أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2020
1825
التاريخ: 13-11-2019
1555
التاريخ: 24-6-2021
3178
التاريخ: 26-6-2020
4170
|
حرب النهروان
بعد واقعة التحكيم عاد الإمام (عليه السلام) بجيشه إلى الكوفة.. ففوجئ بخروج طائفة من جيشه يبلغ تعدادها أربعة آلاف، معلنة تمردها على الإمام (عليه السلام) فلم تدخل معه الكوفة.. وإنما سلكت سبيلها إلى حركة وراء، فاتخذت مواقعها هناك...
ومن الجدير بالذكر أن الفئة التي خرجت على الإمام (عليه السلام) كان قوام أغلبها من الفئات التي أرغمته على التحكيم في حرب صفين(1).
فعند تمرد تلك الفئة وخروجها من جيش الإمام (عليه السلام) أعلنت مبررات خروجها تحت شعار «لا حكم إلا لله، لا نرضى بأن تحكم الرجال في دين الله، قد أمضى الله حكمه في معاوية وأصحابه أن يقتلوا أو يدخلوا معنا في حكمنا عليهم، وقد كانت منّا خطيئة وزلة حين رضينا بالحكمين، وقد تبنا إلى ربنا، ورجعنا عن ذلك، فارجع -يقصدون الإمام (عليه السلام)- وإلا فنحن منك براء(2).
بيد أن الإمام (عليه السلام) أوضح لهم حينئذ أن الخلق الإسلامي يقتضي الوفاء بالعهد -الهدنة لمدة عام- الذي أبرم بين المعسكرين قائلاً: «ويحكم، بعد الرضا والعهد والميثاق أرجع؟»
أوليس الله يقول «وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم، ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها، وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً، إن الله يعلم ما تفعلون»(3).
إلا أن المعارضة لم تصغ إلى توجيهات الإمام (عليه السلام) واستمروا في غيهم، وتعاظم خطرهم بعد انضمام أعداد جديدة لمعسكرهم، وراحوا يعلنون القول بشرك المنتمين إلى معسكر الإمام (عليه السلام) -بالإضافة للإمام- ورأوا استباحة دمائهم..
ولقد كان الإمام (عليه السلام) عازماً على عدم التعرض لهم ابتداء ليمنحهم فرصة التفكير جدياً بما أقدموا عليه، عسى أن يعودوا إلى الرأي السديد، ولكي يتفرغ كلياً لاستئناف القتال مع البغاة في الشام، بعد فشل التحكيم بعد اللقاء الثاني بين الحكمين، حيث تمت خديعة عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري التي أدت إلى عدم تحقيق التحكيم..
غير أنهم بدأوا يشكلون خطراً حقيقياً على دولة الإمام (عليه السلام) من الداخل.. وبدأ خطرهم يتعاظم فقتلوا بعض الأبرياء، وهددوا الآمنين، فقتلوا الصحابي الجليل عبد الله بن خباب وبقروا بطن زوجته وهي حامل مقرب دون مبرر.. وقتلوا نسوة من طي.
فلما بلغ أمرهم أمير المؤمنين (عليه السلام) أرسل إليهم الحارث بن مرة العبدي، ليتعرف على حقيقة الموقف، غير أنهم قتلوه كذلك(4).
فلما علم الإمام (عليه السلام) بالأمر كرّ راجعاً من الأنبار -حيث كان قد اتخذها مركزاً لتجميع قواته المتجهة نحو الشام- وعندما اقتربت قواته منهم بذل مساعيه من أجل إصلاح الموقف دون إراقة للدماء، فبعث إليهم أن يرسلوا إليه قتلة المؤمنين عبد الله بن خباب والحارث العبدي وغيرهما وهو يكف عنهم، ولكنهم أجابوه: أنهم كلهم قتلوه..
وبعث الإمام (عليه السلام) إليهم الصحابي الجليل قيس بن سعد فوعظهم، وحذرهم مغبة موقفهم الأحمق... وأهاب بهم للرجوع عما يرون من جواز سفك دماء المسلمين وتكفيرهم دون وجه حق(5)...
وتابع الإمام (عليه السلام) موقفه الإنساني الرشيد، فأرسل إليهم أبا أيوب الأنصاري (رضي الله عنه) وبعد أن وعظهم، رفع راية ونادى: من جاء هذه الراية -ممن لم يقتل- فهو آمن، ومن انصرف إلى الكوفة أو المدائن فهو آمن لا حاجة لنا به بعد أن نصيب قتلة إخواننا(6).
وقد نجحت المحاولة إلى حد كبير حيث تفرقوا شيئاً بعد شيء حتى انخفض عددهم إلى أربعة آلاف إذ كان عددهم اثني عشر ألفاً.
وقد بدأ الباقون منهم الهجوم من جانبهم على جيش الإمام (عليه السلام) فأمر أصحابه بالكف عنهم حتى يبدؤوا بالقتال. فلما بدأ الخوارج القتال، طوقتهم قوات الإمام (عليه السلام) وتحقق الظفر لراية الحق.
وهكذا قضى الإمام (عليه السلام) في حرب النهروان على حركة الذين سبق لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن سماهم بالمارقين حين أشار إليهم في حديث
رواه أبو سعيد الخدري قال «سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يخرج في هذه الأمة قوم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية»(7).
_______________
1 - يوليوس فلهوزن/ الخوارج والشيعة ترجمة عبد الرحمن بدوي ط2، 1976 كويت ص32.
2 - وقعة صفين/ نصر بن مزاحم ط2، 1382 هـ ص517.
3 - النحل/ 91 راجع وقعة صفين: نصر بن مزاحم ص517.
4 - الفصول المهمة/ للمالكي ص91.
5 - المصدر المتقدم ص92.
6 - أعيان الشيعة ج3، ص20 (عن الطبري) والفصول المهمة ص93.
7 - أخرجه البخاري في صحيحه نقلاً عن الفصول المهمة ص94 أو البلاذري في أنساب الأشراف ج2، ص376 عن علي (عليه السلام) بلفظ آخر، وخصائص النسائي ص71.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
بالفيديو: لتعريفهم بالاجراءات الخاصة بتحقيق وترميم المخطوطات.. مركز الإمام الحسين (ع) يستقبل مجموعة من طلبة الدراسات العليا في جامعة بابل
|
|
|