المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الناتج القومي والدخل القومي
18-9-2018
استخدامات الكاربون المنشط Uses of the Activated Carbon
2024-07-31
Vowels PRICE AND MOUTH
2024-03-16
الكابل في الكاميرا Release
19-12-2021
Richard Rado
9-11-2017
العلامة الطباطبائي في قم المقدسة
16-11-2020


نفوذ الشعراء وثروتهم  
  
2450   02:50 صباحاً   التاريخ: 24-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص358-359
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر العباسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-03-2015 2542
التاريخ: 2023-09-27 1222
التاريخ: 2024-05-11 604
التاريخ: 24-03-2015 17699

وكان الخلفاء إذا قدموا الشعراء بذلوا لهم الأموال الطائلة حتى وقع الشك في صحة بعض ما ذكروه من الجوائز الكبرى. وقد بينا في تاريخ التمدن الإسلامي انها صحيحة وان النقود لم يكن لها قيمة لكثرتها. وعلى كل حال فان ما خلفه بعض الشعراء من الثروة، ولا تكسب لهم من غير الشعر، يدل على كثرة ما كان يصل الى ايديهم من المال.

ذكروا ان سلما الخاسر المتوفى سنة 186هـ خلف ثروة مقدارها 50000 دينار و150000 درهم غير الضياع (1) ومثله مروان بن أبي حفصة خلف ثروة طائلة وكانت جوائزه تبلغ 100000 دينارا مرارا (2) وكان أبو نواس يكسب أكثر من ذلك لكنه كان متلافا سمحا، وكان يتساجل في الانفاق هو والعباس بن الاحنف وصريع الغواني (مسلم بن الوليد). وكان البحتري وهو من العصر العباسي الثاني قد فاض كسبه وكان يتكسب في موكب من عبيدة. واما أبو تمام فأنفق ماله في تجواله في الارض.

وقد تبسط شعراء ذلك العصر وتوسعوا في مظاهر الابهة فكان لأبي تمام والبحتري قهارمة وكتاب (3) وبلغ من دالة أبي نواس على الرشيد انه كان يمر به بنو هاشم والقواد والكتاب يسلمون عليه، وهو متكئ ممدون الرجل فلا يتحرك لاحد منهم (4).

وكثيرا ما كان رجال الدولة يعولون على الشعراء في تبليغ بعض ما يخافون غضب الخليفة منه. كما فعلوا في تبليغ الرشيد خبر نقفور ملك الروم اذ غدر، وهم ان يغزو بلاد الإسلام. ولم يجترئ يحيى بن خالد على ابلاغ الرشيد ذلك فأطمع بعض الشعراء بالمال حتى نظم الخبر في شعر قاله في حضرته (5).

وكم من شعر وضع السيف في الرقاب، كما فعل شعر سديف بالسفاح فحمله على قتل بني امية. وكم من شعر رفع السيف عن الرقاب، كما فعل مالك بن طوق وقد حكم عليه بالاعدام فقال للرشيد شعرا فعفا عنه (6) وقد رفع الرشيد السيف عن ربيعة، واحسن إليهم بعد سماعه ابياتا قالها منصور النمري استعطفه بها، فأمر بكف السيف عن ربيعة لأجله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) الأغاني ج21 (2) العمدة ج2 (3) العمدة 7 ج1 (4) الأغاني ج3 (5) الأغاني ج17(6) فوات الوفيات 143 ج17

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.