أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015
3039
التاريخ: 22-03-2015
2273
التاريخ: 4-12-2019
1835
التاريخ: 4-10-2015
3601
|
لا يتقيد الجاهلي في نظمه بمقدمة او تمهيد كما يفعل غيره من شعراء المدنية بعد الإسلام من استهلال القصائد بالنسب والغزل ونحوهما، لكنه يصدر القصائد الطويلة غالبا بذكر المنازل والاطلال ويبكي على الطلول.. وذلك طبيعي عندهم لأنهم اهل رحلة لا يقيمون في المكان حينا حتى ينزحوا عنه اما فرارا من عدو او التماسا للمرعى او الماء او نحو ذلك، كقول امرئ القيس: (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل).
وقوله: الا عم صباحا ايها الطل البالي)
اما المولدون او المحدثون فانهم يصدرون قصائد المدح وغيرها بذكر الحبيب والشوق والوجد والوصل، وليس هناك حبيب ولا وجد كما سنبين ذلك.
والجاهلي إذا عمد الى النظم في الفخر بدأ به او ذكر المنازل وتخلص له. ويندر فيهم من يفعل غير ذلك كقصيدة عنترة الفخرية التي يبدأ فيها بذكر الصبا واللهو والغزل والاعين النجل في بيتين، ثم يتخلص الى الفخر كقوله:
من لي برد الصبا واللهو والغزل هيهات ما فات من أيامك الأول
طوى الجديدان ما قد كنت انشره وانكرتني ذوات الاعين النجل
وما ثنى عزمي عن مهاجمة وخوض معمعة في السهل والجبل
ولكن هذه القصيدة يغلب انها موضوعة بعد الإسلام.
وقد يستهل الجاهلي شعره بمخاطبة خليلة في بيت او شطر، ثم يستطرد الى الموضوع الذي يريده.. او يبدأ بطلب الاخبار بدون ان يذكر الخليل، كقول امرئ القيس قبيل وفاته في سفح جبل عسيب:
الا ابلغ بني حجر ابن عمرو وابلغ ذلك الحي الحديدا
باني قد هلكت بأرض قوم سحيقا من دياركم بعيدا(1)
وقوله بمكان آخر:
ألم يخبرك ان الدهر غول ختور العهد يلتهم الرجالا(2)
وقد يتكلم بالمثنى كأنه يخاطب اثنين كقول عبد يغوث:
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا فما لكما في اللوم نفع ولا ليا
الم تعلما ان الملامة نفعها قليل وما لومي اخي من شماليا
ومن مذاهبهم طرد الخيال وهو مذهب كثيرين منه، ولكن طرفة بن العبد اول من طرقه فقال:
فقل لخيال الحنظلية ينقلب اليها فاني واصل حبل من وصل(3)
وفي مقدمة ابن خلدون امثلة كثيرة من ابتداءات الجاهلية في النظم، من أراد التوسع في الامثلة فليراجعها هناك.
ولكن الغالب في نظمهم ان يبدأوا بالغرض المراد راسا، فان كان فخرا فبالفخر، او حماسة فبالحماسة، او غزلا فبالغزل، او رثاء فبالرثاء. ومن مرائي المهلهل لأخيه كليب قصيدة مطلعها:
كليب لا خير في الدنيا ومن فيها ان انت خليتها فيمن يخليها (4)
ومرثية اخرى مطلعها:
ان تحت الاحجار حزما وعزما وقتيلا من الارقام كهلا(5)
قتلته ذهل فلست براضٍ او نبيد الحين قيسا وذهلا
وقس عليه غيره من الاغراض .. على ان بعضهم يستهل بالحكم ليتخلص للمدح أو الرثاء، وبعضهم يتغزل او يشيب وهم قليلون، ولهم اسماء اناث يتغزلون بها يسمونها عرائس الشعر كقطام وهند ودعد وغيرهن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شعراء النصرانية
(2) شعراء النصرانية، الختور: الخائن
(3) العمدة ج2
(4) شعراء النصرانية
(5) الاراقم: حي من تغلب
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|