد لا يراعي جميع الاشخاص الذين يعيشون في المجتمع تلك القوانين او ان بعضهم يتجاوز حدوده، ويسمى هذا انحرافاً.

فينبغي على الاباء ان يوضحوا لأولادهم الانحرافات ويحفظونهم بعيدا عنها.

ولكي يدرك الانسان ماذا يعني الانحراف وما هي حدوده ومن هو المنحرف وهل يمكن العفو والتسامح؟ لان ذلك يحتاج إلى القدرة على التمييز والتشخيص، وتقع على عاتق الاب مسؤولية تنمية هذه القدرة لدى الطفل وتعويده على اتخاذ الرأي المناسب والموقف الصحيح في مختلف القضاياً.

ان نتيجة الحكم على شخص معين هو اما ان يستحق الثواب او العقاب. ويمكن عن الطريق هذا تعليم الطفل وتفهيمه معنى السجن والتأديب والحد والتعزير والقصاص والدية، وحري بالأب ان يلقن طفله هذه المعاني حتى يمتنع عن الانحراف والاّ سينال جزاءَه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.